ياسين الحديدي
الرحلة في شعر نزار القباني السياسي يثير الكثير من التسائلات عن هذا الشاعر الذي ابدع في وصف الحال للواقع والزمن الذي عاشه من واقع متردي في كل الجوانب في قصائد يطلق عليها قصائد سياسية تعرضت للمنع والمصادرة والهجوم والتكفير وحجب الكثير منها
ورغم ضراوة المعارك التي خاضها دفاعا عن الحرية والجمال والتقدم بجرأته وصراحته وكان كما يقول ان اصابعه سوف تحترق وثيابه وسمعته وانه ليس في نزهة ولكن استمر في نهجة ناقما علي الواقع المزري وساخطا علي كل رديه حاملا نفسه علي كفي يديه غير مبالي وبثقة نفس عاليه ياتري ماذا كان يقول لوبقي علي قيد الحياة لحد الان قياسا لوقته وزمنه وهو يري الوان والذل الذي يعيشه العرب من انبطاح كامل ودون كرامة لكان يترحم علي زمنه ويتمني العودة له ومع هذا فهو في قصائده السياسية قد تنبأ بالحالة وكان قصائده ابنة اليوم وهوالناطق الرسمي عن المواطن العربي التابع والمسير من الاخر بدون ارادة وشخصية والمكبول من قبل المستبد الحاكم والحاط بسياج من الرعب ومحاط بأوامر تأتي من الاعلي ومن خارج الحدود ومحاط بالخوف والفزع وثله الاعلامي والكاتب والشاعرحيث يحسب الف حساب قبل ان يكتب كلمة اوبيتا من الشعر علي الورقة وهو القائل
ايها الناس
لقد اصبحت سلطانا عليكم
وانا المسئول عن كل رغيف تاكلون
وعن الشعر الذي
من خلف ظهري _ تقرأون
فجهاز الامن في قصري
يوافيني بأخبار العصافير
واخبار السنابل
ويوافيني بما يحدث في بطن الحوامل
ورجال السيرك يلتفون حولي
واحد ينفخ نايا
واحد يضرب طبلا
واحد يمسخ جوخا
واحد يمسح نعلا
منذ ان جئت الي السلطة طفلا
لم يقل لي مستشار القصر كلا
لم يقل وزرائي ابدا لفظة كلا
لم يقل لي سفرائي ابدا في الوجه كلا
انهم علموني ان اري نفسي الها
واري الشعب من الشرفة رملا
فاعذروني ان تحولت لهولاكو جديد
انا لم اقتل لوجه القتل يوما
انما اقتلكم كي اتسلي
2136 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع