د.منيرموسى
"سرّيسةُ"
الأرَجِ العاطرِ
{ألقيت في حفل تكريم الطّالبة رحيل صالح؛ تقديرًا لإصدارها كتاب خواطر أدبيّة، تحت عنوان: "طفلة تريد الإجابة". وتكريم زميلتها الطّالبة نور عطالله؛ تقديرًا لإصدارها رواية "الحياة لا محالة". وأقيم الحفل في آخر السّنة الدّراسيّة /صيف 2016/ في ساحة مدرسة "السّرّيسة" الإعداديّة - يركا. وأهدي القصيدة إلى محبوب البلد والمنطقة رئيس المجلس المحلّيّ الصّديق وهيب حبيش، ومدير المدرسة المتألّق الصّديق الأستاذ سلطان رمّال، وطاقم المدرسة الخلّاق، والطّالبتين المبدعتين المذكورتين وعائلتيهما الكريمتين، وعموم أهل يركاي الحبيبة.}
***
السّرّيسة ريش زقزقة الخُضاريِّ
خمائل شغوف بالصّيّب المهطالِ
شرقيّة المحتِد ريّانة الِاخضرارِ
جبليّة، يهواها الرّبيع
ورق للشّاي عطريّ،
مَرشف لحدّة اسوداد مَناسر الهداهد
ورقة اصفرار مناقير الشّحاريرِ
زواحف واجلة بين الصّخور والأشواك،
ثعابين، غابة من البلّوط
مَطعم السّناجب في فنادق الأشجارِ
وأبو الشّهام سارح
مع الأغنام والأبقار والماعز،
وكلابه سهم، ريح ورمح
وشبّابة ترقّص العبران
وجوقة الرّواشح في تيّار وادي المجنونة
ثاملًا جاري
وقْواق بنيّ أبيض ساحر يغنّي
غُريْر أسود رماديّ مخاتل
يقاسم الطّير، دليل المناحل،
عسلَ البراري
وهِرّ البرّ السّنوْر صيّاد بامتياز
سخطة على الطّيور
ذلك الخجول، متفرّدًا، عازف عن التّسفارِ
حجل تُدرجيّ دارج
على أدراج الرياح
محمّلة زهورًا وبذورا
قارشًا من الفواكه والثّمارِ
الفِرّيُّ بين البلّان
ينقّ حبوب الأشواك والدّردار
محاذرًا أبا شوك
عندما السُّلَحْفاةَ يجاري
كبرت السرّيسة
فصارت كروما
من عنادل الحقول والدوالي
ومقالع أحجار البناء والرّخام
لتشييد الأوطان والأسوارِ
علت السّرّيسة
فصارت بلدًا، مدرسة وحضارة
تضاحكها شمس الضّحى
على أقحوان أوتارِ
وصارت مصانعًا وقلاعًا
يلمع وجهها
بانعكاس ماء البحر المتوسّط
ساطع الإبهارِ
سمقت، وزركش الوروار
،الموشّى ريشه القزحيّ، ربوع (يركا)
نجمة ساطعة في سماء الجليل
ذلك المعطارِ
وتبادل بو سلمان وبوسلطان
باقات الزّهور، الأحباق والزّنابق
في زفّة العريس؛
فضحك الجوريّ والفلّ
على سدر الحنّاء
مزغردًا لرقراق ندى الجُلّنارِ
***
د.منيرموسى/ أبوسنان/عكا-الجليل
شاعر الإنسانية والرّومانسيّة
421 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع