السلطان عبد الحميد الثاني

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 12 شباط/فبراير 2013 16:59

                  د.رعد العنبكي

ولد عبد الحميد يوم الاربعاء في 21 ايلول عام 1842 وهو ابن السلطان عبد المجيد الاول من زوجته الثانيه والتي توفيت عن عمر 33 عاما
ولم يتجاوز عمر ولدها عبد الحميد سبع سنوات فاوكل والده امر تربيته الى زوجة ابيه..

وقد تعلم عبد الحميد اللغتين العربية والفارسية ودرس الكثير من كتب الادب ودواوين الشعر وعرف عنه مزاولة الرياضة وركوب الخيل والمحافظة على العبادات والشعائر الاسلامية والبعد عن المسكرات والميل الى العزله وكان والده يصفه بالشكاك الصامت..
كان عبد الحميد تاجرا ماهرا وكانت له اهتمامات مختلفه من بينها هواية التصوير وكان مهتما بالاوبرا وكتب شخصيا لاول مره على الاطلاق العديد من الترجمات التركية للاوبرا الكلاسيكيه كما انه الف عدة قطع اوبراليه وقام بتصوير كل انحاء استانبول وجمعها في البوم يتكون من 12 مجلدا
وكان يملك مكتبا للترجمة وكان معجبا بالروايات البوليسية امثال روايات شارلوك  هولمز
تولى السلطان عبد الحميد الثاني مقاليد الحكم في 11 شعبان 1293 ه والموافق 31 اب 1876 وتبواء  عرش السلطه يومئذ وهي على اسواء حال ،حيث كانت الدولة في منتهى السؤ والاضطراب سواء في ذلك الاوضاع الداخلية والخارجية وفي نفس الوقت دخلت الدولة العثمانية في ازمة مالية خانقة
ولقد عارض السلطان عبد الحميد الاصلاحات الدستورية ودبرت جمعية  الاتحاد والترقي عام 1908 انقلابا على السلطان تحت شعار ( حريه   عداله  مساواة ) وتعهد الانقلابيون بوضع حد للتمييز في الحقوق والواجبات بين السكان على اساس العرق والدين

ابرز منجزاته:
دعا جميع مسلمي العالم في اسيا الوسطى وفي الهند والصين واواسط افريقيا وغيرها الى الوحدة الاسلامية والانضواء تحت لواء الجامعة الاسلامية
ونشر شعاره المعروف ( يامسلمي العالم  اتحدوا ) قرب اليه الكثير من رجال العلم والسياسه واستمع الى نصائحهم وتوجيهاتهم عمل على تنظيم المحاكم والعمل في مجلة الاحكام العدلية  وفق الشريعة الاسلامية وعمل على القضاء على الرشوه وفساد الادارة
انشاء العديد من المدارس والكليات ودور العلم عمل على تقوية الجيش وتقوية مركز الخلافة ،حرص على اتمام مشروع سكة حديد الحجاز التي تربط بين دمشق والمدينة المنورة لما كان يراه من ان هذا المشروع فيه تقوية للروابط بين المسلمين
كون جهاز مخابرات خاصه به واصبح يضاهي اجهزة محابرات انكلترا وفرنسا
انشئ قصر النجمة  بامره ومتحف قصر النجمة تم انشاء مسرح النجمة في عام 1889

علاقاته مع اليهود :
عارض وبشدة انشاء دولة صهيونية على ارض فلسطين رغم الاغراءات والعروض المغرية له وحتى ايقاف حملات الدعاية السيئه ضده في صحف اوربا وامريكا لكنه رفض كل ذالك وقال ( انكم لو دفعتم ملئ الدنيا ذهبا فلن اقبل ان ارض فلسطين ليست ملكي انما هي ملك الامة الاسلامية )
ثم اصدر امرا بمنع هجرة اليهود الى فلسطين ومن اهم الذين وقفوا مع السلطان عبد الحميد في هذا الموضوع نقيب بغداد المرحوم عبد الرحمان الگيلاني
وانه سافر الى استنبول مؤازرا وهذا مايحسب لنقيب بغداد وهو من المقربين للسلطان عبد الحميد ( وانا افتخر باني صديق لحفيده وهو الدكتور محمد برهان عبد الرحمان الكيلاني )

في يوم الثلاثاء 7 ربيع الثاني سنة 1327 هـ يقابلها سنة 1909 م انعقد المجلس العمومي من الاعيان والمبعوثين وبعد المذاكرة راوا من المصلحة
خلع السلطان عبد الحميد وانزاله عن عرش السلطنة واجلاس ولي العهد السلطان محمد رشاد الخامس نجل السلطان عبد الحميد وبعد تلاوة الفتوى واعطاء القرار بالخلع انتخب المجلس هيئتين هيئه تبلغ السلطان عبد الحميد بالخلع وهيئه تبلغ السلطان رشاد بالبيعه
ثم توجه اعضاء المجلس العمومي من الاعيان والمبعوثين الى محل المبايعة وهو دائرة ( السر عسكر ) وحضر محمد رشاد واول من بايعه شيخ الاسلام
والصدر الاعظم وتلاهما اعضاء المجلس العمومي من الاعيان والمبعوثين ثم وكلاء الدولة والوزراء والعلماء والمشائخ
واجريت المراسيم المعتادة والاحتفال العظيم واطلقت المدافع 121 طلقة
وعندما وصل الخبر الى بغداد اطلقت المدافع ايضا وزينت المدن ورفعت الرايات  وعم الفرح والسرور في جميع انحاء البلاد
وقد تشاءم الناس من سلطنة محمد رشاد واصبحوا يقولون ومن بينهم اهلي وجدة الاستاذة القديرة ايمان البستاني يقولون ( اذا حكم رشاد سبى العباد )
ودامت سلطنته ايام الحرب العظمى الى ما بعد سقوط بغداد واحتلال البريطانيين لها في يوم الاحد 17 جمادي الاولى سنة 1335 هـ يقابلها اذار سنة 1917
وتوفى المرحوم المغفور له السلطان المجاهد عبد الحميد الثاني في المنفى في 10-2 –1918 رحمه الله تعالى واسكنه الفردوس العلى من الجنة
هذا ولكم مني جزيل الثناء ( وغالي والطلب رخيص )
ودمتم في رعاية الله وحفظة
اخوكم المخلص
الدكتور رعد العنبكي