من حكايات جدتي ...الرابعة والعشرين.

                                         

                         بدري نوئيل يوسف

                   

صالح وزوجتاه

حدثتنا جدتي:كان في قديم الزمان رجل يدعى أبو صالح، اعطاه الله الحكمه والمال، هذا الرجل مشهور في قريته، وذاع صيته بكرمه وحسن اخلاقه وحكمته في الحياة، كبر أبنه صالح وصار شاباً وله اصدقاء صادقوه لأجل ماله وجاهه. وكان والده ينزعج من اصدقائه وينصحه: يا بني احذر اصدقاء السوء! وابحث عن فتاة تحفظك في السراء والضراء، وان يكون أهلها أهل خير ، مرت الايام وصالح يبحث عن شريكة حياته، فوجدها في احدى القرى المجاورة وهي فتاة جميلة رائعة المنظر .
التقى صالح مع شقيق الفتاة وعرفه بنفسه انه ابن فلان متفاخراَ بما يملك من مال وجاه، طلب يد اخته أن تكون زوجة له، بعد ايام رد الاخ موافقة العائلة قائلا له: أهلا سهلا بكم.  
اخبر  صالح والده أنه اختار زوجه صالحه بنت اصل وكرم، وافق الوالد على الفتاة وتزوج صالح وسكن في منزل والده وأعطاه جرة مملوءة ذهب، لكي ينفق على نفسه ويتاجر بها ، ونفس الوقت اعطى جزء من امواله لتاجر ليتاجر بها فسرقها وهرب، زوجة صالح تجسست وعلمت المكان الذي يخفي أبو صالح كنوزه. بعد فترة جاء أجل أبو صالح ووافته المنيه، وصالح لا يعلم مكان ثروة والده المخزونة، وما زال صالح مصاحبا اصدقائه خارج قريته، وينفق أمواله عليهم. وهكذا اصبح صالح بلا أموال وتخلى عنه اصدقائه .
عاد الى قريته وزوجته التي اختارها لتكون شريك حياته، اعلمها أنه خسر امواله التي اعطاه له والده ولا يملك شيء، فقالت له: اذهب واعمل أي شيء لكي تكسب المال، وخرج باحثاً عن عمل.
أما زوجته ذهبت الى شقيقها تقول له: ان لديها اموال اعطاه اياها صالح فخذ بعض المال واشتري اغنام، وقل لأهل القرية انك تتاجر بالأغنام، وافق الاخ واشترى اغنام وسلمها بيد راعي، ثم اعطته اموالا اخرى ليشتري منزل ففعل. وكان في نية الزوجه وشقيقها، أن يتخلصوا من صالح كونه اصبح فقيراً وخسر امواله ، في الوقت نفسه كان صالح يجوب القرى والبلدات باحثاً عن عمل، وعن طريق الصدفة التقى برجل كبير بالسن، فجلس بقربه وقال له اعطني شربة ماء فأعطاه الرجل وقال له: ماذا بك يا ابني خبرني حكايتك، حكى ما حدث معه وقال له: اذهب الى اعز صديق لوالدك واخبره بما حصل معك فهو سينقذك مما انت فيه .
ذهب صالح الى صديق والده واخبره بما حصل معه، فقال له صديق والده: إن والدك كان يملك من الاموال ما لا تعلمه انت، ولا يمكن ان يكون ما اعطاك اياه والدك، هو كامل المبلغ الذي يملكه أنه امر غريب، ابقى عندي هذه الليلة، وغداً ان شاء الله سأخبرك ماذا تفعل؟ كان لصديق والده فتاه رائعة وهي بنت الاصل والنسب والكرم فقال والدها لها يا ابنتي هذا ابن صديقي ما رأيك ان تتزوجيه، صمت وهزت رأسها، وفي اليوم التالي قال له: يا صالح عندي ابنة وأنا سأزوجها لك: قال صالح: يا عماه أنا فقير الحال ولا استطيع ان انفق عليها فقال له: إن الله سبحانه وتعالى هو من يرزق البشر وليس البشر، وافق صالح وكتب كتابه .
اتفق صديق والده مع صالح  أن يأخذ زوجته الجديدة الى زوجته الاولى، ويقول لها أنه شاهد هذه الفتاة وهي خرساء لا تتكلم ولا تسمع وهي ستكشف لك الامر، وبالفعل ذهب الى زوجته الاولى واخبرها انه بحث عن عمل فلم يجد عملاً وهو في طريق العوده التقى بهذه الفتاه وشفق عليها واحضرها لكِ لكي تكون خادمتكِ.
 بدأت زوجته الثانية تخدم الزوجة الاولى، وعند خروج صالح من البيت يحضر شقيق زوجته الاولى الى المنزل يتحدثان عن الاموال التي خبأتها عن صالح، ولا يعلم مكان المال الذي خبأه والد صالح وكذلك عن ربحهم بتجارة الاغنام.أخبرته زوجته صالح الثانية بما حصل وأشارت عليه بما يفعل، وقالت له: قول لزوجتك الاولى : انك لم تجد عملاً وانك لا تريد ان تجبرها على شيء فلها الخيار بأن تطلقان من بعضكما او تبقيا معاً، لان زوجتك لا تريدك أن تبقى في حياتها لكي تأخذ كل الاموال . فقال لها: نعم وماذا افعل بعد ذلك، قالت له: اذا اجابت انها تريد الطلاق اخبرها انك تريد بيع المنزل بمبلغ كبير، وهي لا ترغب أن تخسر المنزل، لان ثروة والدك مخزونة بداخله وسوف تطلب من اخاها بيع الاغنام والبيت، الذي اشتراه لكي يشتري المنزل، وبعدها تأخذ كامل حقك منهما ثم تأخذ اموالك وتطلقها.اخبر صالح الى زوجته الاولى بما اتفق مع الزوجة الثانية، طلبت منه الطلاق والتريث لان اخاه سيشتري المنزل،  وطلبت من أخاها ان يحضر الاموال لكي يتخلصوا من صالح، ويصبح المنزل بما فيه من ثروة كبيرة لهم بعد خروج صالح من المنزل، وبالفعل باع اخوها الاغنام والبيت واتفقا على سعر لشراء المنزل، دفع شقيقها المبلغ لصالح ثمن المنزل بالكامل، ورمى صالح يمين الطلاق على زوجته الاولى، على شرط انه يسلم المنزل لهما في اليوم التالي .
ارشدته الزوجة الثانية مكان الاموال والذهب وأخرجوها من الصندوق،  ووضعوا بداخل الصندوق حجارة وخشب وأعادوه الى ما كان عليه، وفي اليوم التالي حضرت طليقته وشقيقها الى المنزل واخذوا بإخراج الاغراض لكي يأخذوا كنزهم الكبير فلم يجدوا سوى الحجارة والأخشاب وعرفا انه اكتشف امرهم وانتهت بعودة طليقته وشقيقها لوضعهما الطبيعي وهو الفقر وعودة صالح الى وضعه الغني .
فالحكمة تقول من هذه الحكاية (أفضل سلاح ضد المرأة هو امرأة اخرى)، (المرأة الصالحة مثل التاج المرصع بالذهب).

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1989 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع