بين الرياضة والسياسة

                                          

                                                  د. سعد العبيدي

شهد الشهر الاول من هذه السنة الجديدة نشاطا رياضيا فيه تفوق ملموس للمنتخب العراقي في كرة القدم بخليجي 21 المقامة دورتها في دولة البحرين، وشهد المجتمع العراقي الحالم بالأمان نشاطا وطنيا غير مسبوقا طوال فترة المباريات، حيث الالتفاف المعنوي الداعم للفريق، وتشجيعه من اجل الحصول على البطولة التي يرفع فيها اسم العراق. التفافا فشلت السياسة الحالية والتي سبقتها في تكوينه وان أمتلكت الفرص السانحة والسلطة القوية والمال الوفير، لان اللعب في السياسة داخل العراق يختلف عن اللعب بكرة القدم، فالسياسة والسياسيون يفرقون والرياضة توحد.

والسياسة تثير البغض والعداء بين الاطراف المشاركة في عمليتها والتابعين من الابناء، والرياضة تخرج المشاعر العدائية من النفوس، تبددها مع كل ركلة كرة داخل ملعبها الواسع.
وأهل السياسة في العراق يبعدون المواطن عن وطنه، لايغالهم في ايهامه وابقائه في دوامة الخطر وعدم الاستقرار، والرياضة تقربه من الوطن، تضعه في دائرة الامل القابل للتحقيق بمجرد الفوز في مباراة.
ولهذا الغرض، ولهذه الاهمية يفترض بأهل السياسة أن يتنبهوا ويسعوا من جانبهم الى تغيير أساليبهم في ادارة الدولة والمجتمع لصالح المواطن والوطن، وأن يبادروا على الفور بدعم الرياضة، من خلال توظيف أعلى قدر من الجهد والمال لتحسين وضع الملعب واللاعب والفريق، وان يدعموا توجهات اقامة المباراة مع فرق عربية وعالمية لان المباراة وحدها تُذكّر المواطن ان له وطن اسمه العراق. تنسيه التفكير بأصوله الطائفية والقومية، تنقله ولو مؤقتا الى العيش بنشوة الانتماء الى الوطن العراقي.  
ان العراق الان بحاجة الى لملمة المشاعر الوطنية العراقية أكثر من أي وقت مضى لان بوادر الفتنة تستثار من عديد من الاطراف، وأخطاء التعامل مع الواقع تزيد من توجهات الفرقة بين جميع الفئات. حدود أصابت المشاعر الوطنية بصدع خطير وأصابت العموم من ابناء البلاد باحباطات شديدة أنعكست سلبا على مواقفهم من انفسهم والدولة، وقللت من مستويات أخلاصهم في العمل، واربكت عيشهم وعلاقاتهم واستقرارهم.
حدود سلبية سوف لن يخرجون منها بسلام الا اذا ما تنبه السياسيون سريعا للمصيبة الحاصلة وغيروا من أساليبهم في الادارة والتعامل، وتوجهوا الى تهدئة النفوس المتعبة، وزادوا من كم التوظيف المالي والمعنوي في مجال الرياضة والشباب كمجالات للتصارع الايحابي بديل عن الايديولوجيات السياسية كمجالات للتصارع السلبي لم تجدي نفعا في رأب الصدع الوطني منذ العام 1958 وحتى وقتنا الراهن.... رأي على بساطته لا يمكن تطبيقه في العراق!.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1174 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع