الجالية العراقية في عمان تكَّرم ثلاثة من شعراءها

الجالية العراقية في عمان تكَّرم ثلاثة من شعراءها في
ندوة شعرية يوم الاثنين 4 ايلول 2012 في ديوان الدكتور عمر الكبيسي


بمناسبة فوز الشاعر الدكتور ريكان إبراهيم بأفضل قصيدة في التوحيد تم اختيارها من بين اكثر من 1200 قصيدة نظمت المسابقة فضائية المستقلة بحضور كبير لجمع من الادباء والمثقفين والاعلاميين ورجال الاعمال والساسة من نخبة الجالية العراقية في عمان انعقدت ندوة شعرية في الديوان يوم الاثنين 4 ايلول 2012.

ريكان إبراهيم
  الدكتور ريكان إبراهيم خلف الخطيب ( العراق )
   ولد عام 1952 في الأنبار.
    حاصل على بكالوريوس في الطب .
   عمل طبيبا مختصا بالطب النفسي, وخبيرًا للطب النفسي في وزارة العدل العراقية, ومدرسًا محاضرًا في العلوم النفسية بجامعة بغداد.
   عضو نقابة الأطباء العراقية , وجمعية أطباء النفس العراقية , واتحاد الأدباء والكتاب العراقي , والجمعية الطبية الأمريكية بالنمسا .
    تولى الإشراف على عدد من الصفحات الثقافية في الصحف العراقية .
    دواوينة الشعرية: الأشرعة الممزقة 1977 ـ قبض على جمر 1986-حل الطلاسم.
    مؤلفاته: نقد الشعر في المنظور النفسي - الرحام (الهستريا) - مقدمة في الباراسايكولوجي - النفس والعدوان - علم النفس والتاريخ - النفس والقانون.
    عنوانة: اتحاد الأدباء في العراق - بغداد.
    
 و كذلك بمناسبة فوز الشاعر حميد سعيد بجائزة القدس من الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب لهذا العام.
حميد سعيد
   حميد سعيد هادي (العراق).
    ولد عام 1941في الحلة.
    تخرج في قسم اللغة العربية - جامعة بغداد.
    اشتغل في التعليم فترة, ثم انتقل منذ أواخر الستينيات إلى العمل الثقافي والصحفي, فشغل عدداً من المراكز الثقافية والصحفية, منها مدير التأليف والنشر, ومستشار صحفي في كل من مدريد والرباط, ورئيس لتحرير جريدة الثورة.
    انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء في العراق, وأميناً عاماً لاتحاد الكتاب العرب لدورتين متواليتين.
    دواوينه الشعرية: شواطيء لم تعرف الدفء 1968 - لغة الأبراج الطينية 1970 - قراءة ثامنة 1972 - الأغاني الغجرية 1975 - حرائق الحضور 1978 - ديوان حميد سعيد 1984 - مملكة عبدالله 1986 - باتجاه أفق أوسع 1991 - فوضى في غير عنوانها 1996 - طفولة الماء.
    كتب أكثر من كتاب عنه وعن شعره من بينها كتاب ليوسف سعيد: حرائق الشعر, إلى جانب عشرات الدراسات والمقالات في مجلات الأقلام, والشعر 69 وآفاق عربية, وفصول في كتب, كما أصدر عنه حميد المطبعي كتاباً ضم سيرة حياته وشعره في (موسوعة الأدباء العراقيين).
    عنوانة: اتحاد الأدباء - بغداد.
    

كما تم تكريم الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد تثمينا لنتاجه الشعري المعبر لحالة الاغتراب وشعر المقاومة.


•    ولد في بغداد عام 1930
•    انتقل مع عائلته وعمره ثلاث سنوات إلى محافظة ميسان.. وفيها قضى طفولته وصباه المبكر متنقلا ًبين شبكات الأنهار في لواء العمارة وقضاءي علي الغربي والمجر الكبير.
•    عاد إلى بغداد طالبا ًفي الصف الثاني المتوسط، وفيها أكمل دراسته المتوسطة والثانوية والجامعية، متخرجا ًفي قسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1952.
•    عمل مدرسا ً، ومعاونا ً للعميد في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد.
•    في عام 1970 نقلت خدماته من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإعلام، فعمل فيها سكرتيرا ًلتحرير مجلة {الأقلام}، ثم رئيسا ًلتحريرها.. فمديرا ًفي المركز الفولكلوري، ثم أصبح مديرا ً لمعهد الدراسات الموسيقية، فعميدا ًلمعهد الوثائقيين العرب.
•    في عام 1980 منح درجة مستشار خاصة، وعين مديرا ًعاما ً للمكتبة الوطنية، ثم مديرا ًعاما ًلثقافة الأطفال، فمستشارا ًثقافيا ً لوزارة الثقافة والإعلام.
•    كان خلال السنوات 1970 ـ 1990، بالإضافة إلى وظيفته في:
    عضو هيئة رئاسة المجلس الوطني للسلم والتضامن في العراق.
    رئيس الهيئة الإدارية لنادي التعارف الثقافي في بغداد.
    عضو مجلس إدارة آفاق عربية.
   عضو اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى.
    عضو اللجنة المركزية لتعضيد النشر في وزارة الثقافة والإعلام.
    وهو من المؤسسين الأوائل لاتحاد الأدباء في العراق.
•    نشر أولى قصائده عام 1945، وأول مجموعة شعرية له عام 1950
•    صدرت له اثنتان وأربعون مجموعة شعرية، منها عشر مجموعات شعرية للأطفال هي أعز شعره عليه.. و مسرحيتان شعريتان.
•    حصل على الأوسمة التالية :
o    وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي / بطرسبرج 1976.
o    درع جامعة كامبردح وشهادة الإستحقاق منها / 1979.
o    ميدالية { القصيدة الذهبية } في مهرجان ستروكا الشعري العالمي في يوغوسلافيا / 1986.
o    جائزة صدام للآداب في دورتها الأولى / بغداد 1987.
o    الجائزة الأولى في مهرجان الشعر العالمي في يوغوسلافيا / 1999
o    وسام {الآس} ، وهو أعلى وسام تمنحه طائفة الصابئة المندائيين للمتميزين من أبنائها / 2001.
o    نوطي{الإستحقاق العالي } من رئاسة الجمهورية العراقية / 1990
o    جرى تكريمه ومنحه درع دمشق برعاية وزير ثقافة الجمهورية العربية السورية، في 24 و 25 / 11 / 2008 بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية، وحضر التكريم عدد من كبار الأدباء العرب، وألقي فيه عدد كبير من البحوث والدراسات.
•    كتبت عنه الموسوعات العالمية التالية :
o    موسوعة{Men and Women of Distinction } كامبردج ـ لندن / 1979.
o    موسوعة { Dictionary of International Biography }لندن / 1979.
o    موسوعة { MEN OF ACHIEVEMENT }كامبردج ـ لندن / 1980.
o    موسوعة { WHO IS WHO } كامبردج ـ لندن / 1981
•    ترجم الكثير من شعره إلى مختلف اللغات :
    فقد نشرت له في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة { قصائد مختارة }.. قامت بترجمتها في جامعة كولومبيا في نيويورك كل من الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي ، والدكتورة لينا الجيوسي ، والشاعرة الأمريكية ديانا هوفاسيان.
    ترجمت له أربعة آلاف بيت من الشعر إلى اليوغوسلافية عام 1989
    ترجم البروفيسور جاك برك مجموعة من قصائده ، والقسمين الأول والثاني من ملحمته { الصوت } إلى اللغة الفرنسية.
    نشرت له مجموعة قصائد مختارة في هلسنكي بعد ترجمتها إلى الفنلندية.
    صدرت له عن دار المأمون للترجمة والنشر في بغداد مجموعة {قصائد مختارة}قام بترجمتها إلى الإنكليزية الأستاذ محمد درويش واختارها ، وكتب مقدمتها الدكتور الشاعر علي جعفر العلاق.
    هذا إلى الكثير من الترجمات الأخرى إلى الروسية والرومانية والألمانية.
•    كتب عنه وعن شعره عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
•    بقي مستشارا ًثقافيا ًلوزارة الثقافة والإعلام العراقية حتى الإحتلال
•    متزوج ، وله إبنة وثلاثة أولاد.
•    طبعت له بعد الإحتلال الأعمال التالية :
    }أنسكلوبيديا الحب } مجموعة شعرية / إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2003.
    }قمر في شواطي العمارة } مجموعة شعرية /إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2005.
o    }في مواسم التعب } مجموعة شعرية / إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2006.
o    120} قصيدة حب } مجموعة شعرية / وزارة الثقافة / دمشق عام 2007.
     }ملحمة الصوت } الطبعة الثانية / دمشق / عام 2008.
     }الحر الرياحي } مسرحية شعرية / الطبعة الرابعة / دمشق عام 2008.
    }ديوان القصائد } الطبعة الثانية / دمشق / عام 2008.
    }زبيبة والملك } عمل شعري بين الرواية والمسرح / دمشق عام 2009.

وقد قدم الدكتور ايوب ياسين كل من الشعراء الثلاثة بنبذة مختصرةعن حياتهم وابداعاتهم الشعرية والأدبية  تجدون اعلاه اهم ما تحمله مسيرة هؤلاء الشعراء الأفاضل وتحدث الدكتور بعد ذلك عن اهمية الشعر والأدب في حياة الامم والشعوب ودورهما في معارك التحرير والخلاص ، ثم بدأ الندوة بتقديم الشاعر ريكان ابراهيم لقراءة قصيدتة وهذا هو نص القصيدة :
 الرحلة إلى التوحيد
تَصورّتُه لم يكنْ
وجَنّدتُ كفَّ غروري لصَفْعِ خدودِ
يقيني
وأنكْرتُهُ عامدًا فتمشّى على رئتي وابلٌ    
من قلَقْ
وأزَّ من القلبِ صوتٌ يقولُ: أعوذُ
بربِّ الفلَقْ
تَصورتُني دونما خالقٍ
فأصبحتُ في لجّةِ الارتيابْ
أدورُ وأنفُضُ عنّي اختناقي
كما ينفُضُ عنه اللديغُ الثيابْ
***
بكتْ عينُ قلبي
ورقتْ لحالي
وقَشّرتُ عقلي بظُفْرِ سؤالي
فحصْحَصَ من لُبّهِ صَوْلجانْ
وراحَ يخاطِبُني الساجدانْ
يصيحانِ: وَيْحكَ كيفَ انتَحيْتَ
من الهَدْيِ جنبًا
وأغلظْتَ قلبًا
وكيفَ تَجرّأَ فيكَ الحِجا واللسانْ
على مَنْ له يسجُدُ النيِّرانْ
***
تَوضّأتُ لا بلْ تَوضّأ شكّي بدمعٍ مُهانْ
وقبلَ الصلاةِ اعتلى مسرحي ماردانْ
ماردٌ من حَمَأْ
لهُ رغبةٌ في الخَطَأْ
وآخَرُ من مارجٍ، في يديهِ الوثيقةُ
من ربّهِ أنْ يكونَ من المُنظَرينْ
أقمْتُ الصلاة فجرْجَرَني من ثيابي
وتَلَّ يديْ للجَّبينْ
فصِحتُ: توضّأْ لتُصبِحَ مِثلْي
وحينَ توضّأَ هادَ وخابتْ بهِ لُعبْةُ
الماكرينْ
***
وقفتُ على شُرفْةِ الروحِ أستطلِعُ المِهرجانْ:
نجومًا كأنَّ السماءَ لها أعينٌ في المساءْ
هِلالًا تكهّفَ بطنًا ليُصبِحَ بدرًا
وسيمَ الضياءْ
غُيومًا كأنَّ الذي قادها فارسٌ في الهواءْ
هناكَ توسدّتُ روحي،
أشدُّ على وسطي مِئْزري
وأبحثُ عنّي
فقدْ ضِعْتُ منّي
أمامَ الإلهِ الذي هالني
فاستوى فوقَ ظَنّي
***
...ومن مُضغةٍ جئتُ ثم استويتْ
فسبحانَ مَنْ بثْها نَفْخةً
بها صرتُ حيًا وقد كنتُ مَيْتْ
ووزّعَ نفسي على مِفرقينْ:
فعقلٌ ببيتٍ وقلبٌ ببيتْ
***
تصوّرْ لو ٱنَّ الخلودَ نصيبي
بقيتُ هنا أتمنّى لو ٱنّي أموتُ
لألقى حبيبي
فسبحانّه صيّرَ الموتَ جسرًا
إلى ملتقاهْ
وهل يبتغي المرءُ من مُنيةٍ
أعزَّ من اللهِ وهو يراهْ
***
تصورْ لو ٱنَّ الخلودَ نصيبُ البشرْ
لصالَ وجالَ بها مَنْ كفَرْ
وأصبح بوذا
نظيرَ يهوذا
ونيرونُ روما
مَلاكًا على ما بهِ من خَطَرْ
***
أنا شاعرٌ من سنيِّ الصَغِرْ
وعلَّمني الجوعُ أنْ أمدحَ المترفينْ
وروّضني الخوفُ أن أشكرَ الحاكمينْ
لقد كنتُ غضًّا وتعظُمُ عندي الصغائرْ
وكنتُ أراهم كبارَ العساكرْ
وحين انجلى زُخرفُ اللهِ عندي
ندِمْتُ عليَّ
وآلمَني أنّني كنتُ شاعرْ
***
نأى فاقتربتُ
دنا فابتعدتُ
تمدّدتُ فوقَ مساميرِ روحي
تعلَقتُ في قَشّةٍ من عُلاهْ
وطالبتُهُ أنْ أراهْ
وكان يراني
وقد أوقدَ النورَ في ناظري
ناظراهْ
فأغمضْتُ عيني
وأغلقتُ قلبي
فصارَ على القلبِ وقعُ هُداهْ
***
... ولي جسدٌ ربما لا يُجيدُ
الوقوفَ لخالقِهِ في صلاةْ
وفمٌ ربما قايضَ الصومَ في رَمَضَانَ
بما قد يكونُ اشتهاهْ
جسدٌ أو فمٌ هكذا
ولكنَّ قلبي الذي قد يراني
ولستُ أراهْ
هو الراكعُ المُنحني دائمًا للإلهْ
***
تأبّطتُ رأسَ المخافةِ مِنهُ
ركضتُ، وثوبي بسِنّي، أُفتّشُ عنهُ
وحينَ اجتهدتُ إلى أن جهدتُ
غفوتُ، فأهدى ليَ النومُ سرَّ الحكايةْ
وأدركتُ ربّي
ضياءً بلا موقدٍ
وضيفًا بلا موعدٍ
ينوّرُ قلبي
***
هي الشمسُ تجري إلى مُستقرٍّ لها
وكان أبو الأنبياءِ يُفتّشُ عن ربّهِ حَولَها
يقولُ لها حينما تَختفي:
رويدًا، قِفي
أأنتِ الإلهُ الذي مِنْ سنينْ
أُناجيهِ سرًا، وها... قد أفِلْتِ
فكيفَ يكونُ إلـهيٰ من الآفلينْ؟
***
من جمودِ الصنمْ
من الجاهلينَ بأنَّ الوجودَ نَقيضُ
العدَمْ
منَ الناكرينَ لكلِّ النِعَمْ
من الفاقدينَ الهُدى والنُهى
يقومُ الدليلُ عليهِ إلـهًا
لهُ سِدْرةُ الـمُنتهى
وللملحدينَ الأسى والألمْ
***
على خَشَبِ النافذةْ
بقُرْبِ سريري، يَدقُّ بمنقارهِ بُلبلٌ
قُبيْل السَحَرْ
فأصحو لأقرأ في صوتِهِ
بأنَّ الضياءَ ابتدا والظلامَ
انحسرْ
فسبحانه مُولجِ الليلِ بطنَ النَّهارْ
وسبحانهُ راسمًا صورةً للجمالِ
بدونِ إطارْ
***
من الدودِ في جَامدٍ من صخورْ
من الغيمِ يركضُ شرقًا وغربًا
ليَسقي الزهورْ
من البحرِ يهدأُ حيناً وحينًا يثورْ
من الذئبِ يقسو على غيرِهِ
ويحضُنُ أطفالَهُ في حُبورْ
من النفسِ، فاضلةً في النهارِ
وفي الليلِ داعرةً بالفجورْ
يقومُ الدليلُ لدى صاحبِ العقلِ
مثلي، ويسمو الشعورْ
بأنَّ وراءَ الخفايا إلهًا يدبِّرُ
كلَّ الأمورْ
***
أخاطبُ كلَّ النساءِ اللواتي تعشّقنَ شِعري
وطالبْنني بنشيدِ الغزَلْ
أخاطبُ أُمّي على قبرِها، كنتُ أرتادُهُ
 

لألبسَهُ حُلّةً من قُبَـلْ
أخاطبُ في والدي عفْوَهُ
إذا ما رآني شَحيحَ المُقلْ
أخاطبُ كلَّ زعيمٍ قويٍّ
تعلّمَ مني خطابَ الدجَلْ
أخاطبُ ضَعْفي أمامَ البريقِ الذي
في الأملْ
أخاطبُهمْ كلَّهمْ
بأنْ يعذروني إذا وجدوني
تغيرتُ فيهم وصرتُ بخيلًا بشعرِ
الغزلْ
فما عُدتُ أصلحُ إلا لربّي
وما عادَ قلبي
مكانًا لغيرِ إلهِ الأزَلْ
فأوقفتُ شعري على بابِهِ
يصلّي طويلًا بمحرابِهِ
ويَحني لهُ هَامهُ في خَجَلْ .

بعد ذلك تم تقديم الاستاذ الدكتور عزمي الصالحي وهو الاديب والناقد والتربوي والسفير سابقا لتقييم القصيدة ونقدها وقد كان في روعة الكشف الموضوعي للتصوير الفني الرائع لمشاهد التوحيد كما سطرها الشاعر ريكان في تفعيلته مستشهدا بإمهات ابيات الشعر العربي وفطاحل الشعر والأدب ابتداء من المتنبي وانتهاء بالسياب  في وصف واستعراض شعري جميل لوصف مشاهد مشابهة  كما استعرض طرح الإشتقاقات اللغوية لما جاء في القصيدة من ألفاظ وكلمات ثم تابع الحديث بعد ذلك باستعراض اهم المطبات النقدية للتفعيلة وزنا ومعنى وتسلسلا لينهي الحديث ببالغ الاطراء والتهنئة للشاعر ريكان ابراهيم وفائقية قصيدته الرائعة التي استوجبت التقدير والفوز بالجائزة بجدارة .
تم بعد ذلك تقديم الاستاذ الشاعر حميد سعيد للحديث عن القصيدة والشاعر ريكان ابراهيم واستعرض باقتضاب متابعته الشخصبة لنتاج الشاعر منذ بدايات نظمه والمراحل التي مر بها ابداعه الشعري والأدبي ، ثم استعرض مقاطع من القصيدة وأشاد بقيمتها التصويرية والفنية والأدبية وهنأ الشاعر واشاد بنتاجاته ومؤلفاته .
ثم جاء بعد ذلك دور الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد فقرأ مطلع قصيدة تحت النظم :
ما تشائين فأعصفي يا رياح   ليس يخشى السقوط هذا الجناح



تبعها بعد ذلك بقصيدة سفر التكوين الرائعة :
عندَما كـُـوِّرَتْ
عندَما كلُّ آياتـِها صُوِّرَتْ
قيلَ للشمس ِأن تـَستـَقيمَ على مَوضع ٍلا تـَغيبْ
وَلـِلـنـَّجم ِكـُنْ أنتَ منها قريبْ
ثمَّ خـُط َّعلى الأرض ِمُنعَـطـَفانْ
تـَبَجَّـسَ بينهُما الماءُ ،
وانحَسَرَتْ آيـَتـانْ
بمُعجـِزَةٍ تـَجريانْ
فالتـَقى الفجرُ بالـلـَّيـل ِ
والنارُ بالسـَّيل ِ
كلٌّ بأمرٍ يُسـاقْ
وأتى الصَّوتُ :
كـُونـي ..
فكانَ العـراقْ !

فـَجْرُ كلِّ الحَـيـاة
مَهدُ كلِّ الـنـُّبوّات
مِن عَهـدِ آدَمْ
والحَضاراتِ مِن عَهدِ أورْ
بَـدْءُ كلِّ العـصورْ
مُنـذ ُميلادِ سومَـرْ
والشموسُ جَميعا ًعـليها تـَدورْ

أشرَقـَتْ شمسُ بابـلْ
ثمَّ ضاءَتْ أكـَدْ
ثمَّ آشـور ،
ألقـَتْ إليها الدُّهـورْ
بـِمَقالـيدِها ..
ثمَّ أغفى القـَدَرْ
واسـتفاقْ
كانَ نـَجمُ العـراقْ
ساطعا ًفي الحَـضَرْ .. !

وأقـبـَلـَتْ بغـدادْ
حاملة ًشموعَ ألفِ ليلةٍ ولـَيـلـَه
وصوتَ شهرزادْ
وأجملَ الأحلام ِعن أشرِعَةِ السِّـنـد بادْ ..

وكانَ الرَّشـيدْ
وكانَ لها ألـفُ فجـرٍ جَديـدْ
ثمَّ أخنى عليها ظلامٌ مَديدْ
إلى أنْ تـَلألأ في لـَيـلـِها
سَـنا كوكبٍ جاءَها يومَ عـيدْ ..

مَن يَعرفُ العـراقْ ؟
يَعرفُ كيفَ تـَلـتـَقي السُّهولُ والجبالْ
الضَّوءُ والظـِّلالْ
الواقعُ والخـَيالْ
والمُمكـِنُ والمُحالْ .. ؟

مَن يَعرفُ العـراقْ ؟
مَرْفأ ُفـُلـْكِ نـُوح
في طوفانـِهِ العظيمْ
وَبََيتُ إبراهيمْ
أسرَجَ فـيهِ نـُورَهْ
وَمُرتـَقى شامشْ
وصَوتُ كلكامشْ
في مَدارِجِ الزَّقـورَهْ ..
والرُّقـُمَ المُغـَلـَّقـَهْ
والماءُ يَجري صاعدا ًبـِقـُدرَةِ المَجهول ِللجَنائن ِالمُعَـلـَّقـَهْ !

مَن يَعرفُ العـراقْ ؟
مَن الذي يَعرفُ أيُّ قـَدَرٍ يـُقـيمْ
في هذهِ الأرض ِالتي شاءَ لها القـَدَرْ
أنْ تـَلـتـَقي في جَوفِها الجَنـَّة ُوالجحيمْ ؟!

هاهوَ ذا ..
ما ضاقَ يَـوما ًحَولـَهُ الخـناقْ
إلا رأيـتَ ماردا ًمِن نـَومِهِ اســتـَفـاقْ
فضَجَّ حتى تـَسـتغـيثَ السَّبعَة الطـِّباقْ
مِن هَـول ِما دماؤهُ تـُراقْ !

هذا هو العـراقْ
بالأمس ِيـَومَ نـَكـَّسـَتْ رؤوسَها الرِّجـالْ
وَكادَ أنْ يَبكي على هاماتِها العِـقـالْ
كانَ العـراقُ هـامُهُ كـَقِـمَم ِالجـبـالْ ..

دارَتْ رَحى الـقـتـالْ
وَذ ُبـِّحَ الـرُّضَّعُ والشـُّيوخُ والأطفالْ
وَبـَقـيَتْ هـاماتـُهُ شـُمّا ً.. وما تـَزالْ .. !

هوَ العـراقُ..سـَلـيـلُ المَجدِ والحَسَبِ
هوَ الـذي كلُّ مَن فـيهِ حـَفـيدُ نـَبي !
كأنـَّما كـبـريــاءُ الأرض ِأجمَعـِهـا
تـُنـْمَى إلـيهِ ، فـَما فـيها سـِواهُ أبي !
هوَ العراقُ ، فـَقـُلْ لـِلدائراتِ قـِفي
شاخَ الزَّمانُ جَميعا ًوالعراقُ صَبي !
بعد ذلك ألقى الشاعر قصيدة يا نائي الدار وهذا هو النص:

هُم يَلوحـُون .. لا أصواتـُهُم تـَصِلُ
لا الدار ، لا الجار ، لا السُّمّار ، لا الأهَلُ
وأنتَ تـَنأى ، وَتـَبكي حولـَكَ السـُّبـُلُ
ضاقـَتْ عليكَ فـِجاجُ الأرض ِيا رَجُـلُ !

سـَـبعـينَ عاما ً مَلأتَ الكـَونَ أجنِحَـة ً
خـَفـْقَ الشـَّرارِ تـَلاشـَتْ وهيَ تـَشـتـَعِـلُ
لا دَفــَّأتـْـكَ ، ولا ضاءَ الـظـَّلامُ بـِهـا
طارَتْ بـِعُـمرِكَ بَـيْـنـا أنتَ مُـنـْذهـِلُ
تـَرنـُو إلـَيهـِنَّ مَبهـُورا ً.. مُعـَلـَّقـَـة ً
بـِهـِنَّ روحُـكَ ، والأوجـاعُ ، والأمَلُ
وَكـُلــَّما انـطـَفـَأتْ منهـُنَّ واحـِـدَة ٌ
أشـاحَ طـَرفـُكَ عـَنهـا وهوَ يـَنهـَمِلُ !

سـَبعـونَ عـاما ً..وهذا أنتَ مُرتـَحِـلٌ
ولـَسـتَ تـَدري لأيِّ الأرض ِتـَرتـَحِـلُ !
يا نـائيَ الـدّار.. كلُّ الأرض ِمُوحِـشـَة ٌ
إنْ جـِئتـَهـا لاجـِئـا ًضاقـَتْ بـِهِ الحِـيَـلُ !
وكـنـتَ تـَملـِكُ في بغـــدادَ مَملـَكـَة ً
وَدارَ عـِزٍّ عـَلـَيـهـا تـَلـتـَقي المُقـَـلُ
وَالـيَومَ ها أنتَ ..لا زَهـوٌ ، ولا رَفـَلُ
وَلا طموحٌ ، وَلا شـِعـرٌ ، وَلا زَجَـلُ
لكـنْ هـمومُ كـَسـيرٍ صـارَ أكبـَرَهـا
أنْ أيـنَ يَمضي غـَدا ً..أو كيفَ يـَنتـَقـِلُ !

يا لـَيـلَ بغـداد.. هـَلْ نـَجـمٌ فـَيـَتـبـَعُـهُ
مِن لـَيـل ِباريس سـَكرانُ الخُطى ثـَمِلُ
الحـُزنُ والـدَّمعُ سـاقـيـهِ وَخـَمـرَتـُهُ
وَخـَيـلـُهُ شـَوقـُهُ .. لـَو أنـَّهـا تـَصِـلُ
إذ َنْ وَقـَفـتُ على الشـُّـطآن ِأسـألـُهـا
يا دَجلـَة َالخـَير،أهلُ الخـَيرِ ما فـَعَـلوا ؟
أما يَـزالـونَ في عـالي مَرابـِضِهـِم
أم مِن ذ ُراهـا إلى قـِيعـانِها نـَزَلـوا ؟
هَل استـُفـِزُّوا فـَهـِيضُوا فاستـُهـِينَ بهـِم
عـَهـِدتُ واحـِدَ أهـلي صَبـرُهُ جـَمَـلُ !
فـَأيُّ صائح ِمَوتٍ صـاحَ في وَطـَني
بـِحَيثُ زُلـزِلَ فيـهِ السـَّهـلُ والجـَبـَلُ ؟
وأيُّ غـائـِلـَة ٍ غـالـَتْ مَحــارِمـَهُ
وما لـَدَيـهِ عـلى إقـصـائِهـا قـِبـَـلُ ؟
يا دَجلـَة َالخَيرِبَعضُ الشـَّرِّ مُحتـَمَلٌ
وَبـَعـضُه ُليسَ يُدرَى كيفَ يُحـتـَمَلُ !

خـَيرُ الأنـام ِالعـراقـيـُّونَ يا وَطني
وَخـَيرُهُم أنَّ أقـسى مُرِّهـِم عـَسـَلُ !
وَخـَيرُهُم أنـَّهـُم سـَيفٌ .. مروءَتـُهُم
غـِمْدٌ لـَهُ..والتـُّقى ،والحِلـْمُ ،والخَجَلُ
وهُم كـِبارٌ .. مَهـيـبـاتٌ بَـيـارِقـُهـُم
شـُمٌّ خـَلائـِقـُهُم .. خـَيـَّالـُهُـم بَـطـَلُ
لا يَخفِضونَ لـِغـَيرِ اللهِ أرؤسـَهـُم
ولا يـَنامونَ لو أطفـالـُهـُم جَفـَلـُوا
فـَكيفَ أعراضُهُم صارَتْ مُهَتـَّكـَة ً
وَحـَولـَهـُنَّ سـتـورُ اللهِ تـَنـسـَدِلُ ؟
وكيفَ أبوابـُهُم صارَتْ مُشـَرَّعَة ً
لـِكلِّ واغـِل ِسُـوء ٍبـَيـنـَهـا يَغـِلُ ؟
وكيفَ يا وَطنَ الثـُّـوّارِ داسَ على
كلِّ المَحـارِم ِفيكَ الـدُّونُ والسـَّفـِلُ ؟
أهؤلاء ِالذيـنَ الـكـَونُ ضاءَ بـِهـِم
وَعَلـَّموا الأرضَ طـُرّا ًكيفَ تـَعتـَدِلُ
وَمَنْ أعانـُوا،وَمَن صانـُوا،وَمَن بَذ َلوا
وَمَن جَميعُ الوَرى مِِن مائِهـِم نـَهَـلوا
دِماؤهُم هذهِ التـَّجـري ؟..هَـياكِـلـُهُم
هـذي؟؟..أقـَتـلى بأيْدي أهـلِهـِم قـُتِـلوا ؟
تـَعـاوَنَ الكـُفـْرُ والكـُفـّارُ يا وَطني
عـَلـَيهـِمو..ثمَّ جـاءَ الأهـلُ فاكتـَمَلـُوا !

يا ضَوءَ روحي العـراقيـُّين..يا وَجَعي
وكبـريائي .. ويا عـَيني التي سـَمَلـُوا
أنتـُم أضالـِعُ صَدري ..كلـَّما كـَسـَروا
ضلعـا ً أحِـسُّ شـِغـافي وهوَ يَنبـَزِلُ
فـَكيفَ تـَجـرؤ ُ يا أهـلي بَـنـادِقـُكـُم
على بـَنـيكـُم ولا تـَندى لـَكـُم مَقـَلُ ؟
وكيفَ تـَسـفـَحُ يا أهلي خـَنـاجـِرُكُم
دِما بَـنـيـكـُم ولا يَـنـتـابُهـا شـَلـَلُ ؟
وكيفَ يا أهـلـَنـا نالـُوا مروءَتـَكـُم
فأوقـَعـُوا بـَينـَكـُم مِن بَعدِ ما انخـَذلـُوا؟
يا أهلـَنـا.. ليسَ في حَـربِ العـِدا خـَلـَلٌ
بـَلْ قـَتـلـُكـُم بَعضُكـُم بَعضا ًهوَ الخـَلـَلُ
لا تـَكسِروا ضِلعـَكـُم أهلي فـَما عُرِفـَتْ
أضلاعُ صَـدر ٍلـِكي تـَحميـه ِتـَقـتـَتـِلُ
فـَدَيـتـُكـُم أنـتـُم الـبـاقـُون .. راحـِلـَة ٌ
هـذي المُسـوخُ كـَما آبـاؤهـُم رَحـَلـُوا
فـَلا تـُعـينـُوا عـليكـُم سـافِحي دَمِكـُم
كي لا يـُقـالَ أهـالـيـهـِم بـِهـِم ثـُكِـلـُوا
صُونـُوا دِماكـُم ، فـَيَوما ًمِن قـَذارَتـِهـِم
كلُّ العــراق ِبـِهـذا الـدَّمِّ يَغـت
وفي ختام الندوة تم تقديم شهادات تقديريه باسم الجالية حيث قدم الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الدكتور ريكان ابراهيم شهادته فيما قدم الدكتور عبد الكريم هاني الشهادة التقديرية للإستاذ الشاعر حميد سعيد وقدم الدكتور عمر الكبيسي الشهادة التقديرية للأستاذ الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وسط تصفيق وحماس واعجاب الحاضرين.
ختم الدكتور ايوب ياسين الندوة بعد تقديم الشكر والإمتنان للمشاركين والحضور.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

710 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع