الجزء الرابع عن الجواهري

                                        

                            صباح الراوي

  

استأنف  الجواهري إصدار جريدة ( الرأي العام ) ووقفها على تأييد الثورة ومنجزاتها . انتخب رئيسا لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيبا للصحفيين وعندما عقد الموتمر الرابع لاتحاد الأدباء العرب في الكويت في كانون اول من عام ١٩٥٨ حضره رئيسا لوفد اتحاد الأدباء العراقيين وقد واجه الوفد استفزازات شرسة ولكنه بذل جهدا في تجنب الوقوع فيها .

ولم يمضي على الثورة عام حتى أخذ يواجه مضايقات مختلفه بلغت حدا أدى الى الاعتداء عليه وتوقيفه فخشي على حياته وانتهز فرصة دعوته الى حضور حفلة تكريم الاخطل الصغير في بيروت عام ١٩٦١ لمغادرة العراق . ومن هناك غادر بيروت الى براغ ضيفا على اتحاد الأدباء الجيكوسلفاكيين. أقام في براغ لمدة سبع سنوات وصدر له فيها عام ١٩٦٥ ديوان جديد سماه ( بريد الغربه )
هبَّ النسيم فهبتِ الأشواقُ.       وهفا إليكمْ قلبه الخّفاقُ
وتوافَقا فتحالفا هو والأسى.      وحَمامُ هذا الأيكِ والأطواق
عارٌ على أهل الهوى ان تُزدرى.    هذي النفوسُ وتُشترى الأعلاق
ذَم الفراقَ معاشرٌ جهلوكُمُ.          من أجلكم حتى الفراقُ يُطاق
ما شوقُ أهل الشوق في عُرفِ الهوى.    نُكرٌ فقد خُلِقوا لكي يشتاقوا
أما الرفاقُ فلم يَسُؤْني هجرهمْ         إذ ليس في شرع الغرام رفاق
لو أُبرم الميثاقُ ما كَمَلَ الهوى      شرطُ الهوى ان يُنقَض الميثاق
كُتُبُ الاله تشّرفت في ذكره          وبذكركمْ تتشرفُ الأوراق
هذا القريض تكبَّرت بُرُآتهُ           إذ ضاق من ألم الفراق خناق
عَمَرت بذكركمُ اللذيذِ مجالسٌ        وازَّيَّنَتْ بهواكُمُ أسواق
ماذا أذُم من الهوى وبفضله.     قد رق لي طبعٌ وصحَّ مَذاق
هي ' فارسٌ ' وهواؤها ريح الصَّبا   وسماؤها الأغصانُ والأوراق
وَلِعَتْ بها عُشّاقها وبليةٌ.          في الشرق إنْ وَلِعَتْ بها العشاق
سالت بدفاق النُّضار بقاعُها       وعلى بنيها شحتِ الأرزاق              

وفي عام ١٩٦٧ جاء الى بيروت ليطبع ديوانه كاملا فاتفق مع لواء الطليعة على إصداره . صدر الجزء الاول منه في نيسان عام ١٩٦٨ وكانت المكتبة العصريه ومطبعتها في بيروت قد أصدرت قبل ذلك بعام جزئين في مجلد واحد من ديوانه .
بعد ثورة ١٧ من تموز ١٩٦٨ عاد الى الوطن بدعوه من حكومة الثورة وقد استقبل استقبالا حافلا واقامت له وزارة الاعلام حفلا تكريميا ألقيت فيه القصائد والكلمات والقى فيه هو قصيدته ارح ركابك

أرح ركـابكَ مـن أيـنٍ ومن عثَرِ               كـفاك جـيلانِ محمولاً على خطر
كـفاك مـوحشُ دربٍ رُحتَ تَقطعهُ              كــأنَّ مـغبرَّة لـيل بـلا سـحَرِ
ويـا أخـا الطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ       فـي كـلَّ يـومٍ له عُشٌ على شجر
عـريانَ يـحمل مِـنقاراً وأجـنحةً                أخـفَّ مـا لـمَّ مـن زادٍ أخو سَفَرِ
بـحسبِ نَـفسَكَ مـاتعيا النفوسُ به          ثمـن فـرط منطلق ٍ أو فرط منحدر
أنـاشدٌ أنـت حـتفاً صـنعَ منتحرِ.          أم شـابكٌ أنـت , مغتراً, يدَ القدر
خـفَّضْ جَـناحيكَ لا تـهزأ بعاصفةٍ         طـوى لـها النسر كشحيه فلم يطرِ
ألـفى لـه عِـبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ           مـن غـيره, وجَـناحٍ منه منكسِر
يـاسامرَ الـحي بـي شوقٌ يرمِضٌني.     إلـى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ
وللحديث صله

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

841 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع