العطلة المطرية ...بقلم حبيب

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 29 كانون1/ديسمبر 2012 10:23

لم يبخل العراق في ابتكاراته وعلومه واستفادة الدول من هذه الانجازات  فقد ابتكر مجلس محافظة بغداد الموقر ابتكارا اذهلنا وشد انفاس الدول المجاوره والمتشاطئه والقاريه بان جعل يوم المطر عطله رسميه (مو حمديه رسميه) وجعل الاخوه ينامون رغدا ودفئا مع اخر الاخبار الممتعه عن الفساد الاخلاقي والاداري والمالي والسياسي والاقتصادي والتسليحي الامر الذي جعل الاخ حبيب يتوازه ويكتب مقال عن المطر وعطلة المطر ..

وفي ادناه مقالة الاخ حبيب :

   

                     العطلة المطرية بقلم حبيب

آخر إبتكارات العقلية الإدارية في العراق ، هي العطلة المطرية. بكل بساطة ، الموظف يفتح الپردة الساعة ستة ونص الصبح ويشوف أكو غيمة لو قطرات مطر، يرجع يعدل المخدة مالته ويجر البطانية وينام من جديد جوا البطانية واللحاف، لأن هاي إشارة إلى يوم عطلة ما دامت السما دا تمطر…هذا هو تعريف العطلة المطرية وهي إبتكار مسجل باسم مجلس محافظة الديوانية إللي نطت عطلة بسبب تساقط الامطار في المحافظة !
وبعد عطلة ذكرى ختان الإمام خلف بن زعبور الأزبري وذكرى إستشهاد المجاهد بزون بن هرهور العتوي في معركة الجريدية، وبعد عطلة ذكرى ألفية ليلة حنة وفرحة سعاد تاكسي لأن تزوجت رغم تكسيتها وبعد عطلة ذكرى نجاح عزيزي عزوز في الصف الثاني الإبتدائي – الدور الثالث في مادة الحياتية لأن ما چان بعده متعلم يلف العمامة، وبعد عطلة مجلس مدينة الصدر بمناسبة دخول موديلات ستيانات جديدة لسوق الچوادر، صارت عدنا هسة عطلة مطرية مبللة مطينة. ولان هالسنة اكو أمطار هواية يعني راح نشبع عطل مطرية للزردوم، وهسة أكو مفاوضات بين اليابان والعراق لإستيراد چم يوم عطلة من العراق لصالح الحكومة اليابانية لأن اليابان هي الدولة الأقل ايام عطل في العالم، ناس كفرة ما عدهم لا إستشهاد ساموراي ولا جرح سازوكي ،راح نترس صناديق بالعطل الرسمية والدينية والشرعية والإيرانية ونصدرها لطوكيو لترويج ثقافة العطلة إللي الله انعمها على الموظف العراقي المؤمن والمجاهد وحرمها من اليابانيين الكفرة عبدة العلم والكمبيوتر.
الموظف العراقي صار أكثر موظف بالعالم في سعر ساعة عمل.. مو شقة..لأن لو نحسب عدد أيام إجازاته الرسمية، وعدد أيام العطل الرسمية، والعطل الدينية والشرعية، والإجازات المرضية (للموظف والموظفة..ولو الإجازات المرضية للموظفة أكثر لأسباب فسيولوجية) والإجازات يوم اللعبة بين ريال وبرشلونة لأن كل اللعبات ساعة طنعش بالليل وماكو داعي ثاني يوم دوام، راح يطلع عدد الأيام إللي بيها يداوم الموظف العراقي ما يتجاوز خمسين يوم بالسنة. ومن هاي الخمسين يوم، گول أكو عشرة ايام الموظف ما يگدر يوصل للدائرة لأسباب نجاح الخطة الامنية وإفتتاح الأسواق المركزية ورؤية وجه حصان بالقمر بعز الظهر (ويقال أن القمر چان هلال بس وجه الحصان چان تارس القمر…بركاتك يا شيخ عويد)..راح نشوف أن سعر ساعة دوام الموظف العراقي يعادل ربع الراتب، هاي بدون ما نحسب العطلة المطرية. وأعتقد بهالموسم ولان المطر خير الله طل وفاح فراح يكون سعر الساعة اعلى وأغلى من باقي المواسم إللي شبعنا بيها جفاف.
والعطلة المطرية إبتكار لحل مشكلة إنسداد المجاري، يوم إللي أكو مجاري طايفة بسبب المطر، بسيطة، إعلان واحد من رئيس مجلس المحافظة وتنحل المشكلة، يابة لحد يروح للشغل ولا للمدرسة، اليوم عطلة مطرية. وهاي دا تشير إلى إنعدام الرومانسية في مجلس محافظة الديوانية إللي بدال ما يخلي الموظفين والعشاق ينزلون للشارع ويتهامسون تحت قطرات المطر، حرمهم من هاي اللحظات الرومانسية إللي ما تتكرر بالعراق إلا مرة كل عشر سنوات ، لو أعتقد ان أعضاء مجلس محافظة الديوانية كلهم سيابيو الهوى في نظرتهم للمطر… “أتعلمين أي حزن يبعثه المطر…مطر…مطر ..مطر”.

ولو هذا إحتمال بعيد جدا لأن من أهداف أي مجلس محافظة في العراق هو جعل حياة المواطن في المحافظة حزنا وهماً وغما والمطر بحسب النظرة السيابية هو الحزن ، يعني نلغي إحتمال تأثير مجلس محافظة الديوانية بنظرة السياب للمطر، وبعدين منو يگول هذولة يقرون السياب؟؟ لأن السياب حرام، والشعر حرام، وبعدين السياب من البصرة مو من الديوانية ومجلس محافظة الديوانية يشجع المنتجات الوطنية لمحافظة الديوانية ، شنو قحط شعراء، ليش ماكو شعراء بالديوانية؟؟
أخاف الجماعة صدگوا بنفسهم وقارنوا الديوانية بنيويورك، ومثل ما نطى الرفيق أوباما عطلة للدوائر الحكومية في نيويورك بإعصار ساندي گام مجلس محافظة الديوانية ونطى عطلة بمناسبة إعصار  ديرة عفج إللي صار بيها إعصار قوي بعد إحتفال أهالي عفج بنجاح تقييمهم للرگاع ولأول مرة على مستوى الشرق الاوسط.
ومن هسة أعتقد راح تصير عطلة بالصيف القادم إسمها عطلة واتر پمپب، وهي عطلة ومكرمة من مجالس محافظات بغداد والبصرة والعمارة والناصرية والديوانية لان بوشة الواتر پمپ جيّم وگام السنتر، والسبب لأن أصلاً ماكو ماي بهاي المحافظات، إلا في الشعارات الإنتخابية.
وكل مطرة…وأنتم في عطلة ....