عبدالله عباس
خواطر حول مايحدث الأن :
لاتفرحوا كثيرا بمايحدث في ايران
تتعاطف الشعوب المقهوره في منطقة الشرق الاوسط بعضهم مع البعض عندما ينتفضون ضد حكامهم المارقين ( أكثرهم الفاسدين و بعضهم يبحثون عن الشر و تدفعهم عنصريتهم و تطرفهم المذهبي والعرقي لتجويع شعوبهم وصرف مايملكوه العباد والارض لبناء قوة ) مساله طبيعية وكثيرا مايكون هذا التعاطف فقط وسيلة لتنفيس ما في صدورهم من الغل ضد حكامهم المباشرين دون تعمق في ما تسير الية الامور في تلك الانتفاضات بعد ان تبدأ
حكام ايران ‘ وبعد انتصار شعوبهم في ثورتهم ضد نظام الشاه ‘ أصابهم الغرور نتيجة لظاهرتين في المنطقة ‘‘ أهمها عمق فقدان الارادة الوطنية الحقيقية لكثيرين من حكام دول المنطقة العربية والاسلامية بحيث اصبحوا ودون استثناء منفذي اوامر من مصدر القرار الامريكي الشرير ‘‘ والثاني تماسك الروح الوطنية الاصيلة لدى الايرانيين بحيث يصعب ان تدخل اي قوة معادية لهذه الروحية لتنفذ ما لايقبله ارادة ايران الوطنية بغض النظرمن يحكمهم ‘ فدفع هذين الظاهرتين بحكام ايران الى تجاوز المسموح في علاقات شعوب ايران مع شعوب المنطقة ‘ فتوجه الى تجويع شعوب ايران ليبني قوات ضاربة مستغلة وضع المنطقة ومنفذا للتوجهات الشريرة من خلال التدخل المباشر في نشر التوجهات الطائفية والظواهر العرقية ذي العلاقات المتوترة تاريخيا بين اهل منطقة الشرق الاوسط حالما باعادة السيطره الايرانية عليهم ‘ واهم من كل ذلك ‘ استغل حكام ايران ‘ الفساد المنتشر في مؤسسات الحكم في المنطقة وعدوانية ذلك الكيان الشرير المسمى ( إسرائيل ) ‘ ليقدم النظام الايراني نفسه ‘ بانه هو ‘‘ وليس مصدر القوة والقرار الامريكي ( محرر لارادات شعوب المنطقة ) ضد ذلك الكيان والحكام المنحرفين باسم الاسلام ...! من هنا ‘ أن الخوف من اندفاع الفرح بانتفاضة الشعوب الايرانية وهم مندفعين وبقوة لتصدي لسياسة النظام وهم جياع والمنطقة في الحالة التي اشرنا اليه بحاجه الى التوقف والتصفح الدقيق لنتائج ما يحدث بعد ان انتفض جياع ايران ...!
اهم تصريح دقيق ونابع من ذكاء بضرورة عدم التسرع ودفع الامور الى ( فوضى وتوسيع مساحات الحريق في المنطقة ) بعد احداث ايران هو تصريح ( إيمانويل ماكرون ) الرئيس الفرنسي حيث قال وبوضوح : ( إن نبرة التصريحات التي تصدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية حول إيران "تكاد تدفعنا" إلى الحرب.) ‘ وهذا يعني ان فرنسا تقراء الحدث من كل الجوانب المتعلقه بوضع المنطقة الغارقة اساسا في الفوضى ‘و هذه القراءه الفرنسية تدل على ان هناك قوى شريرة تتوجه الى استغلال انتفاضة جياع ايران لخلق فوضى اوسع من الفوضى الذي اشعلوا نارها في سوريا ولا يصل الى اي نتيجة الا حرق اهل ارادة شعوب المنطقة لضمان ادامة هيمنة مصدر القرار الامريكي وامن بعيد المدى للكيان الاسرائيلي المسخ ‘ من هنا على قوى الخير في المنطقة ‘ وليس الحكام ‘ ان يوحدوا لمنع تدخل تلك القوى الشريرة اكثر من شر النظام الايراني ( أمريكا واسرائيل والسعودية ) ان يكرروا سيناريو سوريا الذي بدأ بتظاهرات مشروعة حولوه هولاء الاشرار الى احقر حرب لايرى في كل صفحاتها شيء لصالح الشعب السوري لحد هذه اللحظة ‘ ويدعو بل يعملوا بان تسير انتفاضة الشعوب الايرانية باتجاهها الصحيح ‘ مواجهة مع النظام الى ان يركع لارادتهم او يرحل ‘ اذا تم هذا في التعامل مع تلك الانتفاضة ‘ سيكون الغالب هو ارادة الشعوب الايرانية : يركع النظام امامهم او يرحل ‘ دون ذلك انتظروا زيادة الحريق في المنطقة وزيادة الجياع والله اعلم
861 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع