مثنى عبيدة
لا طارق َ يطرق ُ الباب َ
في عالم الغربة َوالاغتراب
يسأل ُعن الحال ِ والأحباب
حتى أمسينا نرى الأشباح
ضيوفاً يحنونُ يطرقون َ الباب
لا طارق َ يطرق ُ الباب َ
الحارث أعلمه َ يستقبل ُ الأصحاب
إن صادف َ مررهم قرب َ الدار
يقول أبي لم أرى سوى الأشجار
تعبت ُ من لعب ٍ ... انتظار ٍ... فراغ
وحيداَ بين جدران غرف ِ الصماء
لا طارق َ يطرق ُ الباب َ
أنت أمي أختي وحيدِيِنَ نأكل ُ الطعام
تحدثنا عن جموع ٍ و لقاءَ
الشوارع ملئ بالشيب ِ والشبان
تتزاورون بكل حب ِ وترحاب
شايُُ قهوة ُ حتى الصباح
المآقي غطاء ُ، وكذا الرموش َ لحاف
أين هم
أين تلك الأيام ؟
أبي لم اسمع َ إلا صدى السلام
أحدثتني قصة من قصص ِ إلف ليلة ونهار
أم خيال ُ نسجته الأحلام
أم تراك تصبر ُ نفسك َ بحديث ِ الأوهام
يوم ُ العيد ِ أصحوا لا عيدية * .. لا قبُلة .. لا أعمام
جدتي جدي أخوالي صور ُ تداعب ُ الأذهان
نخرج ُ نضحك ُ نلهو علنا ننسى الأحزان
رباه
ماذا أجيبه وأخته ذاتَ العام
وقد تركنا مجبرين الأهل الأوطان ؟
لا طارقََ يطرق ُ الباب َ
ينتهي العيد ُ بأول ِ مساء
المشقة ُ العناء َ ينتظران صباح
ندورُ بين رحاهما تسحقُ الروح َ .. العظام
سرقتنا الساعات ُ نرقب ُُ دقائقهَا قياما
ركض ُ لهُاث ُ حتى ننام
لا ندري هل المصباح ُمنار ُ أم ظلام ؟
لا طارقَ يطرق ُ الباب َ
نجلس ُ مسمرين تحت َ الأشجار
نستظل ُ بضلالها والأوراق
ننظر ُ لأطفالنا وطيور ُ السماء
نحسدها أنها مسافرة ُ نحو الديار
تمضي السنين َ والأعوام
العيون ترقب والآذان ترهف ُ الأسماع
فهل من طارق ٍ يطرق ُ الباب َ ؟
أم ُ الحارث توسلي الرحمن يبعد ُ الآجال
حتى يكبر َ الأولاد
لا خشية موت ِ أو فناء
لكنا نخاف ُ ضياعاً لفلذاتِ الأكباد
فليس ها هنا من يطرق الباب
إلا رحمة الله تحفظهم وتفتحَُ الأبوابَ
* العيدية / هي مبلغ من المال يتم أعطاه للأطفال من قبل الأهل في صبيحة يوم العيد .
ـ كتبت على وقع قصيدة ( لا تطرق الباب) للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
والتي كتبها وهو يفتقدُ من يفتح له الباب .
أما قصيدتي ( لا طارق يطرقُ الباب َ ) فقد كتبتها لأني أصلا أفتقد ُ من يطرق الباب مثل حال كل من ترك الأهل والوطن
1417 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع