داود البصري
ثمة حقيقة سافرة وقبيحة قد أعلنت عن وجهها الذميم غب العراق منذ الإحتلال الأمريكي عام 2003 وهي تصاعد الروح الطائفية ونمو التيارات الشعوبية والطائفية المعوقة للوحدة الوطنية والضاربة في نعشها والهاملة من أجل مشروع التقسيم والتشظي ليس للعراق فقط بل لعموم المنطقة من خلال التركيز المؤلم على إستحضار التاريخ بشكله الفج والمريض وفتح ملفات الخلافات الطائفية والمذهبية التي أضحت فايروس المرحلة ،
وأنظروا لما يحدث في العراق ولبنان وسوريا وأخيرا في البحرين وسائر دول الخليج العربي لكي تتعرفوا بشكل دقيق على ملامح المؤامرة التقسيمية والجاهلية والمتخلفة ، ففي العراق الذي تردت أوضاعه للحضيض اليوم تحت سلطة وقيادة أحزاب وجماعات طائفية ذات تاريخ إرهابي موثق ومرتبط بالنظام الإيراني تدور كل سيناريوهات التاريخ السوداء وبات اليوم يغلي داخليا وينشطر طوليا وعرضيا وهو يئن تحت سلطة حزب طائفي فاشل ومهزوم ولا يمتلك أي برنامج حقيقي للبناء والتعمير التقدم مثل حزب الدعوة بقائده الذي إنتحل صفة القانون ليصف نفسه بالسلطان ( نوري القانوني ) وحيث مارس بكل خبث سياسة تقية سياسية أدت لاحقا لتقسيم وإنشطار داخلي ولحروب تسقيطية ولمحاولة الهيمنة على القرار في العراق من خلال فبركة المؤامرات والإنشغال التام بتعبيد البيت الداخلي لإنشاء دولة دعوية أصولية يكون فيها حزب الدعوة الفاشل وشركاه هم قطب الرحى ومعقد الرجاء ولو أدى ألأمر لحروب دموية داخلية! ، إنها النزعة التسلطية وقد أفرزت أسوأ عصارتها الثقيلة والمختزنة منذ عقود.
واليوم يلاحق النائب العراقي عن القائمة العراقية أحمد العلواني على خلفية تصريحات وآراء أطلقها ضد أحزاب السلطة الطائفية الحاكمة ووصفها بكونها أحزاب إيرانية التبعية والولاء!! وهنا قامت ثورة تلكم الأحزاب وقرروا محاكمة النائب وتشكيل لجنة تحقيقية بقيادة كل من :
إبراهيم الجعفري القائد السابق لحزب الدعوة ورئيس الحكومة السابق وفي عهده ( الميمون ) إنفجرت الحرب الطائفية عام 2005 وبلغت الكارثة مداها تحت قيادته الفاشلة التي أدت لطرده وتحويل الرئاسة في صدفة تاريخية نادرة لنائبه نوري أفندي وحيث هو متربع عليها اليوم منذ صيف 2006؟ ، باقر صولاغ ( بيان جبر ) القيادي في المجلس الإيراني الأعلى وبوابة بغداد الخامسة حسب وصف أحد المنافقين له! ووزير المالية والداخلية والإسكان السابق وبطل المثقب الكهربائي ( الدريل ) وأحد قادة المسالخ الطائفية الجديدة والمزدهرة!! ، خالد العطية وهو معمم من أتباع المجلس الإيراني الأعلى وأحد غلاة الطائفيين والعاملين لخدمة المشروع الإيراني!! فتصوروا طبيعة الأحكام التي تصدرها مثل هذه اللجنة والتي ضمن أعضاءها أيضا ولذر الرماد في العيون حيدر الملا من القائمة العراقية!! ، وطبعا لا تعنيني أبدا تلكم اللجنة ولا قراراتها القراقوشية لأنها لجنة فاقدة للأهلية والصلاحية كون رئيسها الجعفري مسجل في تقارير المجلس الطبي البريطاني على كونه ( مريض نفسي ) والتي على أساسها تم منحه التقاعد في بريطانيا لأسباب صحية!! أي بعبارة أخرى ( مجنون ) أو فاقد للأهلية!! فعن أية أحكام وقرارات نتحدث بعد ذلك ؟ إنها اللجنة التي وصفها الزعيم الكردي مسعود بارزاني بكونها ( من أهل البطون التي جاعت ثم شبعت )!! ثم أن أصل الحكاية متعلق بما ورد على لسان النائب العراقي العلواني عن تابعية أهل تلكم الأحزاب للنظام الإيراني وهذه حقيقة واقعية ومعلومة ومسجلة ويعرفها الجميع ولكنهم يدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعامة تماما..
فهل أن حزب الدعوة الذي تأسس برغبة وتخطيط دوائر نظام الشاه الإيراني المقبور عام 1956 ليس حزبا إيرانيا ومن أسسه هو الإيراني ومستشار الولي الفقيه الحالي الشيخ محمد مهدي الآصفي وكذلك مرتضى القزويني وآخرون جلهم من أتباع المرجعيات الإيرانية الفارسية وهو النسخة الشيعية لحزب الإخوان المسلمين السني! كما أنه عمل طويلا لتسويق النظام الإيراني إعتبارا من عام 1979 ومارس الإرهاب الدولي بكل أشكاله وأرتبط جنينيا بالنظام الإيراني رغم الخلافات التكتيكية التي ظهرت فيما بعد بعد تعثر المشروع الإنقلابي الإيراني في الشرق ونشوء التناقضات والخلافات التي إنتهت تماما بعد إحتلال العراق وتسليم الأمريكان لمقدراته للإيرانيين وأتباعهم في واحد من أكثر تحولات التاريخ والستراتيجيا غرابة في الشرق القديم!!.
أما المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق فهو مؤسسة رسمية إيرانية مرتبطة بمجلس الوزراء الإيراني منذ أن أسسه الخميني شخصيا عام 1981 وجعله الواجهة الرسمية للمشروع الإيراني المستقبلي في العراق ونفخ فيه وفي مؤسساته من روحه وروح الميزانية الإيرانية وتحول لمؤسسة تابعة للحرس الثوري الإيراني بل أن رئيسه الأول هو السيد محمود شاهرودي ( الهاشمي ) في النسخة العراقية وهو الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى الإيراني وأحد مرشحي الولي الإيراني الفقيه لعرش المرجعية الدينية في العراق بعد رحيل السيستاني! وهذا المجلس مارس الإرهاب الدولي أيضا بكل أشكاله ومعانيه وأغراضه الدنيئة وأنشأ ثلة من كبار الإرهابيين الطائفيين والعملاء الذين تحولوا لوزراء وقادة في النظام الجديد وهو يدين بالولاء التام للنظام الإيراني رغم تغيير يافطة التسمية للمجلس الإسلامي العراقي!! ولكنها عملية تمويه بائسة وساذجة فالمجلس بكل مؤسساته ورموزه هو مؤسسة إيرانية وليست عميلة فقط!!.. لذلك فإن أقوال وتصريحات النائب العراقي طه العلواني أكثر من صحيحة وهو لم يقل للأعور سوى أنه أعور صراحة وبدون مجاملة .. فلماذا الزعل والغضب والثورة من ملف واضح ومعلوم ، الأحزاب الطائفية العراقية القديم منها أو الجديد كالصدريين و المنشقين عنهم ليسوا سوى أدوات إيرانية عابثة في العراق والشرق بأسره كما أثبتت وثائق التاريخ ونتائج الممارسات السلطوية وهذه الأحزاب الإيرانية الولاء تحارب كل ظاهرة شيعية عراقية تحاول تصحيح الوضع وإبعاد النفوذ الإيراني وإتهامها بما ليس فيها ، العلواني قال الحقيقة العارية التي يخشى أهل النفاق العراقي الشهير قولها.. فإيران وعملائها هم من يحكم العراق اليوم وهم من يدير دفة المشروع الإيراني التدميري بكل مهارة وخبث برمكي متجذر.. أما من يدفن رأسه في الرمال فذلك شأنه! ، أما أحكام اللجنة التحقيقية فهي متهاوية وباطلة لأنها مكونة أصلا من أذناب النظام الإيراني فكيف يكون الخصم هو الحكم؟.. إنها المهزلة بأبشع معانيها فتفرجوا على الألياذة العراقية المرة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع