بقلم / إبراهيم الأعظمي
هـذه صورة الحـياة على طبيعتها
نفس الصورة يشاهدها البعض ولكن من وجهات نظر مختلفة لكل واحد مِنّــا
الـــنافـــذة
يُبين الحوار التالــي الى أي مــدى يُمكــننا وبأرادتنا أن نمنح أنفسنا فرصــة قبل أن نُبدي رأينا في أيّ موضوع, فعندما إنتقل الزوج والزوجة الى عشهم الزوجية الجديد وفي الصباح وبينما هُمْ يتناولون فطورهم الأول مجتمعين في المطبخ تطلعــت الزوجة من خلال النافذة لغسيل جارتهم المنشـور في البالكونة المقابلة فهمسـت لزوجها ما خطر ببالها
في اللحظة التي تبادرت اليها الفكرة أنَّ غسيـل تلك السيـدة غير نظيــف
ويظهر أنها لا تعرف الطريقة الصحيحة لغسـل الملابس أو لربما تحتاج الى
مسحوق غسيل أفضل مما تستخدمه، نظر الزوج إليها ولم يعلق بكلمة واحدة ولربما فكّر في لحظتها أن عليه إحترام وجهة نظر زوجته..تكرر المشهد لنشر الغسيل القذر مع تكرار نفس التعليق للزوجة بدون أن يصرح الزوج بأية كلمة.. بعد مرور شهر فوجئت الزوجة حين شاهدت غسيل جارتهم ولأول مرة ناصع البياض فأشارت بفرح لزوجها أن ينظر وهي تقول أخيراً تعلمت كيف يكون غسل الملابس بطريقة فعّالة..حينها فقط نطق الزوج وبكل هدوء وقال لها لقـد نهضت اليوم مُبكراً وقمت بتنظيف زجاج نوافــذ مطبخنا
هذه هي الحقيقة التي تغيب عن خاطرنا دوماً حين نراقب ونشاهد الآخرين فهي تعتمد على مدى نظافة زجاج نافذة تفكيرنا ونفوسنا والتي ننظر من خلالها عَلنّا نمنح لأنفسنا برهة من الوقت قبل أن نصدر أحكامنا عليهم لنبحث عن أفضل ما يتمتعون به من خصائص يمتازون بها ولكون الحياة وجهات نظر مختلفة ومتعددة لكل منا فما علينا إلا أن نحترم وجهات نظر الآخرين حتى وإن كُنـّا لا نتفق معهم أو نؤمن بمصداقيتها وأن نقتنع بفكرة أنّ لكل شخص منظور خاص به ورأي
وبين هذا الرأي وذاك
.. ( خيط رفيع )
.. يُســمى الوّد
.. فإختـلاف وجهات النظـر لا يُفسـد للـود قضيــه
هذه دعــوة مُخلصــة لكل من يُشاركون في هذا الموقع .. بيتنا العراقي
واحتنـــا الخضراء..مــع عطــر الكَاردينيـــا
كـل الأخوة والأخــوات الكــرام لأن نتسـامى فوق أخـتلافاتنا في الآراء ونتســامح فنحن لا نرى الحياة مثلما يراها غيرنا, فتجاربنا ومفاهيمنا وطِباعنا وثقافتنا مختلفه
بقــلم .. إبراهيـــم الأعظمـــي
838 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع