د.طلعت الخضيري
مرآه ألماضي
ألتأريخ مرآه ألماضي ومنظار ألمستقبل /ألحلقه ١٨
ألملا عثمان ألموصلي
ألمقدمه:أقدم أليوم للقارىء ألكريم أحد أعظم ألشخصيات ألتي ولدت على وادي ألرافدين ، ألرجل ألأعمى ألذي نبغ في ألإنشاد والتلحين وكان أستاذا لعباقره ألموسيقى أمثال ألسيد درويش في مصر وغيره في إسطمبول أيام ألدوله ألعثمانيه.
نشأته
عاش مابين سنه 1854 و 1923 أي عن عمر قدره 83 عاما.
ولد في محله باب العراق في ألموصل، وكان والده مهنته (سقاء) توارثها عن أجداده، وتوفي والده وهوفي ألسابعه من عمره( ماأكثر ألعباقره ألذين عرفوا أليتم في طفولتهم) وما لبث أن فقد بصره بمرض ألجدري وهوطفل ، فضمه جاره محمود ألعمري إلى أولاده ، وأحاطه بعنايته ، فعين له معلما حفظه ألقرآن ألكريم والسيره ألمحمديه والأحاديث ألنبويه ، وكثيرا من ألشعر ألصوفي ، و أتقن أصول.ألتجويد والأناشيد ألدينيه. وقد أعجب محمود أفندي بشجي صوته ، فعين له معلما يعلمه ألموسيقى والألحان، فنبغ فيها ودرس علومها ألشرقيه ومقاماتها ونغماتها ، وتعلم ذاتيا ألعزف بالقانون والناي ، وكان صوته ألجميل ينبىء له بالمستقبل, وحفظ ألأشعار والقصائد ،وتعلم علم أللغه ألعربيه على يد علماء عصره، وأتقن أللغتين ألفارسيه والتركيه.
ألمرحله ألثانيه في حياته
توفي محمود ألعمري في سنه 1865م ، فركبه هم وحزن شديد فترك عثمان ألموصل إلى بغداد وكان في ألعقد ألثالث من عمره ،فتلقاه بالترحيب والتكريم أحمد باشا ألعمري إبن حاميه ألسابق محمود ، واسكنه عنده ، واشتهر حين ذاك بقرائه ألمولد ألنبوي ، وصار ألمنشد ألأول في التكيه ألكيلانيه والتكايا والمساجد ، وفي احتفالات ألموالد ألدينيه في ألبيوتات ألكبيره ، ودرس عثمان صحيح ألبخاري سنه1886 ، فتتبع ألدرس فيها على يد أحد ألشيوخ ، وأخذ منه ألطريقه ألقادريه ، وهي إحدى ألطرق ألصوفيه ألشهيره ، ثم ذهب للحج وعاد إلى ألموصل.
ألمرحله ألثالثه
سافرإلى إسطمبول فتلقاه أحمدعز ت باشا ألعمري، وعرفه بمشاهير ألناس وعلمائهم فتعلم ألقرائات ألعشره والتكبيرات ، وأجيزفيها ، وأعجب به ألسلطان عبد الحميد ألثاني فعينه رئيسا للمحفل ألديني في مسجد( آيا صوفيا) ومعلما للقراء ألأتراك ، وسمح له بدخول قصوره وقصور ألحريم..وسجل بصوته بدون مرافقه موسيقيه وعلى أسطوانات
بعض ألأناشيد ألدينيه والإبتهالات وعددا من ألأغنيات ألعربيه والتركيه بمصاحبه موسيقيه.
سافر ألملا عثمان إلى سوريا سنه 1906 ، فزار مدنها ، ثم استقر في دمشق ، فقرأ أمام أعيانها قصه ألمولدألنبوي وتلى بعض ألموشحات.
أراد ألملا عثمان أن يوسع معارفه فسافر إلى مصر فالتقى بها برجال الدين والأدباء ،وأخذ عنه ألقراء والفنانون أحكام ألتجويد ،وبعض ألمقامات ألتركيه ، وأوزانه وضروبها ،واتصل به( سيد درويش) ودرس على يديه أصول تلحين ألموشحات ، وتم لقائه أيضامع ألفنان عبد ألحمولي ، وأخذ عن إمام ألشافعيه هناك، ألقرائات ألعشر والتهليل والتحميد وأجيز بها ،وغادر إسطمبول سنه 1912 في أيام ألسلطان رشاد وذلك حسب إلتماس بعض ألوجهاء ألعراقيين في إسطمبول فعاد وأسرته إلى الموصل.
وأخيرا استفروأسرته في بغداد حتى وفاته.
موشوحاته
لديه ألعدد ألكثيرمن ألموشحات والأغاني منها:
زوروني بالسنه مره
فوك النخل فوك
لغه العرب أذكرينا
يم العيون السود
طلعت يامحلى نورهه
آه يا حلو يمسليني
ومن شعره:
قدك المياس يا عمري ياغصين البا ن كاليسر
أنت أحلى الناس في نظري جل من سواك ياقمري
هكذا سجل أسم ملا عثمان ألموصلي مع من أنجبته بلاد وادي ألرافدين من عباقره وعلماء بدأ من ألعصور ألقديمه إلى عصربغدادألرشيد والمأمون وما تطور من علم ومعرفه في عهد دوله ألعراق ألحديثه.
ألمراجع : ألموسوعه ألحره ، ألموسوعه ألعربيه
772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع