بقلم : سالم ايليا
لا أعتقد من انّ هنالك مواطن عراقي واحد تفاجأ بدعوة رئيس الجمهورية لرؤساء الكتل المافيوية للإجتماع في الثاني من شهر آذار الجاري للتباحث على كيفية الخروج من الأزمة الإقتصادية المؤثرة في الشارع العراقي المقرونة بالأزمة السياسية وتداعياتها المتمثلة بالتفجيرات الأخيرة في بغداد وديالى والتي ذهب ضحيتها الأبرياء من الكسبة الذين كانوا يصاروعون الجوع هُم وعوائلهم ، فحصدتهم مناجل الطائفية التي حركتها نفس الأحزاب المجتمعة تحت مظلّة عرّابها .
لقد باتت مناوراتهم واضحة كلّما إشتد وطيس التظاهرات الجماهيرية وأوارها ، خاصة بعد دعوة السيد مقتدى الصدر لأنصارهِ بالخروج في تظاهرات (مليونية) في ساحة التحرير ببغداد وساحات الإعتصام في المحافظات العراقية الأخرى والتي زامنتها إنطلاقة الشرارة الأولى لثورة الدماء الشابة من طلبة جامعة المثنى في مركز مدينة السماوة رائدة ثورة العشرين التي لا يزال العراقيون يتغنون بأمجادها ومگوارها الذي هزّم الطوب الإنكليزي وأجبر المحتل على الجلاء من العراق وإعلان الدولة العراقية الحديثة .
لقد قالتها الفضائيات الوطنية الحرّة وعلى لسان شرفائها من خطباء المنابر الوطنية ومن خلال برامجها التوعوية من ان هذا الإجتماع ما هو إلا ذراً للرماد في العيون ، ومحاولة فاشلة لخلط الأوراق ، ومورفين فقد صلاحيته لتخدير الشعب .
فكل من حضر هذا الإجتماع باطل ـ ـ وكل ما تمخض عنه هذا الإجتماع باطل ـ ـ وكل ما أتخذ فيه من قرارات فهي باطلة ، وسوف لن ترى النور لأنها بالتأكيد سوف لن تتضمن اي قرار لمصلحة الشعب الثائر، وإنما ستتضمن إعادة توزيع الأدوار من جديد وتبادل المواقع السلطوية للإستمرار في نهب الثروة الوطنية ، والضغط أكثر على صدور العراقيين لخنق أنفاسهم التي لا تكاد تستنشق الهواء المؤبوء برائحة جثث أبنائهم التي حصدتها مفخخات المطابخ الحزبية السلطوية للأعضاء المجتمعين .
وليعلم المجتمعين من ان حل المشكلة في غاية البساطة ولا تحتاج لحضورهم الى خيمة المئة وواحد !!، وسيرهم على السجّاد الأحمر وإجتيازهم لدهاليز الغرف المظلمة للقصر السلطوي الذي فقد إسمه الجمهوري منذ عقودٍ خلت !! ، والتي كانت في يومٍ من الأيام تشع بأنوارها وقراراتها لخدمة الشعب ـ ـ نعم فالحل البسيط يكمن في إرجاع كل الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة العراقية ـ ـ خزينة الشعب ، والحل يكمن أيضاً يا أيها المجتمعون بتجفيف منابع إرهابكم وقتلكم للمواطن العراقي وهو ذاهب الى عمله أو جالس على صفيحة معدنية في سوقٍ بائسٍ كبؤسه يبيع الحاجيات البسيطة على أمل العودة مع غروب الشمس الى بيته محملاً بأرغفةِ الخبز المجبولة بعرقه لإطعام أفواه أطفاله المفتوحة الجائعة ، لكنه يعود اليهم أشلاءً ممزقةً ليزيد من غزارة دموعهم وأنينهم .
نقول لهؤلاء السرّاق : أنّ الداء مُشخّص والدواء معلوم وهو إنسحابكم من المشهد السياسي ورفع أيديكم عن العراق وإسترجاع ما سلبتموه من المال العام والعقارات والمراقد وتسليم دفة إدارة الحكم بيد الوطنيين الحقيقيين ـ ـ وإن لم تفعلوا فسيكون يوم حسابكم ليس ببعيد وعندها سوف لن يكون لديكم متسع من الوقت للحيلولة دون وقوع ما قد حصل للذين طغوا من قبلكم من عتاة السلطة ومغرياتها .
1157 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع