علاء كامل شبيب
مع إزدياد التوقعات عن قرب سقوط النظام السوري و عدم نجاح مختلف المحاولات التي بذلها النظام الايراني من أجل تغيير مصيره، والذي يشکل سقوطه مشکلة کبيرة لحزب الله البناني قبل النظام الايراني، جاءت مسألة إتهام حزب الله بتنفيذ عملية الهجوم في بلغاريا بمثابة نذير شؤم آخر لهذا الحزب الذي بات يعاني کحليفه الاستراتيجي النظام الايراني من مشاکل مستعصية قد لايجد الحل لمعظمها.
إتهام حزب الله اللبناني بإرتکاب هذه العملية، يساهم بشکل او بآخر في تقوية مواقف التيارات السياسية المتشددة في فرنسا و المانيا و التي تطالب منذ فترة بإدراج حزب الله ضمن قائمة المنظمات الارهابية، وان تأکيدات ألمانية قد صدرت حقا تشدد على"إن حزب الله، إذا تأكدت صحة الأدلة، مسؤول حقا عن هذا الاعتداء الغاشم الذي ستترتب عليه عواقب"، وهو مايعني و بحسب المصادر السياسية المطلعة في برلين، أن المانيا قد تتجه الى حظر نشاط هذا الحزب مما سيفقده التبرعات الکبيرة التي تأتيه من هناك من جانب، وکذلك سيواجه و بشکل جدي خطر إدراجه ضمن قائمة المنظمات الارهابية في المانيا وهو مايعني لو رافقه إجراء فرنسي مماثل أن أبواب أوربا ليس فقط ستغلق بوجهه فقط وانما سيتم وضع نشاطاته أيضا تحت المجهر الاوربي، وهذا يعني أن الحزب سيواجه إحتمالات و خيارات صعبة جدا قد تترتب عليه من وراءها الکثير من الاستحقاقات غير المنتظرة.
المشکلة الکبيرة التي تنتظر حزب الله، هي انه وبعد أن کان النظام الايراني يعول عليه من أجل لعب عدد من الادوار المختلفة من أجل إنقاذ نظام الاسد، سيواجه بنفسه مشکلة عويصة و سيشکل مشکلة و عبأ جديد لکاهل النظام الايراني المثقل أساسا بالمشاکل و الازمات والانکى من ذلك، أن النظام الايراني الذي کان في فترات سابقة يتفنن في العمل من أجل وضع خصومه و أعداءه و"عذاله" ضمن قائمة المنظمات الارهابية، يجد اليوم أهم حلفاءه على مشارف الادراج ضمن قائمة المنظمات الارهابية، بل وانه لو تم إدراج حزب الله ضمن قائمة المنظمات الارهابية في فرنسا و المانيا"وهو أمر وارد و محتمل في ضوء الوقائع و الادلة و المعطيات"، فإن النظام سيجد نفسه أمام کارثة سياسية ان صح التعبير ذلك لأنه وفي الوقت الذي شهد العالم کله فيه نجاح منظمة مجاهدي خلق في الخروج من قائمة المنظمات الارهابية و تمکنه في أن يصبح أبرز تيار شرعي و قانوني معترف به دوليا ضد النظام الايراني، فإن هذا النظام و بدلا من أن يجبر و يعوض هذا"الانکسار السياسي"الفظيع فإنه يقدم أقرب المقربين إليه"أي حزب الله"، کقربان جديد للمجتمع الدولي ليسجل من وراء ذلك تراجعا و إنحسارا سياسيا ملفتا للنظر سوف تکون له آثاره و تداعياته على أوضاعه و مواقفه في المنطقة و العالم.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1379 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع