بصراحة / القسم الأول ..

                                          

                 بصراحة / القسم الأول

                           


سبق وان نشرت مقالا حول بغداد ، والغريب اني تلقيت سؤالا من اخ لا معرفة لي به واسمه غسان ، يقول: ( ما رايك بالشهيد صدام حسين وحكمه. سالتك بعد ان قرات رايك بمن اتو بعده. وبعد ان قرات انك غير حزبي يعني مستقل)
كان بامكاني ان انهيه بكلمتين ، غير اني وجدت ان اعطي السؤال حقه ليطلع القاريء على الحقيقة بكاملها..

                          { القسم الاول }


قبل ان اخوض في الاجابة اريد ان اعلمكم بجانب من واقعي والذي له علاقة بهذا الموضوع.
1- كل من يعرفني من المقربين وغير المقربين يعرف تماما ، اني مواطن عراقي مستقل ، ولا انتمي لحزب ما ، منذ خروجي من العراق ، كطالب بعثة ، ولحد هذه الساعة.
2- لم يحدث ان تقلدت منصبا ، مهما كانت درجته ، في حكومة البعث ، وانما حرمت من رؤية وطني وقتا طويلا. فقدت والدتي،  واختي ، وبعض اولادها ، رحمة الله عليهم جميعا ، قبل ان اراهما.

التقيت باخي مرتين خارج العراق ، في عهد البعث ، مرة في استنبول ، وكنت طالبا واعانني ماديا ، ومرة في دولة اوربية ، ولم ار احدا من اولاده لحد كتابة هذه الاسطر.
3- في حرب ايران ، فقدت احد ابناء اختي،  بعد تخرجه بشهر ، رحمة الله عليه.
4- باعتباري كنت نوعا ما معروفا في صباي ، فلا يمكن لاي جهة تاتي للحكم ، لم يكن لي فيها اصدقاء ، لذا املك عددا كبيرا من اصدقاء في حزب البعث ، من الجيل الذي قبلي ، ومن جيلي انا ، وكنت ولا زلت اعتز بهم لحد هذه اللحظة. كما اعتز باصدقائي ، من الاتجاهات الاخرى ، الا من خان وطنه منهم ، ولكن والحمد لله لم اجد فيهم احدا وصل الى هذا الدرك المشين.
5- لم يحدث ان اشتريت بيتا ، ولا ارضا داخل الوطن ، وخارجه ، في عهد البعث ، ولا قبله ، ولا بعده والحمد لله ، وكل ما نملكه،  ورثناه من جدي،  وجد جدي .

اما انا ، لا املك خارج الوطن سوى دراجتين هوائيتين ، احداهما قديمة ، كنت اتركها خارج بيتي وسرقت. بقيت شهرا كاملا حزينا على السارق المسكين ، إذ لسوء حظه ، انه سرق دراجة ، لو رميتها في الطريق ، لا احد يتقرب اليها .

 فكرت كثيرا بهذا السارق السيئ الحظ ، وكم تمنيت لو اعرفه ، لاهديته والله العظيم ، دراجتي الهوائية الثانية الجديدة. مسكين يا سارق دراجتي ، بحق انت سيء الحظ.
6- كنت معتزا جدا بجوازي العراقي ، لانه هو الرابط الذي يحدد انتمائي الى وطن ثقفني ، وكنت ولما ازل والحمد لله اعتز بوطن ابائي واجدادي ، والذي هو جزء من ارض العروبة ، التي تجمعنا فكرا وقلبا وايمانا. كنت اعاني مصاعبا جمة في تجديده ، ولولا بعض اصدقائي من السفراء ، لفقدته من قديم . لالشيء ، سوى لنقدي الجارح انذاك ، وليس لاي سبب اخر.
يوما ، ارسلت جواز سفري مع المبلغ المطلوب ، وصورتين  شمسيتين ، لانتهاء مدته القانونية ، ولم يرجعوه لي ، ولا حتى المبلغ ، فبقيت فترة بدون جواز ، مما اضطريت ان اقدم على جواز اجنبي ، وبعد وقت طويل حصلت عليه. كنت كئيبا جدا لاشهر ، لفقداني الجواز ، بل ولا زلت اتحمل صعوبتها لاني ابن هذه الامة ، التي هي كياني ،  وشرفي ، وكرامتي. كيف بخلت علي بجواز؟!!!!!!!
قبل الغزو الامريكي الغاشم على وطني بسنتين ، استلمت دعوة رسمية من العراق ، مرفقة برسالة شخصية من السفير يرجوني ان البي الدعوة . اعتذرت لكثرة اشغالي وشكرته.
التقيت معه ، أي مع السفير صدفة ، في دعوة اقامتها منظمة التحرير الفلسطينية ، واكد علي قائلا: اصدقاؤك مشتاقون لرؤيتك في بغداد يا  صلاح ، ولكن ، لم يساعدني الحظ ويا للاسف انذاك،  لظروف خاصة.
7-  لازلت اتذكر يوما وانا ابن اربع سنوات ، كنت العب في بستاننا الجميل ، رميت وبصورة عفوية حجرا وسقط على عصفور صغير وقتلته. والله لا زلت اتذكر الحدث بكل الم. بكيت عليه اياما. وكان ضحيتي الاولى والاخيرة. لذا ارى الحرب جريمة ، ونوع من الوحشية الغير اخلاقية ، ولا تتماشى مع أي دين.

الحرب تدل على وحشية ، وسلوكية مشينة ، تتنافى والضمير الإنساني ، ولا يعذر من يقوم بها ، ولكن علينا ان نتذكر قول الامام علي عليه السلام ، حينما رأى شخصا قد فقئَت عيناه فقال: تمهلوا ولا تحكموا عليه بعاطفة ، قد يجوز هذا الرجل قد فقأ للاخر عينين.
من هذا المنطلق ساقدم اجابتي ، في وقت ، بلدي محتل ، وخونة الامة يفطروا على جثث الشهداء من ابناء امتي ، واكثر من خمسة ملايين من ابناء شعبي مشرد خارج الوطن ، وخيرة المناضلين والمناضلات من ابنائه منذ سنين قابعة في السجون ، تتلقى اوحش العذاب. في وقت نرى الحكومات العميلة جالسة على التل ، تنتظر موت شعبي الذي من سنوات ينزف دما. في وقت ، تسقط في كل يوم فيه مجموعة من الشهداء في ارض فلسطين ، وتحاصر غزة ، من قبل اهلها !!!!! هنيئا لكم ياحكامنا هنيئا!!!!!!!!
اخوكم ابن بغداد الجريحة: صلاح

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع