د.صالح الطائي
أبحث عن نفسي في نفسي
سأحملُ بقايا الروح
ما بقي في قلبي ؛
لأرحلَ إلى حيث لا أنا في الوجود
لم أعد بحاجةٍ سوى أنْ اتأبطَ وجعَ القلب
فأجعل آلمي عكَّازاً
وحسراتي عناق ... ,
أبحث في طرقاتِ المدنِ
عن نفسي في نفسي
عن يومي وغدي
عن بقايا من رتَقِ الأمسِ
عن زمنٍ ولى ، مُذ نوحٍ كادتْ شرائعهُ تغرقَ ...
شارفتُ ذواتِ الراياتِ الحُمرِ
وتمنَّيتُ أنْ أشهدَ تدوير مدينتنا حين اختُطَّتْ بيد العرَّافين
وكيف لي أجد وسْط التبنِ ما فقدَ الخرازُ ...
وما نعلمُ وما لا نعلم عن تاريخ معاركنا الشرسة
وما نتجتْ من شؤمٍ أحمر
يختلسُ الليل ؛ ليخلِّفَ أوكارَ الحقدِ
ومازالَ ينتظرُ عودَ ثقاب
ليطفئ رغباته في العيش إلى أبدِ الأزمان .
تُحدِّثُني نفسي قائلةً :
بدلاً أنْ تبقى في أدراج الخيبةِ كالطاووس
أو تحملَ غربالا مصنوعاً من لا شيء .
يريدُ حَجْبَ ضوءِ الشمسِ
عن وردةِ ودٍّ قد يبستْ منذُ قرون
لكنْ لم تتفرَّط !
فالأرض الأمُّ
وما ثكلتْ حسراتٌ توجعني حَسرات
فصوتي دواتي
وشدوي غواتي
لكن هل تسمح لي الأمُّ أنْ أضحكَ من سأمي
يمكنني أنْ أضحكَ ,
لكنِّي أخجل من أيِّ امرأةٍ ثكلتْ زوجاً أو ابناً
فليس كوجعِ امرأةٍ فقدت أحلى عنقودٍ وضياء
وهي في أطراف العمر
لأنَّ الشيبةَ لا يؤنِسُها إلَّا حبيب ...
وها عمري قد أغراه الشيب , فزاحمَ قلبي حزناً
وصادر كلَّ نهارٍ حلَّ بروحي ...
فلم يبقَ في الدنيا سوى
سواد قلوبٍ صارتْ تحكمنا
فبئس العمر حين يعيش في ظلمات
الأحزان , يعلوه نحيبْ .
1761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع