د.طلعت الخضيري
مرآه ألماضي ألتأريخ مرآه ألماضي ومنظارألمستقبل /الحلقة 25
نيرون قيصر روما ألمجنون
معلومات شخصيه
ألميلاد : 15 كانون أول( ديسمبر)37م
ألوفاه: 9 حزيران (يونيو)68م
ألعمر 31 سنه
ألمواطنه: ألإمبراطوريه ألرومانيه ألقديمه
مده حكمه في المنصب 54م الى 68 م 14 سنه
ألمقدمه: ما أن بدئت قرائه ماكتب عن حياه تلك الشخصيه حتى إطلعت على ألعامل ألوراثي لعائلته، وأعرض أمام ألقارىء ماكتب عن ذلك الموضوع.
سبق حكم ألمجنون ألقيصر نيرون ، مجنون آخر وهو عمه أألقيصر( كاليغولا) ألذي أنفق أمواله في الخلاعه والمجون والملذات ، وكانت لديه رغبه جامحه في تعذيب معارضيه ، فكان يسوقهم إلى أشد صنوف ألتعذيب ثم يلقي بأجسادهم إلى الحيوانات لتأكلها.
دعى إلى ألحكم ألمطلق وأعلن تأليه شقيقته ، وعين جواده برتبه ألنبلاء.، ولم تسلم أم نيرون (غربينيا) من بطشه ، فقدأمر بنفيها هي وأختها إ لى جزيره( بونتيا).
وقد سلمت ألبلاد وسلم ألعباد بقتله على يد أحد ضباط ألجيش ، والتخلص منه في ثالث يوم احتفالات كانت تجري قبل مغادره ألقيصر ألمجنون إلى مدينه ألإسكندريه في مصر ، وتم تنصيب ألقيصر (كلوديوس) على عرش إمبراطوريه روما.
ألقيصر ألبليد
إشتهر ألقيصر ألجديد( كلوديوس) بالبلاهه الشديده ـ وكانت العامه
تستخدم إسمه دليلا على ألتسفيه والإهانه.
ولم يكن للقيصر السابق في الحقيقه أبناء يرثونه ، لكن مجلس الشيوخ والجيش إعتبروا كلوديوس من ألعائله ألحاكمه ، وقد رغب قواد ألجيش تعيينه في منصبه حتى لا يعارض رغباتهم وكان ذلك أيضا هدف أعضاء مجلس الشيوخ ، ويروى أنه عندما جاء ألضباط ليخبروه بأمر تعيينه في منصبه ، ظن أنهم قادمون لقتله ، فبكى وألقى بنفسه أمامهم متوسلا أن لا يقتلوه.
ألعائله ألفاسده
أمر ألقيصر( كلوديوس) بعد تعيينه بإعاده إبنه أخيه(غربينيا) من ألمنفى وهي أم ( نيرون) ألذي كان عمره في ذلك الوقت ما يقارب ألثلاث سنوات.
كانت ( ميسالينا) ألزوجه ألثالثه للإمبراطور،وما أن سمعت بعوده أم نيرون(غربينيا) إلى روما، وتقربها لزوجها ألقيصر، حتى ثارت حفيظتها ،وبدأ ألتنافس بين ألإمرأتان للحظوه عند الإمبراطور.
فبدأت( ميسالينا) محاوله ألوشايه لدى زوجها ضد غريمتها وبدون فائده تذكر.
سفاهه زوجه ألإمبراطور وفجورها
لقد ظهر في ألخمسينيات من ألقرن الماضي فيلما سينمائيا فرنسي يعرض تهتك (ميسالينا) وفجورها ، وتذكرألموسوعه هنا مايطابق ذلك ، فتصفها أنها كانت متعطشه للفجور، وتقابل عشاقها سرا في القصر ألإمبراطوري ، وكان أحد عشاقها (كايوس سلوسيوس) وهو
عضو مجلس ألشيوخ ألذي عندما إفتضح أمره عند قيصر ، وتوقع ماسيكون مصيره ، حاول اغتيال قيصر ولكن الأخير كان أسرع منه ، فتم اعتقاله و إعدامه ، وتم أيضا إعدام زوجه قيصر ألفاجره ميسالينا.
دهاء وتخطيط غربينيا أم نيرون
بعد أن تخلصت غربينيا والده نيرون من غريمتها(ميسالينا) ، أخذت تتودد إلى عمها القيصر ، وحققت هدفها، إذ أعلن قيصر عزمه ألزواج بإبنه أخيه(غربينيا) ، وكان ذلك يعارض ألقانون ألروماني ، ولكنه وبإيعاز من إبنه أخيه غربينيا ، إستطاع شراء ذمم رجال من مجلس الشيوخ ، واستحصل منهم قرارا يقر زواجه من إبنه أخيه ( غربينيا) واصبحت زوجه قيصر ألجديده.
خططت زوجه قيصر ألجديده ، وأم نيرون ، أن توصل إبنها إلى عرش روما ، فتبنى قيصر إبنها نيرون ، ثم أخذت تسيىء إلى سمعه ولي العهد الشرعي وإبن القيصر(بريتانيكوس) ، وتشيد بإبنها نيرون ، ونجحت في إتمام زواج نيرون بإبنه ألقيصر(أوكتافيا)
نهايه ألقيصر كلوديوس
بعد عام على زواج نيرون بأوكتافيا ، أصيب كلوديوس بمرض شديد ، وأصاب ألفتور بينه وبين زوجته (غربينيا) حين أدرك مدى نفوذها عليه ، وشعر بالندم إزاء إهماله إبنه الشرعي ، وعزم على تغيير ذلك, وعندما شعرت (غربينيا) بذلك ، قررت التخلص من زوجها ألقيصر كلوديوس ، وأسرعت بتحقيق خطتها ، فلجأت إلى ألسم لتحقيق غرضها ، وأدى إلى وفاه زوجها ألقيصر ، وتم إعلان نيرون قيصرا .
من يحكم روما
وتم تنصيب نيرون في ألحكم وهو في سن ألسادسه عشره من عمره ، وكان في بدايه حكمه مجرد إمبراطور إسميا ، فكانت أمه تتحكم في كل شيىء ، .وعهدت إلى تربيته ونشأته إلى إثنين من أكثر ألمخلصين لها ، وهما ألفيلسوف(سينيك) و(كلوديوس) وتناسى ألجميع ألوريث ألشرعي ألآخر.
بدء بعد ذلك ألصدام بين نيرون وآمه ، وانجذب نيرون إلى مملوكه من آسيا إسمها (كتي) ، وابتعد عن زوجته (أوكتافيا) ، ولكي يثبت حكمه قتل ولي العهد ألشرعي(بريتانيكوس) بالسم ، ثم تم إقصاء والدته من ألقصر ألإمبراطوري ، وأسكنها قصرا آخر في روما ، وكان يزورها من آن لآخر ، وهو في أفخر أبهته ليظهر لها مقامه وماوصلت هي إليه من إبعاد عن السلطه.
وانتهى به المطاف إلى حياه ألسكر والعربده، وطاف يشبع رغباته المكبوته ، وسيطر عليه وهم أنه بارع كمغني ،وعازف للقيثاره ، وممثل ، وسائق عربه حربيه .
نهايه والده نيرون
إزداد نيرون إنحطاطا يوما بعد يوم ، فإذا حل الليل عليه ، إنغمس وسط ألعاهرات في حفلات ماجنه ، ويتنكر أحيانا بزي ألعبيد ، أو ينزل أإلى الطرقات يسرق ويمارس قطع ألطرق .
تعرف نيرون إلى إحدى ألعاهرات وإسمها(بوبيه) وقررأن ينصاع لأوامرها ، بأن يطلق زوجته (أوكتافيا) ،وهددته بتركه إذا لم يفعل ذلك ، كذلك شحنته ضد أمه ، فقرر نيرون ألتخلص من أمه بإغراقها وهي في مركبها ، في إحدى الرحلات ولكنها نجت بإعجوبه ، فأرسل لها بعد ذلك أعوانه فتم قتلها بالسيوف، ثم أحرقوا جثتها.، وبموتها ماتت أي معالم ألرحمه في قلب نيرون.
إعدام ألزوجه أوكتافيا
أدى مقتل ألأم (غربينيا) إلى هياج شعبي ، وامتعاض أفراد ألجيش ، وهرب نيرون إلى مدينه نابولي حتى هدأت ألأمورفي روما ، وأجزل ألعطاء إلى أعضاء مجلس الشيوخ وقواد ألجيش ، وضاعف مرتباتهم ، فكانت ألنتيجه أن أصدر مجلس ألشيوخ إستحسانه لقتل والده نيرون ، وعندما هدأت ألأمور عاد إلى روما وطلق زوجته (أوكتافيا) ، وتزوج من عشيقته (بوبيه) ، وتعاطفت جموع أهالي روما مع ألزوجه ، وألقت ألورود على تماثيلها ، ولكن نيرون إمتثل لأوامر عشيقته ، وفشل في محاوله إتهام زوجته بممارسه ألرذيله ، فأمر بنفيها خارج روما ، ثم محاكمتها بتهمه تدبير إنقلاب ضده ، وتم إعدامها .
ألإغتيالات
إمتدت ألإغتيالات بعد ذلك ببحر من الدماء ، ولم يأبه نيرون لأحد ، وفي أحد ألأيام شب خلاف بينه وبين حبيبته ( بوبيه) مما دفعه إلى ضربها ضربا مبرحا حتى ماتت ، ولم يكتفي بذلك بل امر بقتل إبنها بإغراقه.، وامتدت إغتيالاته بعد ذلك ليقتل أقرب ألمقربين له
قائد جيشه ألأمين (بوروس) ، واستمربقتل أصدقاء ألقائد وأقاربه، ولم يسلم معلمه ( سينيك) من القتل.
نيرون مغنيا وممثلا
سيطرت على نيرون فكره أنه بارعا في الغناء والتمثيل ، فذهب إلى اليونان ، يطوف مدنها ، ويحصد ألجوائز في مجال ألتمثيل والغناء ، ولم تجرء لجان ألتحكيم سوى منحه دوما ألجائزه ألأولى.
وكان يعود إلى روما سائرا في مقدمه جيش من ألمغنين والممثلين ، يحملون أوسمته وجوائزه ، مما زاد من حنق وكراهيه الشعب له
ألإنقلابات
جرت عده محاولات لقتل نيرون ولكنها بائت بالفشل ، واستعملت أنواع طرق التعذيب ألبشعه في التحقيق .
مقتل ألفيلسوف ( سينيك) معلم نيرون
تذكر نيرون أخيرا معلمه وأستاذه لأنه يمثل فتره سابقه من حياته وصوت ألعقل والحكمه ، فزج إسمه في مؤامره ، وصدر عليه ألحكم في ألإعدام ، واظهر نيرون نحوه نوعا من التقدير إذ أمر جنوده للذهاب إلى بيت ألفيلسوف وإبلاغه أن ينتحر بدل إعدامه علنا ، وهذا ما فعله فقطع شرايينه وانتهى أمره.
حريق روما
كان ذلك أشهر جرائمه على الإطلاق ،حيث في سنه م 64 ، راوده خياله ببناء روما من جديد بعد أ ن يقوم بحرقها ، وبدأت ألنيران من ألقاعده ألخشبيه للسرك ألكبير ، وانتشرت لمده أسبوع في جميع أنحاء روما ، والتهمت ألنيران عشره أحياء من مجموع أحياء روما ألأربعه عشر ، وبينما كانت ألنيران تتصاعد ، والأجساد تحترق ، ووسط صراخ ألضحايا ، كان نيرون جالسا في برج مرتفع يتسلى بمنظر ألحريق ، ويعزف على آله ألطرب ويغني أشعار (هيمورس) ألتي وصف بها حريق (طرواده).
إتجهت أصابع إتهام أفراد الشعب إلى القيصر ألمجنون ، وتزايدت ألكراهيه نحوه ، فقرر نيرون ألبحث عن كبش فداء واختار ألمسيحيين وكانت ديانتهم حديثه في روما فاتهمهم بحرق ألمدينه ، وتم ألقبض على معضمهم وقتل من قتل منهم ، وقدم ألآخرون إلى الوحوش ألجائعه لتفترسهم أما م أهالي روما في ألستاديوم(ألكوليزيه) ، وعاش من نجى من المسيحيين في ألسراديب ألتي لازالت قائمه حتى ألآن.
واستمرت ألمذبحه لمده أربع سنوات ، ومن ضحاياها تلاميذ ألمسيح بولوس وبطرس قتلا سنه 68م ، وتدمر ألإقتصاد في ألبلد نتيجه لكثره الحروب وبذخ ألقيصر.
ألنهايه
كانت نهايه نيرون لا تختلف عن من سبقوه ، فكان دوما تولي الحكم في روما نتيجه عن مؤامره ، يقتل بها القيصر ، ليليه قيصر آخر.، وهكذا قامت ألثوره ضده ، وانصرف عنه أصدقائه وحاشيته ، ولم يجد بدا من الهرب ، فترك قصره إلى كوخ بعيد لأحد خدمه ألمخلصين ، وهناك كان يبكي كثيرا، وظل مختبأ حتى سمع سنابك خيل الجنود تقترب من الكوخ ،فما كان منه إلا أنه قرر أن يقتل نفسه ، وبعد محاولات كثيره فشلت ، بسبب جبنه و خوفه من الموت ، تم قتل نفسه وانتهت حياه ألطاغيه ألمجنون.
ألمرجع :ألموسوعه ألحره
761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع