صباح ضامي
فجأة سكت الدباغ . منذ شهرين لم يعد ينطق باسم الحكومة و لا باسمه و لا باسم اتحاد الكره و لم يره أحد في عرس أو فاتحة أو موكب عزاء .
فجأة تعطلت لغة التصريحات وحرم العراق من خبراته في "إدارة وتطوير المؤسسات الكبرى وشركات المقاولات والأعمال الحرة التي اكتسبها في دولة الامارات العربية المتحدة والدول الاوربية وكندا والصين وشرق آسيا و خبرته الواسعة في قيادة الأفراد وادارة وتطوير المؤسسات التجارية وعلاقات العمل الواسعة و ادارة شركات المقاولات الكبرى لتنفيذ مشاريع المباني التجارية والسكنية والخدمية و التخطيط الاستراتيجي وإعادة هيكلة الشركات والتجارة الدولية والإتصالات وتجارة الأسهم والعقارات و حرم من علاقاته الواسعة مع سياسيين وأكاديميين وكتاب في مختلف دول العالم و من خبرته في التحكيم الهندسي وحل المنازعات المالية ونشاطه في الحقل الإجتماعي والتبليغ الديني والشأن العام و من مساهماته الرئيسية ونشاطه في العديد من الدول لمتابعة الشأن العراقي منذ عام 1980 في باكستان والهند وجنوب آسيا واوروبا وأمريكا الشمالية وحرم العراقيون في المهاجر من متابعته لمشاكلهم و من قلمه الذي جاد فيه بمقالات عديدة حول الشأن العراقي و إلقائه المحاضرات في العديد من الدول حول الشأن العراقي و تحليلاته السياسية في العديد من الحوارات التلفزيونية حول الشأن العراقي كما حرم العراق من نشاطه في مجال حقوق الأنسان و كشف جرائم النظام البائد وانتهاكات حقوق الانسان في العراق عبر ندوات ومحاضرات عديدة في جامعة لاهور (باكستان) وبنغلور (الهند) وحوارات مع سياسين وأحزاب عديدة في الهند، الباكستان، ايران، ماليزيا، الصين، كندا، هولندا، مصر، المغرب، سوريا، الاردن، لبنان، تركيا ، كما حرم العراق من الافادة من عضويته في العديد من الهيئات والمنظمات الدولية و خبراته كأحد مؤسسي المعهد الاستراتيجي العراقي في واشنطن وهي مؤسسة خيرية من أهدافها المساهمة في نشر الوعي الصحيح في الولايات المتحدة عن الوضع في العراق ومساعدة المؤسسات العراقية في مجالات التعليم والتدريب داخل العراق والمساعدة على التخطيط الأستراتيجي للمجتمع العراقي . و حرم العراق من الافادة من عضويته للجمعية الوطنية العراقية ولجنة كتابة الدستور ولجنة العلاقات الخارجية و من الافادة من شهاداته الاكاديمية و آخرها – لكي لا نطيل عليكم - دكتوراه أدارة أعمال- بريطانيا (عن طريق الأنترنيت) عام 2003" ( هذه الخبرات نقلت نصاً من سيرته الذاتية و سبب كثرتها ربما نسي ان يذكر خبرته في إدارة الاتحادات الرياضية و التحكيم الرياضي و فض المنازعات الكروية )
كان من المفترض ألا نفرط بكل هذه الخبرات حتى لو كان السبب الاشتراك بصفقة أسلحة فاسدة بمبلغ تافه لا يتعدى أربعة مليارات دولار فقط لا غير
بل كان من الاجدر الاستفادة منه بوظيفة أخرى غير اختزال كل هذه الخبرات بوظيفة كلامية تقتصر على تلاوة فرمانات الحكومة
آخر مرة حدّث فيها موقعه الرسمي كانت في 22/11/2012 ، حينذاك عزا الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، "تعطل" موقعه الرسمي على الانترنت إلى "مشكلة فنية"، هي بالتأكيد ليست مشكلة صفقة الاسلحة الروسية و قال أن جهوداً تبذل لإصلاح العطل ، عطل الموقع و ليس عطل الصفقة ليعود ينطق باسم الحكومة من جديد . لم يفصح الدباغ في بيان مقتضب عن طبيعة مشكلة موقعه الرسمي على الانترنت الذي يحمل الرمز www.goi-s.com ". لكن من الواضح أن اللغط الذي أثير حول صفقة الاسلحة الروسية و التي ورد فيها اسمه مع آخرين كان السبب وراء توقف – و ليس تعطل – موقعه الالكتروني
في (21 تشرين الثاني 2012) أي قبل إغلاق موقعه الرسمي بيوم واحد قال الدباغ أنه أول من "نبه" رئيس الوزراء إلى وجود شبهات فساد في الصفقة الروسية قبل وقت طويل من السفر إلى موسكو و هو أمر نفاه رئيس الوزراء و نفى أن يكون قد كلف الدباغ بأي مهمة بهذا الأمر ، و بدل ان يكافئه على هذا التنبيه أنهى عقده كناطق باسم الحكومة !
الآن و قد اختفى الدباغ نهائيا مثل فص الملح ، و بانتظار التحقيق هل من يجيبنا على هذه الاسئلة :
صفقة بأربعة مليارات دولار تبعتها صفقات في دول اخرى لم يعلن شيء عن تفاصيلها حتى فاحت رائحة الفساد ..كيف لا تساورنا شكوك بشأنها ؟
لِم لمْ يوقَف المتهمون الآخرون عن العمل لحين انتهاء التحقيق ؟
لِم يغلق الدباغ موقعه ، الشخصي إن لم يكن الرسمي أما كان الأولى أن يستمر ظهوره الاعلامي على الاقل ليبرر موقفه و يبرئ نفسه ؟
اذا صح ما نقله موقع براثا من ان "الدباغ تلقى عرضاً يتضمن خيارين كسبيل للخروج من هذه القضية، الاول ان يكون سفيراً للعراق في أي دولة في العالم، او يغادر العراق دون ان تلاحقه أي تبعات جراء التهم الموجهة اليه في صفقة الاسلحة" .. فهل جزاء المفسدين مكافأتهم .. و ما هو الثمن الذي على الدباغ ان يدفعه للحاق بمن سبقه الى الخارج من عتاوي العملية السياسية ؟
1376 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع