د.هاني سالم حافظ
كان القاضي عافيه بن يزيد بن قيس الازدي قد ولاه الخليفه المهدي على القضاء في جانب الرصافة من بغداد سنة 161 هجريه وكان عالما زاهدا ورعا عادلا في احكامه لاتاخذه في الله لومة لائم وفي احد الايام حضر الى ديوان الخليفه
واستاذن في الدخول فاذن الخليفة المهدي له بالدخول فاذا به يحمل سجل القضاء ويطلب اعفاءه من القضاء وتسليم السجل الى من يامره بذلك فاستغرب المهدي من ذلك الامر وظن ان احد الامراء او المقربين من الخليفه قد ضايقه او تجاوز عليه وساله عن ذلك فاجاب انه لم يحصل من ذلك شيئ..
فساله عن سبب الاستعفاء ؟
فاجابه
كان قد تقدم الي خصمان من شيراز واصبهان في قضية معقده وفيها مشاكل وكل منهما يدعي بينة وشهودا ويدلي بحجج تحتاج الى تامل وتثبت فاجلت اصدار القرار رجاء ان يصطلحا او يتعين لي وجه فصل بينهما ولم تمض مدة ايام قليله حتى فوجئت باحدهما يدخله البواب علي وبيده طبق من اجود انواع الرطب وكان هذا قد استعلم اني احب هذا النوع من الرطب وكان في اول ايام نضوجه فجمع طبقا من هذا الرطب وما رايت اجود منه ورشا بوابي بجملة دراهم حتي يدخله الي فغضبت غضبا شديدا وطردت البواب ورددت الطبق الى صاحبه
ولما كان اليوم التالي تقدم الخصمان للقضاء فما وجدت لصاحب الرطب حقا وما وجدت له سبيلا وهذا يا امير المؤمنين وانا لم اقبل الرطب فكيف لو قبلته ؟؟
ولا اامن يا امير المؤمنين ان تقع علي حيلة في ديني فاهلك وقد فسد الناس فاقلني اقالك الله واعفني عن القضاء فاعفاه..
------------
عن كتاب نشوار المحاضره للتنوخي
1718 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع