طارق رؤوف محمود
تشير عدد من الدراسات إن العنف هو استخدام للقوة والسيطرة على المرأة، وان العنف بحد ذاته ليس هو المقصود بل هو تعبير عن إن السلطة هي للرجل، ويتم التعبير عن هذه السلطة والقوة من خلال تعريض المرأة لإشكال مختلفة من العنف بحيث تبق مهمشة وغير قادرة على النهوض بمستواها الاجتماعي والعلمي.
ويعتبر العنف ضد النساء قضية عالمية لا تقتصر على شعوب معينة ، كما أنها مشكلة تتعلق بحقوق الإنسان ومشكلة صحية واجتماعية ((وعرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد النساء بأنه أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس والذي يتسبب بإحداث إيذاء آو الم جسدي جنسي آو نفسي للمرأة ويشمل أيضا التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في إطار الحياة العامة والخاصة )) لذلك يعتبر العنف انتهاك لحياة النساء والعائلة ومظهر من مظاهر الهمجية والجاهلية في العصور الغابرة ، لكنها عالقة في النفس البشرية رغم ما يعيش الإنسان في عصر الحداثة.
يشمل العنف – الاغتصاب – والعنف العائلي – والتحرش في أماكن العمل – الإيذاء في المدارس – وتشويه الأعضاء للإناث – والعنف الجنسي في النزاعات المسلحة. على العموم يكون مرتكبي هذه الأفعال من الرجال سواء في البلدان النامية أو البلدان المتقدمة.
من الإحصائيات العالمية نجد أن النساء وخاصة الفتيات يشكلن عددا كبيرا من الأشخاص المتاجر بهم عبر الحدود.. والغالبية منهن يهربن لأغراض الاستغلال الجنسي.
والاغتصاب هو احد إشكال العنف وهناك إشكالا أخرى من العنف الجنسي والذي تتعرض له المرأة بشكل يومي من قول يمس كرامتها ويخدش خصوصية جسدها من تعليقات جنسية بالشارع وبالمحلات العامة أو بالهاتف أو من خلال لمس أي عضو من أعضاء جسدها، دون رغبة منها.
وكذلك يبرر العديد من الأشخاص بممارسة العنف ضد نسائهم انه حق لهم معطى من القران الكريم.. ولكن إذا نظرنا إلى عدد كبير من الآيات في القران نجدها تكرم وتعظم المرأة، وتعزز من مكانتها. وكذلك الحديث الشريف.
قال الرسول محمد صلى الله عليه (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) والمعروف إن الرسول (ص) لم يضرب بيده امرأة قط.
لقد تميزت السنوات الأخيرة بتعبئة ضد هذه الآفة من خلال الاعتماد على الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص، ومن أهمها الإعلان العالمي لمناهضة. كل إشكال العنف ضد المرأة الصادر عام 1993 والذي طالب دول ومنظمات العالم بمكافحة العنف ضد النساء عبر برامج مختلفة.
ان العنف ضد المرأة او التحرش بها والإساءة لها في مجتمعنا العربي يفقد الرجل هيبته وكرامته واحترامه، ونذكر بألم ما عانته المرأة العراقية من جرائم عنف الإرهاب والعصابات المسلحة والميليشيات المأجورة.
ان المرأة مخلوق جميل يتغزل فيها الشعراء وتصدح الأغاني باسمها وبجمالها طوال النهار، وهي منة منها الله على الرجل، وقلبها وعاء تسكن فيه العاطفة والحنان والحب. وهي الام والزوجة والاخت والحبيبة، تشارك الرجل في جميع مناحي الحياة بحلوها ومرها بكفاءة وعلمية وقد تميزت في مجال السياسة والاجتماع والاقتصاد لهذا أصبح من واجب الجميع مكافحة العنف بكل اشكاله ضد المرأة لأنه محرم بكل الشرائع والقوانين الدولية، لاسيما نحن في عصر التكنولوجيا والتحرر وما يسمى بالديمقراطية. ونظيف ان القانون الدولي الانساني عالج العنف ضد المرأة خلال الحروب والنزاعات المسلحة وهذا يشمل حالة نسائنا اليزيديات عن جرائم داعش والسبيل لمعالجتها.
أخيرا ننحني إجلالا لنساء عراقنا لكرامتهن وصبرهن وتحملهن المسؤولية والماسي بفقدان الرجال بسبب الحروب فهن مثار اعتزاز واحترام رجالنا أصحاب الغيرة والشرف.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1199 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع