أطروحة الدكتوراه كتابٌ آخر للشاعر نوفل ابو رغيف

                                       

                                         منى رحيم الخرساني

      

أطروحة الدكتوراه كتابٌ آخر للشاعر نوفل ابو رغيف
بقلم منى رحيم الخرساني

للشعراء عالمٌ يتوهجُ ما بين كفوف الحب ولإبداع، وكذلك هم يتميزون بينابيع الفكر النابض بشفافية الكلمة التي تحيلُ القلبَ إلى طائر ٍ يغني في ربيع دائم.
ومن بين هؤلاء الشعراء ذلك الشاعر الذي رثى مشنقةَ أبيهِ وعباءةَ أمهِ بقصائدَ لها أثوابُ آلَ نوفل الذين قدموا للعراق ِ كواكب َ من الشهداء ومن أصحاب العلم والمعرفة ، ومازالَ أنهار علمهم ينهلُ منها الكثيرون.. اليوم تكتمل رسالاتهم بصوت تميز بروح الإبداع الأكاديمي من خلال كوكب ٍ نال شهادة الدكتوراه وبأمتياز،،

  

إلا وهو الدكتور الشاعر نوفل أبو رغيف مدير دار الشؤون الثقافية والذي بحثَ في ( النقد العربي القديم دراسة فى الانساق الشعرية من القرن الثالث الهجرى الى نهاية القرن الخامس الهجرى)، وجاء إلينا بنهر ٍ لاينضب من العلم الذي سيكون مرجعا لجميع الدارسين في هذا الأختصاص..

  
وقد حضر المناقشة عدد كبير من المسؤولين فى الدولة على رأسهم سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامى الأعلى وعدد من النواب والأساتذة والإعلاميين والصحفيين والأدباء وقد كان نقاش الاطروحة ممتعا وثريا
مبتداءاومختصرا بهذه المقدمة المهدات....
اعتيد في مثل هذا الموقف أن تهدى الجهود إلى الأحبة والمؤثرين..
*فلأجلك كل مرة يـاأبي.. فهذا وحيك الذي لا ينتهي.. وجذوتك التي لاتخبو.. وروحُك النبيّة.. تحلّق في سماواتنا وتمنحنا سر  الانشداد..   هذا بعض بذارك في تربتنا..، وهجٌ من دفئك الحاني وأنت تُعلِّمنا أحسَنَ القصص ساعة السحر.
*لعباءة أمي.. نبوءةً اخرى، وخيمةً نأوي إلى ظلّها، وغيمةً تسكب خلفنا ماء الحفظ كل صباح لكي نعود..
 لصلاتها.. التي لا تنتهي فتعصمنا من أسئلة الريح وعواصف الخراب
*إلى (المحسد هلال).. ولدي الذي يشبه أبي اسماً ووجهاً وروحاً، ليُشرق عمري بين هلالين
و(ميامين)..و(الأغر)..أفلاذي وقصائدي واختامي. والى امهم شريكة الهواجس والقلق والسنوات.    
* لكل من علمني حراثة الحروف وكتابة الحب، وترويض المشوار المحفوف بالتعب والقلق النبيل.
*لمن يحترفون ثقافة الحب وصناعة الحياة ويقفون عند الآخر بهاجس العراق.
ختاماً، يقول ابن عربي في الفتوحات المكية (علّة الكمال وجود النقص فيه ... ولولا وجود النقص فيه لم يكن كاملا ً).

أسأل الله أن لا يجعله آخر العهد مني في السفر والبحث والتأمل عند ضفاف هذا الحقل المعرفي الزاخر، وآخر دعواي أن الحمد لله، به آمنت وعليه أتوكل، فهو حسبي، والله ولي التوفيق.
مقدما ايجاز ملخص لطروحته :
إنطلاقاً من رغبة متجددة كرّسها هاجسٌ قديم يسعى لأن يتبلور عبر دراسة تحتكم الى رؤيةٍ منهجية تحققها صرامة المناخ الأكاديمي من جهة وهامش الاجتهاد المتاح من جهة أخرى، حاولنا انجاز بحث يخوض مغامرة الاكتشاف مشفوعاً بأدواتٍ منهجية وآلياتٍ موضوعية تعزز الشروع في هذه الرؤية وتسهم في إنضاجها، وفي تراكم هذه الرغبة عبر سنوات من القراءة والبحث والمقاربات النقدية والاشتغال _المتواضع_ في هذا الحقل الذي يكتسب صعوبةً مضافةً في توصيفه وفي اكتشاف مساحاتٍ عديدةٍ من أفقه المترامي، كلما أُعيد النظر في قاموس العنوانات التي ضمّها النقد العربي على امتداد تاريخه الأثرى، وكلما تلجلج سؤال تقليدي متواصل طالما تواجه به مثل هذه الدراسات مفادُهُ: ما الذي يمكن أن يضاف إلى هذا الموضوع أو تلك الجنبة في المنظومة النقدية بعيداً عن مجرد الرغبة في تحقيق إضافةٍ عابرةٍ أوجديد مزعوم!
وهل سيستحق عمل ما أن يُسمى بِكراً في ضوء مايوفره التراث الزاخر المتمدد باطمئنان في الذاكرة والمكتبة العربيتين؟!. إذا ما تحققت الإجابة بأية نسبةٍ متاحة، فحينذاك يتحول الحديث عن أقتراح ماهو جديد , ضرباً من المغامرة البحثية في الدراسة، فتفضي أولا تفضي إلى المبتغى.
بيد أن المغامرة في هذا المضمار لا تمثل حصناً ممنوعاً عصياً على الدخول، ولاسيما مع رغبةٍ جادة تؤازرها جهود حريصة معنية بإنضاجها، ومداولاتُ مستفيضة لتعضيد مغامرةٍ من هذا القبيل.
ولم يكن اختيار موضوعها مبنياً على مجرد رغبة شخصية متراكمةٍ أو اختيار طاريء، وإنما تأسس على وفق قناعة الدارس وإيمانه المتجدد بأن النقد العربي الحديث يعيش لحظة تباعد متزايد عن التراث العربي القديم وانفصالاً متنامياً عن ما قدمه النقاد القدامى، في المشرق العربي على وجه الدقة، وعزلةً تكاد تصل في بعض مفاصلها حدَّ القطيعة إن لم تصل إلى درجة التضاد، ولعلها إشكالية مفصلية تنسحب على الحياة الثقافية العربية برمتها، فكان سبب المغامرة نابعاً من كونها تحاول مخلصةً الامساك بطرفي المعادلة النقدية العربية، فهي بأزاء تراثٍ ضخم أنتجتهُ العربية في أغزر مراحلها وفي أرقى عصورها الفكرية والثقافية ومن ثم فهي بأزاء قراءةٍ جديدة في هوية هذا التراث المكتنز، على نحوٍ يتوسل وسائل اللغة النقدية الحديثة ويمتح من مناهجها ويلوذ بأدواتها في تشكيل القراءة التي يتبناها في مشوار الكشف عن مستويات اللغة في النقد القديم وعن ملامح الشعرية/ الجمالية، باقتراح عنوانات أنساقها التي يتم الكشف عنها بما يعزز ذلك، في نصوصٍ ومتون كانت مهمتها الأساسية وفي المقام الأول أن تتولى هي الكشف عن تلك الخصائص والمستويات في نصوصٍ أُخر، سبقتها، أو جاورتها زمنياً وإبداعياً، إذ تنزع هذهِ الدراسة إلى التفاعل مع النصوص النقدية التي انتخبتها من الكتب والمصادر التي شكلت مادة هذه الدراسة بوصفها نصوصاً إبداعيةً رديفةً توازي النصوص الأُول التي درستها وسبرت أغوارها بصرف النظر عمن هو المبدع الأول.
إن اعتماد المتون النقدية القديمة واستدعاء مصادرها الرئيسة لتكون مادة دراستنا، وتحديد خصائص النقد العربي القديم وأبرز ملامحه وسماته برؤية خاصة عن طريق القراءة التحليلية لتلك النصوص/ المتون المدروسة، يدخل الدراسة في دائرة (نقد النقد) أو فحصه التي نعتقد أنها تمثل الحضور الأضعف في النقدية العربية وجهودها حتى الآن، ولكنها في النهاية ليست في صميم ذلك، إنما هي في منطقة اللسانيات الأسلوبية في هويتها الأساسية لكونها تدرس اللغة من زاوية تحديد مستوياتها.
وقد تناولنا تلك المصادر (المتون النقدية) كلاً على حدة وكلاً على أساس النسق الشعري المهيمن في لغته، فكانت مقسمةً على خارطة البحث بما يحقق إجراءً موضوعياً لمنهجة الدراسة وتحديد معالمها التي نرمي إليها.
ولعل المهمة المركبة التي اكتنفت مشوار هذهِ الدراسة تكمن في محاولتها فحص اللغة النقدية والكشف عن قيمتها الجمالية وتوصيفاتها الأساسية وأبعادها الإبداعية عن طريق رصد الأنساق الشعرية والكشف عنها عبر اجتراح عنواناتها التي تمثل بؤرة رئيسة يتمركز حولها كل نسق منها، وتتجه مضموناتها صوبَهُ، في الحقبة الممتدة بين القرن الثالث والقرن الخامس الهجريين التي وُسمت بالاكتمال، والرسوخ، والذروة، بعد أن خاضت عتبات القلق والاختمار، والنضج في أزمنة وأعصر سبقتها، لتنتج آثارَ مازالت تمثل نواة اللغة (النثرية) النقدية التي انبنت في أصلها على أعتاب لغةٍ ابداعية موازية أسبق حضوراً وأجلى تمظهراً، تتمثل في التجارب الشعرية التي قامت تلك المتون النقدية على أساسها ولا تزعم الدراسة تمكنها من فحصٍ متكامل يرضي طموحها أو يوازي نزوعها نحو أكتناه الأنساق التي اقترحها الباحث، وخضعت لها مباحث الدراسة وفصُولها لترسيم مستويات الشعرية في لغة النقد العربي القديم بقدر ما تحاول إثبات وجهتها التي ذهبت إليها في الخلوص إلى تحقيق قراءة حديثة في افق قديم، تتوسل توجيه المسار إلى ما يحقق قراءة نقديةً تقوم على ربط الحاضر بالتراث.

   

وقد استندت منهجية البحث في خلال تقسيمات الفصول ومباحثها إلى ترجمة العنوانات المقترحة للمباحث تحليلاً وكشفاً وتأويلاً باتجاه تعضيد ما يبلور رؤية الدراسة وقدرتها على تحقيق الأنساق المدروسة بالاستناد إلى سياقات دالة، مع الالتفات إلى ما اعتمدته منهجية البحث بشكل عام من تسلسل زمني في دراسة المتون النقدية القديمة، من الأقدم إلى الأحدث غالباً، فسياق (الشاعر) وهو الفصل الأول الذي يشير إلى عناية الكتب المدروسة تحت عنوان هذا السياق بالشاعر أكثر من عنايتها بالشعر، بينما يشير سياق (النقد) إلى إنها عنيت بما تصطلح عليه كتابات نظرية التلقي بـ(القارئ الضمني) أو القارئ الناقد متمثلاً في صاحبي أبي تمام والبحتري في (الموازنة)، وقاريء الأشباه والنظائر متمثلاً في (الوساطة) التي يعقدها القاضي الجرجاني في كتابة الشهير، ثم في نسق (لغة التنظير الدلالي الموازن) متمثلاً بكتاب قدامة بن جعفر، والمبحث الرابع في سياق النقد هو (لغة المرويات الموازنة) في كتاب ابن رشيق القيرواني، أما سياق (الشعر) الذي يمثل المحور الثالث في دراستنا فإنهُ يعني عنايةً كليةً بالبنية الشعرية للشعر وكتابة نصٍ نقدي عند تخومها وهو ما يتمثل بلغة عبدالقاهر الجرجاني الذي اجتهد في توسيع دائرة الاختيار خارج حدود اللغة العادية متخذاً من اللغة النقدية العليا هدفاً لصناعة شعرية عالية الحضور تتجاوز مجرد التعبير إلى توسيع إطار الشعرية ومساحتها، مما سعى الفصل الثالث للإحاطة به والكشف عن خصائصه تحت عنوان (اللغة العليا) وما انضوى تحتها من مباحث ثلاثة تقوم على كتابيه، منفصلين تارةً في مبحثي (لغة الدلائل) و(لغة الأسرار)، ومجتمعين تارة اخرى في مبحث (لغة الحجاج). فكانت النصوص والمصادر التي انتخبتها الدراسة تعبُّر بالضرورة عن الإطار العام لتلك الكتب وعن الهوية الكلية لما انطوت عليه، في نسقٍ متوازنٍ من حيث المساحة الكتابية بما يتساوق مع الأنساق التي تناولتها رحلة البحث في الأنساق الشعرية ودراستها على خريطة اللغة الشعرية ومستوياتها في منظومة النقد العربي القديم.
وقد سُبقت فصول الدراسة الثلاثة بتمهيد يقوم على إستعراض ما يعتقد الباحث بأنه مداخل رئيسة إلى مستويات اللغة والأنساق الشعرية التي استخدمتها الدراسة في فحص التراث النقدي العربي، فكان على وفق محاور ثلاثة تبدأ بـ(مشهد النقد العربي القديم واعلامه بين القرنين الثالث والخامس الهجريين) ثم تقف عند (مرجعيات لغة الناقد العربي القديم) في المحور الثاني، وتنتهي مع (تلقي النقد القديم) في آخر محاور التمهيد، بغية تقديم صورة مناسبة لايضاح تحولات الخطاب النقدي ومسوغات الانتقال من العام إلى الخاص أو العكس، بحسب ما يلبي خطة الدراسة ويغني مشوارها.
وقد جاءت الأطروحة على نحو ظل ملتزماً طيلة رحلة البحث بتشكيل قراءات (خاصة) بالاحتكام إلى متني التراث والمعاصرة والحرص على الإمساك بطرفي المعادلة النقدية على نحو متصل متوازن، وعلى وفق هذه الرؤية الثلاثية الأنساق انقسمت الأطروحة على التمهيد الذي اشرنا اليه، تلته ثلاثة فصول وقفنا عندها آنفاً، ثم خاتمة كانت عرضاً موجزاً لأهم ما انتهينا إليه من نتائج الدراسة.
ولم نشأ في قراءة لغة النقد العربي القديم عبر هذه الدراسة أن نقتصر على ما يمكن أن يقدم إضاءاتٍ عليلةً أو شروحاً وتفسيراتٍ عابرةً لنصوص القدماء من نقاد العصور التي تناولتها الدراسة، كما لم نزعم أنها ستكون حاسمةً على نحوٍ نهائي إلا بما تتيحه أو تقتضيه آليات الكشف عن مستويات الشعرية عبر دراسة أنساقها والكشف عنها. وإنما ظلّت محاولاتُ هذه الدراسة مخلصةً لأن تحقق إقامةً قرائية ضمن الزمن المتاح لها، في النصوص التي اختارتها عبر مشروع البحث عن الوعي الجمالي النقدي في تلك الأنساق، منصهرةً في لغة النقد القديم، متماسكة في ثنياتها، بعد أن عكست الدراسة في التمهيد، حرصها على اعطاء صورة عن الخصائص الفنية العامة للمرحلة التي تبنتها الدراسة وما امتازت به والبواعث العامة لأختيار عيناتها التي شكلت مادة الدراسة بالقدر المتيسر من الايضاح والتعليل.
ومع قراءة القاعدة البلاغية المعروفة (لكل مقام مقال) بتبديل مواقع مكوناتها لتكون (لكل مقال مقام) بإزاحة الدلالة التقليدية إلى دلالة جديدة تنسجمُ مع روح الشعرية وطبيعتها التي سعت الدراسة إلى الكشف عن أنساقها فإنها تمثل في نهاية المطاف قراءة الدارس وتعكس رؤيته في التلقي والتأويل، فكل قراءة لا تستطيع الاحتفاظ بعناصرها ومقوماتها الأساسية وأسرارها التي تختصُّ بها وحدها من الوعي وأدوات القراءة وآلياتها، لن تتحول إلى إنجاز كتابي لهُ حضوره وتأثيره القارّان، ومن ثم فإن ضعف القراءة من شأنه إضعاف درجة التأمل والتقليل من القدرة على مزاولة التأويل وإعادة إنتاج النصوص النقدية كتابياً، وهذا أمرٌ يبقى مرهوناً بما يُطلقُهُ القارئ من حُكمٍ موضوعي يمكن أن يتوصل اليه في خلال مطالعة الدراسة وفحصها.    
في هذه الدراسة التي أنجبتها ظروف بلادنا الملتبسة وإرهاصاتها المتوالدة وما يحيط بالباحث من صعوبات قسرية ظل يقاومها وينتصر عليها من أجل الوصول بالدراسة إلى بر الأمان. فإنه يرجو لها التوفيق في الإحاطة بما اختاره لها من موضوع ظل يطمح لمزيدٍ من التمدد والانفتاح على متون عديدة منها، في موضوع شاسع نشأ ونما في بؤرة العطاء الثقافي ومصدر الإشعاع الأول، ونقطة التمركز في الحياة الثقافية العربية، وتجدر الإشارة إلى الفرق الكبير بين ما ذهبت إليه دراستنا هذه وبين ما قدمته الدراسات والكتب في افق رديف، سواء أكان ذلك من جهة اختلاف المنهج، أم من جهة الكيفية التي تم بها تناول الموضوع وطبيعة ذلك، ولكن جميع الجهود التي سبقت إلى هذا الميدان كانت من الغنى والسعة والثراء مما جعلها أساساً تستند إليه الدراسة في ترسيخ رؤيتها وتعضيد منهجها كما يتضح من المصادر التي رافقت جهد الباحث على امتداد رحلته ولا سيما المصادر التي تكررت بنحو مائز عن مجاوراتها.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر كله وأن أسجِّل وافر العرفان والامتنان مقروناً بالمحبة والتقدير لكل من أسدى إليّ حرفاً أو تصويباً أو أعانني في مصدر أو ملاحظة أو نقاش وأخصّ بالثناء أستاذي المشرف الأستاذ الدكتور فليح الركابي ناقداً وشاعراً، فقد غمرني بمتابعته وحرصه وتفاعله اليومي وتشجيعه بروح حميم هاجسه الأول أن تكتمل الدراسة فترى النور ولكل من استشرف معي هذه الدراسة وظنَّ بها خيراً ووقف إلى جانب صاحبها ولو بابتسامة أو دعاء، وعاش معي قلقها وهواجسها وسطورها، في ظل ما تشهده بلادنا الحبيبة من هواجس وقلق وظروف ملتبسةٍ في هذا المفصل أو ذاك مما يمكن أن ينعكس على مشوار البحث والدراسة، من تداعيات امنيةٍ او سياسية او ادارية لا يمكن أن نكون بمعزل عنها بأيةِ حال من الأحوال.
اسألة الأساتذة للطالب الدكتور
بدأ الاساتذة بمناقشة الاطروحة ورقة ورقة اولهم أ. د. علي السامرائي حيث قال موضحاً أن البحث هو سلسلة من الحلقات يرتبط احدهما بالاخر ثم وجه سؤاله الى الطالب لماذا هذا الموضوع بالذات؟
فأجابه: كان اختيار هذا الموضوع على اساس القناعة والرغبة الجاده وعمل حريص على قراءة في هوية هذا التراث المكتنـز والكشف عن مستويات وخصائص النقد القديم حيث تمثل هذه الدراسة صيغة التفاعل مع بقية الدراسات والمتون النقدية القديمة وقراءتها برؤية خاصة حيث تم تناول المتنون النقدية كل واحد على حدة.
ـ وعن استخدامه لبعض الكلمات والمصطلحات خارج نطاق الادب العربي...
اجاب: نعم ذلك انها التداخل الطبيعي للفنون والعلوم ومسألة تطعيم الاطروحة في بعض الكلمات والصور، فانا شاعر وهذا ضمن شخصيتي وتكويني وأنا بطبعي في الكتابه أنحت الكلمة والسطر نحتاً فأعيدها لاكثر من مرة حتى احسست انني اصبت المشرف بالممل.
وقد استمرت مناقشة الدكتور السامرائي لاكثر من ساعة لم يفوت بها لا شاردة ولا واردة لحين وصوله لحالة الاقتناع التام بالاطروحة.
وحينها رفع الاستاذ السامرائي يده وقال (اشهد ان الباحث قام بما يجب ان يقوم به... وان له قدره ثقافية منفتحة واشهد ان هذا الباحث الشفاف العلمي ومؤهل لنيل هذه الشهادة، وقد اسعدني المشاركة في هذه المناقشة)).
وبعدها بدأ الاستاذ فاروق حبوبي مناقشته... حيث سأل هل الاطروحة في الانساق الشعرية ام في لغة الانساق الشعرية؟
فأجابه: في الانساق الشعرية ولغتها فهي شيء واحد متداخل.
ثم تمت مناقشة بعض العبارات الواردة في صفحات الاطروحة تلك التي تحتاج الى مراجعة وعند سؤال الاستاذ الحبوبي لماذا اخترت دراسة هذا الفترة بالذات؟
أجاب الطالب: أن المتون النقدية موزعة على خارطة الاطروحة وان هاتين القرنين قد تميزت فيهما الانساق الشعرية بالرسوخ والنضوج والذروة.

وبعدها وضح الطالب سبب استخدامه لبعض المصطلحات التي كانت في وقتها وحينها حديثاً ومعاصره مؤكد أن الاطروحة هي محاولة الاستخلاص قراءة حديثة في نصوص قديمة وهي ككل تدور في النقد النقد.وفي نهاية المناقشة تم بالاجماع منح الطالب (نوفل هلال أبو رغيف) شهادة الدكتوراه عن اطروحته الموسومه (لغة النقد العربي القديم) بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وقد نالها باستحقاق، بشهادة الجميع.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1114 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع