علاء كامل شبيب
يقول المثل: عدو عاقل خير من صديق جاهل، ومن الواضح أن هذا المثل لم يضرب إعتباطا، لأنه مثلما في العلم حياة و هداية و نور فإنه في الجهل هلاك و ضلالة و ظلام، ومن هنا فإن العدو العاقل فضله الانسان على صديق جاهل لأنه بالامکان أخذ الحيطة و الحذر من العدو أما الصديق الجاهل فإنه من الصعب التحصن من سقطاته و هفواته و أخطائه التي قد تکون بمثابة کارثة و مصيبة ذات جلل في بعض الاحيان.
لکننا نتسائل ماذا لو کان الحاکم او او رئيس الدولة جاهلا او لديه مشکلة في طريقة فهمه و تلقيه للأمور و بالتالي تعامله و تعاطيه معها؟ من المؤکد بأن المشکلة ستکون مصيبة ذات جلل لأن القضية ستکون عامة و ستخص حياة و مصير شعب و أمة بأکملها وليس مجرد صديق واحد کما هو الحال في المثل الذي اسردنا ذکره في بداية المقال.
مايحدث في إيران على يد ذلك الملا الذي يسمي نفسه"ولي أمر المسلمين"و"مرشد النظام الاسلامي"في إيران، أمر استثنائي بات يلفت ليس أنظار و إهتمام الشعب الايراني و الشعوب الاسلامية وانما تعدى ذلك حتى صار يلفت أنظار و إهتمام شعوب العالم کلها لما في الامر من غرابة و حالة غير عادية خصوصا في هذا العصر الذي يغلب عليه العلم و التحضر و الثقافة و المبادئ الانسانية السمحة، ففي إيران و في ظل حکم خامنئي الذي نصبه نظام ولاية الفقيه المشبوه جملة و تفصيلا کولي أمر للمسلمين، يعاني الشعب الايراني الامرين من مجمل الاوضاع السائدة حيث يعيش أکثر من 85% من الشعب الايراني تحت خط الفقر و يکفي أن نشير الى أن هناك 14 مليون فقير معدم في إيران بناءا على معلومات و معطيات مستمدة من مصادر تابعة للنظام نفسه، و تصل نسبة البطالة الى حدود 40% أما التضخم فإنه يشارف على أرقام تقترب أيضا من سقف 40%، والانکى من ذلك کله أن مسؤولي النظام باتوا يتوقعون قيام إضطرابات و إنتفاضات شعبية کإنعکاس على الاوضاع المزرية القائمة و التي تلقي بظلالها الکئيبة على الشعب الايراني المغلوب على أمره، والسؤال المهم الذي يجب طرحه هنا: مالذي قدمه الولي الفقيه و نظام ولاية الفقيه طوال أکثر من ثلاثة عقود للشعب الايراني؟ من المؤکد أن الاجابة معروفة و واضحة و مترجمة بالارقام الرهيبة التي طرحناها لاحقا و التي تعکس حالة الفشل و الاخفاق التي عانى و يعاني منها هذا النظام، والامر الاهم و الاخطر و الاکثر إثارة و الذي يجب أن نشير إليه هو أن هذا النظام يستخدم الدين کوسيلة لبلوغ غايته، يرفض الاعتراف بأخطائه و يسعى لإيجاد أسباب و مبررات غير واقعية لها نظير الاستناد على نظرية"المؤامرة"، في الوقت الذي يدرك فيه العالم کله أن المؤامرة و المخططات الشبوهة و القذرة إنطلقت و تنطلق من الرحم الموبوء لهذا النظام الخبيث دون غيره، لکن المعطيات و المؤشرات و الدلائل المتوفرة أخيرا و بعد تخبط النظام في مشاکله و وصوله الى نقطة اللاعودة، تدل و بشکل جلي أن المشکلة الاساسية لهذا النظام تکمن في قمته او بکلمة أدق في رأسه الذي لايوزن الامور و لايقوم بالتعامل معها وفقا لما يمليه العقل و المنطق على الانسان، وان سر و اساس البلاء و الکوارث و المصائب و المحن السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفکرية التي تحيق بالشعب بالايراني يعود مصدرها الى الحاکم الجاهل بأمره مرشد النظام الذي يريد أن يسير دولة و شعبا في الالفية الثالثة بعد الميلاد بمنطق يعود الى أکثر من 1400 عاما!!
نظام الملالي الذي يسير بهدى من مرشده المستبد الجاهل بمنطق العصر و الحضارة، يمر بواحدة من أسوأ المراحل و أکثرها وخامة عليه وتعتقد مختلف الاوساط المطلعة و المختصة بالشأن الايراني أن هذا النظام يواجه مصيرا مجهولا لايمکنه أبدا من الخروج منها سالما بجلده، لکن و في المقابل، تقف المقاومة الايرانية بالمرصاد لهذا النظام المستبد القمعي و مرشده المتخلف الجاهل و تستعد لأخذ زمام المبادرة و قيادة الشعب الايراني صوب بر الامان حيث تبرز الزعيمة الايرانية البارزة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و التي تميزت بحنکتها و درايتها الکبيرة في قيادة السفينة الايرانية نحو بر الامان و نجحت باسلوبها الدبلوماسي المتميز في إقتحام مختلف البرلمانات و المحافل السياسية البارزة في العالم و توفقت في إيصال صوت الشعب الايراني الى أسماع المجتمع الدولي و فضحت في نفس الوقت الجرائم و الانتهاکات الکبيرة التي أقدم و يقدم عليها نظام الملالي ضد هذا الشعب و ضرورة الاقتصاص منه و وضع حد نهائي لجرائمه و تجاوزاته المختلفة، واللافت للنظر بهذا الصدد أن السيدة رجوي قد أثبتت من خلال دورها السياسي الکبير في قيادة مقاومة الشعب الايراني ضد الطغمة الدينية المتسلطة حضورا دوليا و إقليميا لايمکن الاستهانة به أبدا بل ويمکن إعتباره نموذجا و اسوة حسنة يمکن الاقتداء به و جعله نموذجا و مثلا أعلى، ويقينا أن هذه الزعيمة القديرة المکافحة بثبات من أجل الحرية يمکن إعتبارها بمثابة الامل بالنسبة للشعب الايراني و حتى شعوب المنطقة أيضا لکونها مؤمنة بقيم الحرية و الديمقراطية و التواصل الحضاري بين الشعوب، وان قدر إيران القادم سيتجلى ومن دون أدنى شك في هذه المرأة المقاومة و ليس في ذلك الملا المتحجر المنزوي في حجرة داکنة و لاشغل له سوى تصدير الازمات و الارهاب لدول و شعوب المنطقة و العالم.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1109 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع