علاء کامل شبيب
الضجة الاخيرة التي أثيرت على خلفية زيارة قام بها قائد قوات القدس الارهابية قاسم سليماني الى مصر و ماأشيع عن تقديمه من نصائح و مشورات بشأن کيفية السيطرة على الاوضاع هناك من خلال الاستفادة من تجربة النظام الايراني بهذا الخصوص، أمر يدعو للکثير من التوجس و القلق و يثير الکثير من التساؤلات المريبة.
الرفض المصري لما قد أشيع بهذا الخصوص و بناءا على وجهات نظر العديد من الاوساط السياسية و الدبلوماسية المطلعة، لم يکن مقنعا أبدا و لاکان کافيا لأن الامر المؤکد هو أن هذه الزيارة قد تمت فعلا وان الموضوع الاساسي و الرئيسي لها قد کان الملف الامني لمصر و الذي يبدو أنه وللأسف البالغ قد وضع في يد مشبوهة و مثيرة للريبة و ملطخة بدماء الشعب الايراني و شعوب المنطقة، ومن الواضح جدا بأن الحکومة المصرية التي أقالت بوزير الداخلية و أصدرت بيانا تکذب فيه هذه الانباء تدرك جيدا خطورة هذه الخطوة بالغة الخطورة التي أقدمت عليها و عواقبها و تبعاتها و تداعياتها غير الحميدة على التجربة السياسية المصرية بعد إسقاط نظام حسني مبارك.
الاستعانة و المشاورة و طلب المساعدة من نظام قمعي إستبدادي لايمکن أبدا أن يصب في مصلحة الشعوب و طموحاتها في الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية وانما وعلى العکس من ذلك فإنه يصب في الاتجاه المعاکس تماما و يمهد لعودة الدکتاتورية و الاستبداد و لکن تحت يافطات و عناوين و مسوغات أخرى ممهدة و معدة لها بمنتهى الخبث و الدهاء، وان نظاما قمعيا إستبداديا يقوم بقمع و إضطهاد شعبه منذ أکثر من ثلاثة عقود ليس في وسعه تقديم أية مشورة إيجابية لنظام سياسي جديد قائم على أعتاب نظام دکتاتوري خصوصا وان الذي يقدم المشورة هو قائد إرهابي تلطخت أياديه بجرائم و تجاوزات و إنتهاکات کثيرة جدا لاحصر لها.
لقد کان الاولى بالنظام السياسي الجديد القائم في مصر أن يأخذ المشورة و النصيحة من الجهة المعارضة تماما للنظام الايراني لأنها التي تعکس و تجسد تطلعات و طموحات و أماني الشعب في الحرية و الديمقراطية و الحياة الحرة الکريمة، والاولى بالحکومة المصرية و بعد أن إرتکبت هذا الخطأ الفاحش الذي سيسجل کنقطة سلبية عليها، أن تبادر الى تصحيح موقفها فورا و تثبت ذلك عمليا للشعب المصري و العالم کله والخطوة الاولى بهذا الصدد هو قطع کل الاتصالات و الارتباطات و القنوات القائمة مع نظام الملالي و البحث عن البديل الانسب للتجربة السياسية المصرية الحديثة و يقينا أن السعي للإستفادة من تجربة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بهذا الخصوص سيکون أمرا مفيدا جدا و سيخدم الامن و السلام و الاستقرار في المنطقة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
764 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع