داود البصري
يستمر التوتر ، ووتصاعد التظاهرات ، ويرتفع سقف المطالب يوما بعد يوم ، و تدخل المعضلة العراقية المستمرة فصولا في إشكاليات جديدة محورها الأساس العقدة التي يمثلها الموقف ( اليابس ) لرئيس الحكومة العراقية من مطالب المتظاهرين وحيث يراهن نوري المالكي على الوقت لإستنزاف المتظاهرين وبث الياس في صفوفهم ! ،
وهو الأمر الذي سينعكس بكل تأكيد على تصميم المتظاهرين على تصعيد مطالبهم ورفعها لمستوى المطالبة برحيل و إستبعاد نوري المالكي عن رئاسة الحكومة!! ، في الوقت الذي يصر فيه المالكي على التربع في دورة رئاسية ثالثة وجديدة منتقدا ورافضا مشروع القرار البرلماني بتحديد مدة الولاية بدورتين فقط!! فيما لايفكر المالكي بالترجل عن كرسي رئاسة الحكومة التي يرفض مبدئيا أن ( ينطيها ) لأي طرف ولو كان من أهل الدار او التحالف الطائفي الذي يضم حزبه الدعوي المفلس مع بقية الجوقة الإيرانية في العراق ، كجماعة المجلس الأعلى ، وعصابة بدر ، والصدريين وغيرهم من خلان الوفا المعروفين ، و الطريف بل و العجيب عدم وجود أي شخصية من جماعة التحالف الشيعي ترشح نفسها كبديل للمالكي بإستثناء الرفيق المناضل ذو الرئاستين وبوابة بغداد الخامسة ووحش شاشة المجلس الإيراني الأعلى الرفيق المناضل باقر صولاغ زادة الشهير ب ( صولاغ دريل ) نسبة للمثقب الكهربائي الذي كان يستعمله جلاوزة وزارة الداخلية في تعذيب المعتقلين أيام وجود صولاغ كوزير للداخلية!! أي أن إحتمال أن يكون باقر صولاغ زادة رئيسا لوزراء العراق من الممكن أن يتم كإجراء وقائي و بديل في حال إحتدام الموقف !! ، وعندها ينطبق على العراقيين بيت الشعر المعروف :
والمستجير ( بصولاغ ) عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار !!
فصولاغ الطامع و الطامح بأن يكون رئيسا للوزراء يعتبر الشخصية السياسية الوحيدة ضمن صفوف التحالف الشيعي الذي يتصدى علنا لتبوأ منصب رئاسة الحكومة ! وهو يمتلك حظوظ القبول من أطراف سياسية عراقية متعددة ولكن ليس من ضمنها بطبيعة الحال جماهير المتظاهرين الذين يرفضونه بالمطلق و يعتبرونه لربما أشد وطأة و أكثر سوداوية من نوري المالكي الذي يعلم جيدا تلك الرؤية كما يعلم أيضا علم اليقين بأنه لا توجد شخصية سياسية في التحالف الشيعي لها الكاريزما او الجراة على التصدي للمسؤولية المباشرة ، فإخراج إبراهيم الجعفري من رئاسة الحكومة صيف عام 2006 بسبب الرفض الكردي له لم يؤدي سوى لمجيء نائبه المغمور وقتها و الذي كان يمني النفس بمنصب مدير عام أو مدير ناحية فإذا به يتحول لرئيس للحكومة وبمعيته لاصق شديد المفعول بكرسي الرئاسة لا يريد أن يغادرها مهما كانت النتائج و الأحوال ؟ ، التحالف الشيعي اليوم و أمام التحديات الجماهيرية في حيص بيص حقيقي ويعيش تحت ظل أعنف أزمة قيادية ويعاني من شحة واضحة في الأسماء أو الوجوه التي يمكن أن يتم ترشيحها لتخلف نوري المالكي ومنع تدهور الموقف العراقي نحو نهايات غير معلومة ! ، فكل الوجوه و الأسماء الأخرى لا تمتلك الجرأة على الأخذ بزمام المبادرة لتتصدى لإنقاذ الموقف ؟ فالقيادي الدعوي ووزير التعليم العالي الذي لا يحمل شهادة دكتوراه من جامعة معترف بها وهو علي زندي الأديب و نظرا لأصوله الإيرانية لا يمكن أن يكون رئيسا للوزراء حتى يلج الجمل في سم الخياط! ، وهادي العامري وزير النقل و زعيم ميليشيا بدر الإيرانية و هو الذي قبل علنا أيادي علي خامنئي المرشد الإيراني لا يمتلك الثقافة و لا المرونة ولا المواصفات المطلوبة لشغل المنصب ، فهو زعيم ميليشيا طائفية مسلحة إيرانية الهوى و الولاء و التأسيس و الإنتماء فقط لاغير !!؟ ، وكان الله في السر عليما ؟.
الصدريون لايمكن أن ينبثق من بين صفوفهم رئيس للحكومة لأسباب عديدة ، أما القيادي المجلس ونائب الرئيس الأسبق السيد عادل عبد المهدي فكانت أقصى امنياته أن يكون رئيسا للحكومة و لكنه اليوم بعيد عن الترشيح وقد بلغ من الكبر عتيا ؟... مزاد كرسي رئاسة الحكومة في العراق يبقى قائما و يشهد خصاصا واضحا ، فالأحزاب الطائفية العراقية لاتمتلك قيادات تتناسب مع هيبة المنصب وحساسيته!! وهو الوتر الذي يعزف على أنغامه نوري المالكي و يحيط بحقائقه الظاهر منها أو المبطن !.. لذلك فإن نوري المالكي سيقاتل و سيلجأ لمختلف الوسائل و الأساليب من أجل كرسي الرئاسة الذي يريد أن يظل ملتصقا به مهما كانت النتائج و الأحوال... ضعف الأحزاب الشيعي القاتل وخلوها من القيادات المؤهلة جعل الأزمة العراقية تتشعب و تأخذ أبعادا خطيرة ونظرية ( ماكو بهالبلد غير هذا الولد )! تظل دليل عمل نوري المالكي المنهجي!!.. أحزاب طائفية مفلسة لا بد أن تفرز قيادات مفلسة!!؟.. تلك هي الحقيقة العراقية العارية ؟.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1230 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع