طارق رؤوف محمود
البحر تعلو فوقه جيف الغلا - والدر مطمور بأسفل رمله؟
حالات سوداء اجتاحت مجتمعنا الطيب بعد ان دب الفساد واستشر في جسد عراقنا، ففي هذا الزمن الاغبر سنحت فرصة لبعض مرضى النفوس والمتصيدين بالماء العكر ومن أصحاب السوابق للاستحواذ على مال الغير بطرق خبيثة وبسهولة واستأثروا بالمال العام والخاص بصورة غير شرعية او قانونية نتيجة الانفلات الأمني بعد الاحتلال وبسبب الفوضى والنزاعات بين الكتل منذ ذلك الحين ولحد الان ،استغل هؤلاء الوضع واصبحوا بزمن بسيط من أصحاب الملايين والمليارات والعقارات والبنوك والسيارات الفارهة والقصور الفخمة ، وتعالوا على أبناء جلدتهم وانسلخوا تماما من مجتمعهم الذي عاشوا فيه وتنكروا لأصحابهم واهاليهم الذين اكرموهم وكان لهم الفضل الكبير في معاونتهم عندما كانوا لا يملكون شيء، وبلغ بهم الانتفاخ بالمال حالة مرض نفسي وهلوسة وسيطر على مشاعرهم لاعتقادهم ان المال هو من يحدد العلاقة بين الناس وهو الامر الحاسم في كل كبيرة وصغيرة ، وتخيلوا انهم الأعلى بين البشر واختاروا لغة التبجح بالمال ،وهكذا سف هؤلاء الى الدرك الأسفل من الانحطاط الخلقي ، ورموا كرامتهم في مزابلهم .ولم يكتفوا بذلك بل تعاملوا مع الأجنبي ودول الجوار لمرور الممنوعات والمتاجرة بالعملة وبالمواد الفاسدة .
العراقيون الذين يفتخرون بكرامتهم وشهامتهم يعرفون مثل هذه النماذج ويعرفون تاريخهم الانتهازي المنحرف وتحايلهم على الاخرين للوصول الى المنافع بكل وسيلة حتى ولو كانت على حساب شرفهم ولهذا ينظرون لهم باحتقار مهما بلغوا من خزين المال والجاه والسلطة لان الصورة امامهم مشوه عنهم في الماضي والحاضر، وحب الناس في العراق لمن يحترم كرامة الانسان ويتصف بالأخلاق والشهامة والأمانة والوفاء للوطن هما مصدر ثقة أبناء الشعب .
المال اعماهم وسيطر تماما عل سلوكهم العام، بعد ان تشبثوا بأذيال امثالهم من تجار السياسة، وخضعت لخدمتهم منابر وفضائيات تغرد بأسمائهم ومنحتهم الألقاب الوطنية، وهم اللذين لم تهتز لهم شعرة عن جياع الشعب ومآسي النازحين، وضحايا إرهاب داعش .
وتنكروا للجميع دينهم ومذهبهم المال الذي حصلوا عليه بطرق غير شريفة وخضوعهم للكيانات الطائفية وادارتهم عصابات تهريب العملة والمخدرات، ولا امل ان يتوقفوا عن الاستحواذ على الصفقات والعقود المشبوه، وبسبب خوفهم من السؤال (من اين لك هذا) ؟ عمدوا الى إيداع أموالهم في البنوك الأجنبية باسم العديد من أقاربهم وتابعيهم، كما انهم اختاروا العزلة والابتعاد عن اقرانهم السابقين تحاشيا لانفضاحهم وانحسر لقائهم بأمثالهم من الفاسدين؟
وسيتعافى العراق بسواعد أبنائه مستقبلا وبالتأكيد سيلاقي هؤلاء مستقبلا نفور كل من عرفهم، وسيمرون بجفاء اصدقائهم ولا يجدوا من يعينهم في شدائد الحياة، وسيقفون امام القانون عندها لا ينفع الندم.؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2060 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع