طارق رؤوف محمود
نحن في زمننا الاغبر نحتاج لقطرات من الحب الصادق تروي قلوبنا، ولجرعة من الاخلاق تلون أيامنا، وابتسامة تبعث فينا التفائل والامل لان الابتسامة تذهب الهموم والاحزان وتوقظ السعادة من سباتها، والحب سمة المتفائلين ورمز العطاء، وخلق النبلاء وأسهل الطرق لكسب القلوب.
والمحبين يملكون حسا عاطفيا يميل لمساعدة البشر، وينسجمون مع المجتمع بسهولة لخلوهم من الحقد والضغينة، يبثون أناشيد الحياة والسلام، وينثرون الزهور والمحبة والوئام على قلوب المحبين كي تزدهر الحياة.
تعسا لحملة الة التخلف والكره أصحاب القلوب الظالمة والمتحجرة في وطننا والعالم والتي لا تعرف الحب ابدا؟
وبمناسبة عيد الحب او يوم القس فالنتين تحتفل شعوب العالم بهذه الذكرى خاصة في البلدان الناطقة باللغة الانكليزية، ففي هذا اليوم يعبر فيه المحبون عن حبهم، بإرسال التهاني بواسطة البطاقات المطبوعة والملونة، أو إرسال زهور أو حلوى ، وأصبح هذا اليوم مرتبطا بمفهوم (الحب الرومانسي ) الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الانكليزي (جيفري تشوسر)
نشوء هذه المناسبة وتحديد تاريخ الاحتفال بها من كل عام يتم في قرية (بالتسان ) في جزيرة مالطا وهو المكان الذي يقال إن رفات القديس (فالنتين) قد وجدت فيه ويشاركهم في ذلك الكاثوليك المحافظون من جميع إنحاء العالم ممن يتبعون تقويما أقدم من ذلك التقويم الذي وضعه مجلس الفاتكان الثاني .. ويقال إن الإمبراطور الروماني ( كلوديس الثاني ) أمر بتنفيذ حكم الإعدام بالقديس فالنتين ، وقبل تنفيذ الحكم استطاع شفاء ابنة سجانه( الكفيفة) وحصل على صداقتها وان القس فالنتين كتب أول ( بطاقة حب ) في الليلة التي سبقت تنفيذ الحكم به في 14/فبراير .. مخاطبا فيها الفتاة كمحبوبته وتارة كابنة سجانه وهي رسالة قصيرة وقعها قائلا ( من المخلص لك فالنتين) وهذا سبب الاحتفال بهذا اليوم
ويقال إن أول ارتباط تم تسجيله لعيد الحب ( الرومانسي ) قد ورد في القصيدة التي كتبها الأديب الانكليزي( جيفري تشوسر ) في عام 1382م. وهناك قصة أخرى عن عيد الحب تقول – إن روما كانت تحتفل يوم 15 فبراير من كل عام وان هذا اليوم يوافق عطلة الربيع ، وكانت النصرانية في بدايتها .. وقد اصدر الإمبراطور (كلوديس الثاني ) قرارا بمنع زواج الشباب للحفاظ على جنوده ، إلا إن الراهب فالنتين قد تصدى لهذا القرار فكان يبرم عقود الزواج خفية .. ولما كشف أمره حكم عليه بالإعدام ، وعرض عليه الإمبراطور إن يعفو عنه إن ترك المسيحية وتحول إلى الوثنية ، إلا انه رفض هذا العرض وآثر المسيحية فاعدم يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ، وبعدها انتشرت المسيحية في أوربا وأصبح يوم 14/فبراير لذكرى القديس فالنتاين .
في الولايات المتحدة الأمريكية يقول البعض إن هذا اليوم فرصة ثمينة للعشاق يعبرون فيها عن مكامن عواطفهم الإنسانية وآخرين يطالبون بإلغائه لأنه يوم للعشيقة.. ويرد عليهم المحتفلون، بان هناك أنواع للحب، منها حب الحبيبة والابوين والاخوة والأصدقاء واحاسيس أخرى كثيرة للحب ويتمنون إن تكون السنة كلها عيد حتى لا يوجد مكان للكرة، ويقولون يكفي إن معظم الناس في العالم قد اختارت يوما للمحبين.
رغم ما يواجه هذا العيد من انتقادات ومعارضة يزداد الاحتفال بعيد الحب الغربي انتشارا في العالم العربي، حيث ازدانت مراكز التسوق الفخمة في بعض الدول العربية بأنواع الهدايا والحلويات والورود ذات اللون الأحمر، والكثير من الشباب في العالم متحفز لهذه المناسبة ليفرغ الكثير من همومه ويلطف عواطفه عندما يدلي الحب بأغصانه وضلاله الجميلة عليه، ويتسلل بعواطف نبيلة ومشاعر ود باقية، ليست عبث أو تسليه، لتنسيه ماسي الحروب والإرهاب والكره الذي يجتاح العالم.
اذن ليحتفل العالم بالحب والسلام ونبذ الكراهية أينما كانت وفي أي يوم حل، لقد وهب الله الإنسان حب كل شيء جميل في الحياة.
عسى إن يستقر الحب في قلب كل ظالم وحاقد وفاسد ليطهره ويذكره بالقلوب الحزينة من أبناء شعبنا العراقي والعربي المهجرين والنازحين والذين ابتلعتهم البحار والأرامل واليتامى والمفقودين. كيف نمتص حزنهم، وننصت لهمومهم لأنهم لا يعرفون أي معنى للفرح ولا للعيد بعد ما لبسهم الظلم. وقسوة الانسان وهمجيته .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2179 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع