سمار عمر/ ليبيا
في غمار أحداث متلاحقات ابتداءً من خمس سنوات ماضية، تتلاطمنا الأمواج علواً وهبوطاً، الأمر الذي أدى بالشعوب الكادحة إلى حافة الجنون،
أن تلك الأحداث تتعاظم ولا تنبىء باستقرار يؤمن ويضمن تأمين خبزها اليومي، وهي التي خرجت اليوم الأول لأجل كسر منظومة الجمود السياسي، ولم يخطر ببالها أن تضرب الأحداث سلامها وركودها وغفوتها الكسولة القديمة تلك بسبب أتيانها ببديل أخر أكثر جموداً وانغلاقاً ودموية وسوداوية من سابقاتها، وهنا لا يسع الشعوب إلا أن تتقرفص في مناطق الهلام معلنة إنتهاء الطرقات وتأخذ نفساً عميقاً وتمسح عرق لهاثها وراء سرابات متلاحقة، وتعلنها بكل شجاعة ((إنتهت الطرقات، أجل إنتهت الطرقات))، وهذه ليست دعوة للتشاؤم والإحباط، فدعوة الإنسان العربي إلى النكوص عن مسار الدم ليس شداً للوراء بل إنها طرقة فوق رأسه لتذكيره أنه خربها! نعم خربها ((ووقف على تلها لاهثاً)) وراء نموذج حرية فَصلها على مقاسه لا تبدو مكتملة النضوج في ذهنه، فكيف لشعوب أقامت ربيعاً ثم تعلنها دولة خلافة إسلامية أو تعود لحكم العسكر طواعية، أجل أيها العربي علينا أن نُقَيم اجمالي مسيرتنا السابقة منذ ألف وأربعمائة عام ونُقَيم كل التراث الديني فلا طرقات قبل الانسلاخ عنه ولا طرقات ايضاً قبل نزع القدسية عن الحاكم العسكري وتبني رؤى فكرية تضمن للكل الحقوق والحريات، أجل كل الطرقات إنتهت فالباب مفتوح على بوابة لن تقفل نحو جهنم، فلا مجال لما سميّ في عرفنا بالربيع العربي إلا للدم، ولماذا؟ أطلق عليه في المصطلح الغربي بالفوضى الخلاقة إلا للدمار، ويَذكرني أن كاتباً شاباً كتب رواية تنبأ فيها بعموم الفوضى الخلاقة وبدمار كل البنى المادية والفكرية وفناء البشرية، وبعدها سينبت بشراً أخرون يبداؤن على هذه الأرض، بداية ناصعة بيضاء ،وقد لا يتبنون قيم الدم والدمار والكراهية، وفناء الآخر وقد لا يخترعون إلهاً "اله" يضيقون به على بني جلدتهم وإلى ذلك الحين أعلن لكم:بلا مواربه أننا على أبواب جهنم.
1156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع