كلمة الآشوريين (الأثوريين) تعني أعداء الإنسانية في الأدب السرياني، وهتلر آشوري

                                                                   

                                   موفق نيسكو

من الحقائق الثابتة أن الآشوريين الحاليين لا علاقة بالآشوريين القدماء إنما هم سريان شرقيين (نساطرة) كانوا منعزلين في الجبال سمَّاهم الانكليز آشوريين سنة 1876م لإغراض سياسية استعمارية عندما أرسل إليهم كامبل تايت رئيس أساقفة كرنتربري بعثة بهذا الاسم إلى سريان أروميا في إيران وهكاري في تركيا،

وقبل ذلك وفي كل وثائقهم التاريخية على الإطلاق هم سريان، وبدأ الاسم الآشوري يأخذ منحى سياسي بتشجيع من الإنكليز وترحاب من عائلة أبونا التي كانت تتحكم ببطريركية الكنيسة منذ سنة 1318م، وهي عائلة يهودية الأصل من سبط نفتالي، أصبح هدفها في بداية القرن العشرين وبوعد من الانكليز إقامة كيان لها شمال العراق باسم آشور على غرار إسرائيل، والملاحظ أن الأثوريين يتعمدون استعمال الاسم بصيغته اليهودية العبرية حسب العهد القديم (الآشوريين) وليست العربية أو السريانية لمحاولة إثبات أنهم أحفاد الآشوريين القدماء، فالصيغة بالسرياني هي أثوري لكنهم يكتبوها بالعربي وبقية اللغات آشوري، والغريب بالأمر أن الحكومة العراقية لم تنتبه إلى أن صيغة الاسم التي أدخله النائب يونادم كنا متعمداً في دستور العراق هي صيغة يهودية عبرية يهودية وليست عربية ولم ترد في كل كتب التاريخ العربي صيغة آشور بل أثور، كما أن الحكومة لم تنتبه إلى أن علم الآشوريين هو بريطاني، ويبدو أن إسرائيل وبريطانيا قد دخلت العراق ودستوره عن طرق الأثوريين أو الآشوريين. (راجع مقالنا: كلمة آشور صيغة عبرية وليست سريانية أو عربية، وكذلك مقالنا: علم الآشوريين سيباري بريطاني وليس آشوري).
1: عُرف الآشوريون القدماء بالهمجية والقسوة في العهد القديم، فلقسوة الآشوريين يطلب الشعب من الله أن يخلصهم من ظلم الآشوريين لكي يعرف العالم أنه رب قوي إذ يقول: حقاً يا رب إن ملوك آشور قد خربوا كل الأمم وأرضهم، ودفعوا آلهتهم إلى النار لأنهم ليسوا آلهة بل صنعة أيدي الناس خشب وحجر فأبادوهم، والآن أيها الرب إلهنا خلصنا من يده فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب وحدك. (إش 37: 18–20).
2: يصور الله كيف يفرح أبناؤه بالدفوف عندما يضرب ويحارب الآشوريين ويقضي عليهم فيقول: من صوت الرب يرتاع آشور، بالقضيب يضرب، ويكون كل مرور عصا القضاء التي ينزلها الرب عليه بالدفوف والعيدان، وبحروب ثائرة يحاربه. (إشعيا 30: 31–32).
3: عندما يعاقب الله الآشوريين ويكسرهم، لن يجعل جراحهم تشفى، وستفرح وتصفق الأمم لذلك حيث يقول: نعست رعاتك يا ملك آشور، اضطجعت عظماؤك، تشتت شعبك على الجبال ولا من يجمع، ليس جبر لانكسارك، .جرحك عديم الشفاء، كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك لأنه على من لم يمر شرك على الدوام. (ناحوم 3: 18–19). وغيرها كثير.
4: في التاريخ المدني يوصف الآشوريين القدماء بالوحشية والبربرية والطغاة ويقول جيمس برستيد ناحوم: إن صدى فرحة وهتاف الأمم بسقوطها (سنة 612 ق.م.)،  ترددت من بحر قزوين إلى النيل عندما رأت الأمم إن السوط الرهيب الذي ألهب أمم  الشرق لم يعد له وجود، وكان سقوط نينوى أبدياً وعندما مر كزينفون في المكان بعد قرنيين من الزمن لم تكن نينوى سوى كومة أنقاض والأمة الآشورية سوى أسطورة غامضة في خبر كان، (انتصار الحضارة، تاريخ الشرق القديم، ترجمة د. أحمد فخري ص227 العصور القديمة، ترجمة داود قربان ص179).   
5: يخاطب خادم من بابل الملك أسرحدون قائلاً: إن ملكي يعلم أن كافة البلدان حاقدة علينا بسبب الدولة الآشورية، وعندما هاجم سنحاريب القدس فيقول: هاجمتها كالإعصار وكالعاصفة أطحت بها ولم اترك من سكانها شيبا وشباناً أي فرد فملأتُ الطرق بجثثهم، حطمت المدينة وخربتها ودمرتها بالنيران من اسسها لكي ينسى الناس في المستقبل تراب معابدها، وسلطت عليها الماء، ولتهدئة قلب آشور مولاي لكي يركع الناس صاغرين ص412، 431.(جورج رو، العراق القديم، ترجمة حسين علوان).
6: يقول ول ديورانت: كان الآشوريون يعيشون حياة الهمجية بكل ما يشمله هذا اللفظ من المعنى، ويصفهم عنفهم بالوحشية قائلاً :كان الآشوريون يجيدون تعذيب الأسرى وسمل عيون الأبناء أمام آبائهم، وسلخ جلود الناس وهم أحياء، وشوي الأجسام في الأفران وربطهم بالسلاسل في الأقفاص ليستمتع الناس برؤيتهم، ويحدثنا آشور بانيبال بقوله: سلخت جلود كل من خرج عليَّ من الزعماء، وغطيت بجلودهم العمود وسمرت بعضهم، ويفخر آشور أنه احرق بالنار 3000 أسير ولم يبقى على الأقل واحد ليكون رهينة، والمذنبون بحق أشور انتزع ألسنتهم من أفواههم، ومن بقي منهم على قيد الحياة قدمهم قرابين وأطعم أشلائهم المقطعة للكلاب والخنازير والذئاب، والآثار التي شيدها أقيمت من الجثث الآدمية التي قطعت منها الروس والأطراف..الخ (قصة الحضارة ج2 ص281-282).
7: يقول قاموس الكتاب المقدس ص78: إن ملوك آشور كانوا يفتخرون في سجلاتهم بقوتهم الحربية ومعاملتهم الأمم المغلوبة على أمرها بكل صنوف القسوة، وكانوا يتباهون بوسائل تعذيب الأسرى الذين يقعون في أيديهم وأدخلوا وسائل جديدة لم تكن معروفة من قبل وكانوا أول من قام بترحيل شعوب الأمم المنهزمة على نطاق واسع من بلادهم، وتقول دائرة المعارف الكتابية ج1 ص332: إن الأشوريون كانوا قساة في الحروب ولا يعرفون التسامح وتشبه دولتهم بالأتراك العثمانيين، والجدير بالذكر أن هتلر قد افتخر  بنفسه بأنه من نسل الآشوريين قائلاً: الآشوريين العظماء أجداد الألمان، والغريب أن بعض الآثوريين الجدد اليوم يفتخرون بهتلر لأنه قال ذلك. (ثانية 48م من المقطع التالي من خطبة هتلر).
https://www.youtube.com/watch?v=BJh0SxHLVP4
كلمة الآشوريين (الأثوريين) تأتي بمعنى أعداء الإنسانية في الأدب السرياني بعد الميلاد
إن أثوري اليوم يعرفون أن الآشوريين القدماء نتيجة لشرهم وإجرامهم أصبحت كلمة الآشوريين تأتي في كتبهم باللغة السريانية بعد المسيحية بمعنى أعداء الإنسانية حيث غالباً ما يشبِّه السريان في التاريخ أعداهم بالآشوريين بمن فيهم كُتَّاب الأثوريين الحاليين أنفسهم، ولكن أثوريي اليوم الذين سمَّاهم الانكليز يتغاضون اليوم عن ذلك بالدفاع عن إجرام الآشوريين القدماء لتحقيق غايات سياسية.
1: كلمة الآشوريين تأتي بمعنى الأعداء (عمود 322) في أهم قاموس سرياني في العالم لمؤلفه الحسن بن بهلول +963م، وهو من أبناء كنيسة المشرق ذاتها،
2: يُطلق سمعان العمودي +507م اسم الآشوريين على الفرس الأعداء والأشرار الظالمين قائلاً: بعد أن كُنَّا مرتاحين بعض الوقت، ضُربنا من قبل الآشوريين. (وليم رايت، تاريخ يشوع العمودي انكليزي 1882م ص5).
3: في زمن يعقوب البرادعي +578م أغار كسرى بن قباذ على الرها وبطنان والقرى الواقعة غرب الفرات وسباها ودمرها، فارتعب الشعب وطلبوا من البرادعي أن يُصلي الى الله ليخلصهم من هذه المحنة، فصلىّ يعقوب الرادعي قائلاً: لا تياسوفإن الله في هذه الليلة سيطرد كسرى كما طرد سنحاريب من أورشليم وفي الفجر لن يبقى في تخومكم الفرس، وهكذا كان حيث رحل كسرى. (البطريرك يعقوب الثالث، المجاهد الرسولي الأكبر مار يعقوب البرادعي ص68-69).
4: طيطانوس +189م في خطابه 42 إلى اليونانيين يقول: أنا طيطانوس الفيلسوف ولدت في بلاد آشور بحسب طريقة البرابرة، ويُعلِّق البطريرك الكلداني لويس ساكو في كتاب آباؤنا السريان ص56 قائلاً: هل يقصد الآشوريين أو الكلدانيين؟.
5: يُسَّمي المؤرخ السرياني الشهير يوحنا الافسسي +587م الفرس الذين غزوا داريا ونهبوا وقتلوا وسبوا الناس بالآشوريين (النسخة السريانية، الكتاب الثالث، الجزء السادس 1909م، ص38)، وفي النسخة الانكليزية من تاريخ يوحنا الافسسي المطبوع في اكسفورد سنة 1860م يُعلِّق ناشر الكتاب بيني سميث ص385 على ذلك بالقول: إن يوحنا الأفسسي دعا الفرس بالآشوريين بالمعنى التوراتي كنوع من أعداء شعب الله.
6: يصف الزوقنيني العباسيين الذين ظلموا المسيحيين في الرها سنة 773م قائلا: قضيب الضربات التي تحمل بين ثناياها الموت أُقيم على رأسنا، وعلى ظهورنا كثرت الجلدات، والأيام صارت طويلة حيث قدم علينا الآشوريين إلينا حاملين بأيدهم قضيب الغضب وعصي يابسة قوية. (الأب سهيل قاشا، تاريخ الزوقنيني  ص201).
7: حين ظهر ملاك الرب لمطران حدياب أربيل السرياني الشرقي النسطوري ماران عمة (819-820م) طالباً منه إن يبيد الزرع الشرير والأولاد الذي عاثوا فساداً في إقليم مركا بين الموصل وأربيل، قائلاً له: صدر أمر من الرب أن يبيد بواسطتك ويفني شعب مركا الخاطئ لشرهم، أجاب مالطوباوي مارن عمه: إن الرب قادر أن يبيدهم في ساعة واحدة كما أباد قوات الآشوريين، فهل يحتاج الرب إلى وساطة ضعفي، فحاشا لي أنا الخاطئ أن افعل ذلك، فإن إهلاك الآشوري وإبادة الشعب الإسرائيلي زمن داود والمدن التي دمرت لم تكن بيد البشر بل بواسطة الملائكة. (توما المرجي، الرؤساء ص139-140).
8: يشبه التاريخ السعردي سابور وفيروز الفارسيين بسنحاريب قائلاً: وكفى النصارى شرهم، وقتل وسنحاريب في بيت أصنامه لأنه خرب بيت المقدس (ج1 ص12، .16).
9: يقول البطريرك التلمحري +845م: نحن في سنة 1068يونانية 158 هجرية وفي عصرنا الراهن، عصر الضيق والمرارة الذي حلَّ بنا جراء خطايانا، كما لحقت بنا إهانة الآشوريين والبرابرة، ولم نجد من يكتب عن هذا الزمن الشرير والضيق الشديد الذي تحملته الأرض في أيامنا من الآشوريين. (المطران صليبا شمعون، تاريخ ديونسيوس التلمحري ص11).
10: المؤرخ والبطريرك ميخائيل السرياني الكبير يصف زنكي الذي احتل الرها وهتك أعراضها بالخنزير الآشوري. (تاريخ ميخائيل السرياني ج3 ص23).
11: في صلاة (حساية) جمعة الآلام ظهراً تُصلي كنيسة السريان قائلةً للملاك جبرائيل: أين سيفك الذي ضرب وقتل ألوف الآشوريين.
12: في صلاة الرمش ومن الاشحيم السرياني ص15 تصلي يوم الاثنين مساءً صلاة حزقيا وكيف طلب اشعيا النبي من الرب قائلا: انقدنا من يد الآشوريين قائلةً: في المساء كان حزقيال يناديك فنجا من قوة الآشوري، وفي المساء نناديك فنجينا يا رب من الشرير وقواته هليلويا، وهي القصة التي وردت في (2ملوك: إصحاح 31:18- الأخير، وإصحاح 19 كله)، وكيف استهزاء ممثل الملك سنحاريب ربشاقي بالرب قائلاً: لا تصدقوا حزقيا لأن ربه ليس أقوى من الآشوريين ولكن الرب كان أقوى من الآشوريين وماذا فعل الرب بالآشوريين لأنهم استهزؤوا به، وغيرها كثير.
وشكراً
موفق نيسكو

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1980 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع