كرسي السلطة وكرسي الحلاق !

                                                

                              زيد الحلي

كرسي السلطة وكرسي الحلاق !

كيف لنا العيش وسط ضجيج الشك ، والشعور بمرارة الزمن ، فيما العالم بمداه الواسع يسرح ويمرح ، بود وسؤدد واسترخاء .. ننظر لما حولنا بعيون شرهة ، حاسدة ، حولاء ، لا تستقر على رؤية معينة ، وغيرنا عقولهم وقلوبهم موحدة تجاه بعضهم البعض دون شعور بالغيرة والنميمة ..

ينسى الواحد منا ، انه عندما يحين الوقت الذي تمنحنا فيه الحياة مقعدا , نكون في حاجة حقا الى سرير فقط… لأن المقعد جاء في غير أوانه ، او لأننا لا نحسن الجلوس على مقاعد الحياة الجميلة ، الخالية من عقد الذات المريضة .. لا نعبأ بالحقيقة الحياتية القائلة ، باننا منذ اليوم الذي ولدنا فيه بدأ موتنا سيره .. انه يسير نحونا غير مسرع… لكنه واثق من سيره تجاهنا .. يصلنا وفق لحظة لا ندركها ! ان العارفين ، بالغاطس في دنيا المجتمع ، لديهم حاجة قوية للتعبير عن أنفسهم ، عن أمنياتهم ، عن رغباتهم ، عن عدم رضاهم عما حولهم.. وهم يكافحون من أجل حقهم في التعبير عن ذواتهم…. ومن أجل الحياة وإدراكها.. فكأنهم يحاولون الثورة.. التمرد على انفسهم.. وضد من حولهم.. لكي يأتون بجديد.. ويقولون نحن هنا.. لكن ستارا من موج هادر يأتيهم يوميا من الحوارات الاذاعية والتلفزيونية وما تتناوله الصحف من اقوال سياسيين ، يعيدون طرح ، ما طرحوه في سابق السنين من افكار ثبت خطلها .. انه موسم الانتخابات ، الذي يحل علينا كل اربع سنوات ، وسط هيجان من الاصرار على البقاء في ذات الكراسي التي ملّتهم من كثرة الجلوس غير المريح عليها ، فهي اما واسعة عليهم او ضيقة عليهم ، وفي الحالين فهي ترفضهم ..!
وليس بخاف على احد، ملاحظة الخوف النفسي الذي يصاحب المواطن في مسيرته اليومية، وعدم القدرة على التغلب على أي موقف يواجهه، وهذا ليس بالأمر السهل، فهو مؤشر على ضعف القوة الداخلية للإنسان العراقي، وهي من أكثر أنواع القوى التي لا يمكن مراوغتها وتجاهلها، لما لها من تأثير محبط وانعكاس على الفرد والمجتمع… فكم هو خادع كرسي السلطة للذين يستمرئون وسائده الوثيرة فيمدون أرجلهم في وجوه الذين لا يملكون تلك السطوة ، مثلما يمدون أحلامهم التي تركض مع سراب النسيان .. فتأخذهم أجنحة الغفلة عالياً .. حتى يستيقظوا مفزوعين على صوت التغيير الذي يرغب به الجميع .. انه مثل كرسي الحلاق .. فيه جلوس برهة من الزمن ليس إلا.. كما للآخرين من بعدهم فيه نصيب زائل لامحالة !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

788 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع