فسيفساء....

 

عهود الشكرجي

حياتنا مجموعة اشياء صغيرة

فسيفساء ملونة .....يوماَ تكون مرتبة واخر مبعثرة

حياتنا عبارة عن امل نسير وراءه دون توقف ولا ندري الى اين تنتهي بنا الحياة

يوماَ نعيش الحزن لانعي لماذا! ومن اين ؟ ربما فقط نحاول ان نغمس انفسنا بقاع مليئ من الشجون والاسى

اتدري اننا نقف على حد الشفرة؟ يسحق بنا الحزن من جهة والامل من جهة اخرى ولا نعلم اين سيكون نصيبنا مع الجمر ام مع الورد

نركض ونلهث لنسابق الزمن كخيل جامحة علنا نصل لمبتغانا بوقت اننا لا ندري مانريد وان الزمن سياخذ ماخذه منا لا محالة وكلما حصلنا على شيء نطمح للمزيد



حياتنا هي دمعة حزن نعزي بها انفسنا وربما نشارك بها منسحقي القلوب وضحايا الزمن وتارة اخرى هي ابتسامة تجعل لنا سراَ في وجودنا وتمسكنا بالبقاء

بحر بلا قرار ربما لا نعرف كيف نسبح فيه او نعوم ورغم غرقنا نحاول الامساك ولو بقشة عاجزة ان تنجي نفسها من تلاطمات الامواج وحينها نوهم انفسنا ان بامكانها ان تحملنا لشاطئ الامان وضفة النجاة

واحيانا في صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا حتى حياة هجرتها حتى اشجار الصبار نسير بها ونسير ونقول ربما سنجد واحة صغيرة نتفيأ بنخيلها .



حياتنا عبارة عن حلم لحظة نعيشه كابوساَ مخيف ولحظة اخرى حلماَ ورديا فلماذا نهرب دائما من الكابوس ونحاول ان لا نصدقه؟لانه واقعنا نحاول الفرار منه بشتى الطرق والاساليب نهرب منه الى الحلم الوردي الخيالي الذي نعرفه خيالاَ ووهماَ لكننا نريده رغم كذبه وبعده عن الحقيقة في حياتنا

لماذا نهرب دائما من الصدق الى الكذب ؟

ربما صدقنا مع الاخرين يشوه صورتنا امامهم ونخاف ان يفر الناس منا لصدقنا ودون ان نشعر اصبحنا نكذب مخافة ان نفقدهم شيئا فشيئا

سرنا في دروب الكذب والنفاق حتى لا نفقد من لا يحب الحقيقة.

حياتنا عبارة عن نخلة شامخة وعن شجرة صبار تحتمل وتصبر علّ الامل يزهر لها بثمرة وهكذا صرنا نعيش الحياة بغير حقيقة.

نبتعد عن الصوت الحقيقي لانه يوقظنا من غفوتنا



ونبتعد عن نور الشمس القوي لانه يكشف عيوبنا الخفية.

اصبحنا نحب الظلمة ونحاول الانزواء ونتقوقع داخل انفسنا كمحارة هرمة تحت قاع البحور والمحيطات حتى لا نواجه الحقيقة

قلما اليوم من يحاسب نفسه ويجلس معها ليحاورها ويقاضيها لان اخطاءنا صارت بلا عدد وبلا حدود واصبحنا نشوه الحقيقة لخوفنا منها ومن مواجهتها كيفما تكون,شيئا فشيئا نُجر الى القاع دونما شعور ونشعر ضاحكين اننا نصل الى النهاية المنشودة وماهي الا انكسار الروح قبل الجسد.

حياتنا عبارة عن صرخة مكتومة نحاول اخراجها بملآ افاوهنا وبكل مااستطعنا من قوة حتى نكسر كل القيود ولكننا نخاف ان يسمعنا احد.

حياتنا عبارة عن لحنٍ جميل نتامل فيه ذكرياتنا وماضينا وايامنا التي ضاعت منا كما يهرب الرمل مع امواج البحار وندندن بصوت خافت مخافة ان تسرق منا الحان الماضي ويشمت بنا المتطفلون



حياتنا كطفلٍ صغير لا يعي مايدور حوله همه فقط ان لديه من يحتويه امه الملاذ الوحيد في عالم كبير ومخيف

وحياتنا ايضا كشيخٍ هرم ضاع عمرهبين سطور الحياة وحفر الزمن تجاعيده في ملامحه وحين ينصت لنفسه لا يذكر بما انفقد كل سنين عمره .

حياتنا عبارة عن قدرٍ مجهول يصفع بنا متى يشاء واين يشاء ولا اعتراض.

حيانتا عبارة عن حرب ضروس وجري وحوش ونعلن ونهتف البقاء للاقوى كما هي الحياة في الغاب نعيشها بكل قوانينها وبكل حذافيرها بل نحرص على اتقان اللعبة فيها دون محبة ولا الفة ولا حتى بسمة .

وبالنتيجة فحياتنا قطع من

الفسيفساء الملونة واحياناِ بدون لون اما ان نكمل فيها الصورة باجمل منظر ؟ ام تبقى مبعثرة وحين تضيع قطع منها تبقى الصورة مشوهة بلا ملامح وحينها ستكون فريسة اول ريح تلقي بها على ارصفة مهجورة

   

الگاردينيا: تظلين مبدعة يا عهود...و

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

692 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع