رواية وردة التوليب السوداء / من روائع الأدب العالمي /ح١٢

                                                             

                                 د.طلعت الخضيري

        

      

  

                   الحلقة الأخيرة

مصير ألسجين
لقد إستمرت ألسفره طول ألنهار ، فبعد أن إجتازت ألعربه دوردرخت ، وصلت بعد ذلك إلى مدينه  روتردام ، ثم إلى مدينه دلفت ، وحاول خلالها كورنوليوس أن يستفسر من الظابط عن  وجهتهما دون أن يجيبه ألأخير عن  أسئلته ..
وقضيا  ألليله  نياما في ألعربه ، واستمرت ألعربه في مسيرتها صباح  أليوم ألتالي فمرا بمدينه لايدن، وأخيرا وصلا إلى  مدينه هارلم، ولم يكن للسجين أي علم بما كان يدور في تلك المدينه.
ولنتذكر أن  روزا ،و حبيبتها ألورده ألسوداء ، قد  تركتا حسب أمر ألأمير ، في دار رئيس ألبلديه ،  وفي ألمساء قدم رسول من قبل ألأمير ،وطلب من روزا مرافقته إلى مبنى  بلديه ألمدينه ، وهناك  وفي صاله ألإجتماعات وجدت ألأمير وهو مسترسل في ألكتابه ، وفي جانبه  كلبه ألأمين. وبعد  قليل  رفع ألأمير رأسه وعندما  شاهد  روزا، خاطبها وبدون  أن يكف عن ألكتابه :
- تعالي أيتها  ألآنسه، واجلسي بقربي.
ثم أضاف بعد أن جلست كما أمرها..
-  إنناهنا لوحدنا لذا  دعينا  نتحدث.
وأخذت روزا  ترتجف بالرغم من طيبه إستقبال ألأمير لها  ثم همست:
-  إنني  تحت أمر سموكم.
-   إن لديك أب  في لوفشتاين؟
-  نعم يا صاحب  ألسمو.
-  إنك  لاتحبين أباك؟
- قد لا أحبه ، كما يجب أن تحب  ألإبنه أباها.

- إنه ليس  بجيد أن لا تحب  ألإينه أباها ، ولكنه جيد إنك قلت لأميرك حقيقه ما تشعرين به. ، لماذا إنك لا تحبين أباك؟
-  إن والدي فض  الطباع.
-  ماذا تعنين أنه فظ ألطباع ، ومع من إنه يكون كذلك؟
-  إنه غليظ وفظ  مع ألسجناء.
-  مع ألجميع؟
-  نعم مع ألجميع.
-  هل  تستطيعين أن تقولي لي  بدقه ومع من منهم؟
-  إنه يختص كورنوليوس فان  بيرل ألذي هو..
-  عشيقك.
وتراجعت ألمسكينه مندهشه قم قالت بكبرياء:
-  إنه ألذي أحبه.
 - ومنذ مده  طويله ؟
-  منذ  أللحظه ألأولى ألتي ألتقيت به.
-  ومتى  كان ذلك.
-  في أليوم التالي لمقتل أقربائه كورنيل وألبير  فان ويت.
وحاول ألأمير أن يخفي مشاعره واستمر في إستجوابها:
-  وما  فائده  حبك لسجين سيقضي كل حياته في ألسجن؟
- إنني أحب أن أخفف آلامه  خلال حياته أو موته في سجنه.
-  وهل تقبلين مثلا  أن تكوني زوجه لسجين  ؟
-  سأكون أسعد إمرأه لوكنت زوجه كورنوليوس  فان بيرل ولكن ..
- ولكن  ماذا؟
-لا أجسر أن أقوله يا صاحب ألسمو.
-  إن هناك نبره أمل في كلامك ، فماذا تريدين أن تقوليه؟
ونظره ألفتاه نظره  إستعطاف نحو ألأمير ألذي أردف قائلا:
- لقد  فهمت إنك تنتظرين مني؟
- نعم ياسيدي.
ولم يضف ألأمير شيئا وإنما ختم ألرساله ألتي أمامه ، واستدعى مساعده ألظابط  ديكن وأمره ألذهاب بالرساله إلى حاكم قلعه  لوفشتاين  ، وتنفيذ  ألأمر ألذي كتبه إلى حاكم  ألقلعه. ونفذ ألظابط ألأمر  حالا  وتوجه كما ذكرنا سابقا نحو ألسجن.
توجه ألأمير نحو روزا وخاطبها  بلطف :  
-  إن بعد غد ، يا إبنتي ‘ هو يوم ألأحد ،  وسيقام به إحتفال ورده ألتوليب ألسوداء ،  ومنح ألجائزه لمن يستحقها ، هاك  خمسمائه فلوران  لتشتري به أجمل ثوب  ،  لتحضري أمامي في ذلك أليوم ، لأنني أرغب أن يكون ذلك أليوم يوم عيدا لك أيضا.
- وكيف تريد سموكم أن يكون ثوبي؟
- إختاري ثوب عروس من منطقه بلدك  ألفريزون ، فذلك  يلائمك.
مدينه  هارلم
لنصف  هذه ألمدينه ألجميله إلتي وصلت أليها روزا قبل أيام ووصل إليها  كورنوليوس بعد ذلك ، إنها  مدينه إشتهرت  بمزارعها  ، ومؤخرا بزراعه ألأوراد ، وأخصها  ورده ألتوليب كما إشتهرت بصناعه الأجبان، لذلك تميزت بذلك عن مدينه أمستردام ـ مقر  ألأعمال ألتجاريه ، ومدينه لايدن ، مدينه ألعلم وألجامعات وألمتاحف ، أو مدينه روتردام أهم موانىء غرب أوربا.
وكما سبق أن ذكرنا بما يخص  ورده ألتوليب ألسوداء فقد حدد يوم 15 مايس 1673 لتسليم ألجائزه وقدرها مائه ألف فلوران إلى من يثبت  ملكيتها ، وهي ألورده ألسوداء  ،ألخاليه من ألشوائب، وذات لون  أسود  متجانس ،  لم يسبق لأحد  ألحصول عليها من قبل ، بالرغم  من إكتشاف ألوان كثيره ومتعدده لورده ألتوليب.
لذا قررت ألمدينه أن ذلك  أليوم سيكون عيدا وطنيا ، يحضره ألأمير وليم  أورانج ، وهو الذي  سيبت في ملكيتها ،و يسلم ألجائزه إلى  من سيستحقها ، وشارك ألأهالي ، وهم فرحون ، في تزيين ألمدينه وإظهارها بأجمل  مظهر.
عندما حل  يوم الإحتفال ، نصبت منصه أمام دار ألبلديه  ، وزينت بألأوراد ، لتكون مجلس ألأمير وحاشيته ألمقربه  ، بينما  جلس حولها أعيان ألمدينه ورجال ألجيش  وأعضاء ألحكومه ،وبدأ  ألحفل  بمسيره  في  شوارع ألمدينه ،  يتقدمها رئيس ألبلديه فان سيستن ، وأعضاء ألمجلس ألبلدي ، وأعضاء  جمعيه ألمزارعين، وتتقدمه فرقه موسيقيه، تعزف  ألحانا  شجيه ، ثم يسير خلفها ألعالم ألمزيف  بوكستر( جاكوب)وهو في غايه ألسعاده ،  وعلى يمينه محفه  ، حملها أربعه رجال  ، وضعت عليها عروس ألحفل  ، ألتوليب ألسوداء، وقد وضعت على وساده من ألحرير ألأبيض ،  مطرزه بنقوش  ذهبيه ، وعلى يساره مبلغ ألمكافئه ، أي ألمائه ألف فلوران .
ومن ألمنتظر ، بعد وصولهم إلى  المنصه ، حيث ستوضع ألنبته وألمكافئه  جنبا  إلى  جنب  ، على طاوله مزينه بالورود ، ثم يصل بعد قليل ألأمير وليم أورانج ،  ليعلن إسم ألفائز ،ويهبه  ألمكافئه.
وعند وصول ألمسيره إلى أحد ساحات  ألمدينه  ، تجمع حول  محفه ألنبته أجمل فتيات ألمدينه ،لمصاحبتها حتى وصولها إلى منصه ألإحتفال.
ألمصير  ألمجهول
ومادمنا مع ألقارىء في تلك  ألساحه، وقد تجمع الناس حول موكب ألورده  ألمعجزه ،وعلت ألهتافات ، ولا زالت فرقه ألموسيقى  تعزف أشجى ألحانها ، علينا أن نلاحظ  أن هناك  مركبه تمر في تلك ألساحه ، ولم تكن  تحمل إلا صديقنا  ألمنكوب كورنوليوس  ، مع حارسه ألظابط  ، لتتجه نحو مكان ما ، لا يعرفه غير الظابط.
وأخذ ألسجين عبر  نافذه  ألعربه يتأمل ما يدور في  الساحه ، وقد إظطرت  ألعربه أن  تتباطأ في سيرها ،وسط تلك ألجموع  ألحاشده.
وتجرأ ألسجين أن يسأل الظابط ، بالرغم أن  ألظابط لم  يجيبه على أكثر إستفساراته فيما قبل:
- ماذا يجري هنا يا سيدي ألظابط ؟
-  إنك  كما  ترى ،أن  هناك  عيد واحتفال.
- آه إنه عيد؟  قالها ألمسكين وهو في حالته ألمزريه ، لم يكن يأبه لمثل مايجري من مسره للناس.
وبعد أن تقدمت ألمركبه بعض خطوات، سأل ألسجين مره أخرى:
-  هل هو ألعيد ألسنوي  لمدينه هارلم؟ لأنني أرى ألكثير من ألورود.
-  نعم إنه عيد به أهميه كبيره إلى ألورود ،  أيها ألسيد.
- آه ألروائح ألزكيه ، ألألوان ألجميله.
ونادى ألظابط ألحوذي ،وطلب منه ألتوقف  ، ليستمتع ألسجين برؤيه ما يجر ي في ألساحه،
إنها بادره من ألعطف وألرحمه ، ألتي يتمتع بها ألعسكريون أحيانا.
-  شكرا ياسيدي إنني لست بحاجه لذلك  ، إن سرور  ألآخرين هو بمثابه حزن  بالنسبه لي ، لذا لا حاجه لي أن أرى مايجري حولي.
-  سأفعل كما  تريد ، ولكنني ظننت وأنت من  محبي ألورود ، أن ترى ألورود ،  وبالأخص  تلك ألورده  ألتي يحتفل بها أليوم.
-  وماهي تلك ألوروه ياسيدي؟
-   إنها ورده ألتوليب.
-  ورود  ألتوليب ؟إنه  أليوم عيد ورود ألتوليب؟
- نعم ،ولكنك مادمت  لاترغب مشاهده هذا  ألمنظر ، لنستمر بالسير إذا.
وتأهب ألظابط ليأمر ألحوذي بسير ألمركبه ، ولكن كورنوليوس  أصابه شك  محزن  ،إجتاز  مخيلته فسأل  بصوت  مرتجف:
-  سيدي ، هل هو أليوم موعد إعطاء  ألجائزه ؟
-  نعم إنها جائزه ورده  ألتوليب  ألسوداء.
عند سماع ألشاب ذلك ،إ وجهه وأخذ ألعرق يتصبب من  جبينه , وأخذت أطرافه ترتجف.
ثم أخذ يفكر ( كيف سيكون هناك  عيد ،  مادام  هو مكتشفها  ، سيكون غائبا  وكذلك  ستكون ألزهره ألتي   سرقت ستكون أيضا  غائبه؟) ، وعقب قائلا:
- إنه من ألمؤسف ومن ألمحزن لهم ، كماأشعر أنا ، أنهم  لن يروا  تلك  ألورده أوقد  يروها  وهي تالفه.

- ماذا تعني أيها السيد؟
-  إنني أعني  أن  لن يستطيع أحد ، ما عدا شخص  أعرفه ، أن  يعثر على تلك  ألورده.
-  إذا يجب  أن  تعلم أن  هناك شخص ، تعرفه أنت ، قد وجدها ، وجميع أهالي هارلم  يشاهدون ألآن  تلك ألورده.
وقفز ألمسكين نحو نافذه  ألعربه وهو يصرخ:
- ألتوليب ألسوداء؟ أين هي ؟ أين هي؟
-  إنها هناك على عرشها ‘ هل تراها؟
- نعم  إني  أراها.
- إذا أيها  ألسيد يجب أن نسير.
- أطلب   رحمتك  ،  وشفقتك ، دعني أتمتع  برؤيتها لمده  أطول. ماذا أرى هناك ؟ إنها في ألحقيقه  توليب سوداء ، وبدون  شوائب ، أتوسل  إليك ، دعني أنزل من  ألعرب  ،  لأذهب بقربها وأفحصها  جيدا.
- هل جننت ؟ وكيف أستطيع أن أدعك تفعل ذلك ؟
-  إنني أسترحمك أن تدعني أفعل ذلك.
-  ولكنك  تنسى أنك سجين.
-  نعم  إنني سجين ولكنني رجل شريف ، وأحلف  إنني لن أهرب ، دعني فقط أتمتع برؤيتها عن  قرب.
- وماذا تعني لديك ، ألأوامرألتي يجب أن أتبعها؟
وحاول ألظابط مره أخرى مناداه  ألحوذي بالسير.
واعترضه كورنوليوس مره  أخرى.
- إشفق بي ، إرحمني  ، إن كل حياتي تتوقف على هذه أللحظه وتطلب شفقتك. ,وإنني أعلم أن حياتي  لن تكون طويله ، إنك  لاتعلم ياسيدي كم أتألم ، هل هي  تلك ألورده وردتي  ألتي  تعبت أنا وروزا  في إنمائها ، دعني فقط أذهب لرؤيتها عن قرب ولو للحظه  ، لأتأكد من كل ذلك ، ثم أقتلني  بعد  ذلك إذا شئت ، لكنني  يجب أن  أراها ، نعم يجب أن  أراها.
- أسكت أيها  ألمسكين ، إن حاشيه ألأمير ومركبته  تتجه نحونا ، وإذا علم ألأمير  بما يحدث ،  فستكون نهايتك ونهايتي.
وتراجع كورنوليوس إلى مقعده ، ولكنه لم تمر نصف  دقيقه إلا وقذف بنفسه نحو ألنافذه فصاح ألظابط  بفزع  :
-  ماذا تفعل  أيها ألمجنون ، لقد مر خياله ألأمير من أمامنا ،وهذا هو سموألأمير أمام عربتنا،  ويل لك  وويل لي ،  لما سينتظرني من عقاب.
ولم  يأبه  ألمسكين أليائس لهذا ألتحذير  بل اندفع نحو ألنافذه  ،ليجد ألأمير وهو يمر أمام نافذته ، فأخذ يصيح ويسترحم ألأمير بأعلى صوته والدموع تتناثر من عينيه.
لقد  كان ألأمير متوجها إلى منصه  ألحفله ، وعندما  شاهد وسمع ذلك ألشاب وهو يصرخ ويستعطف بصوره جنونيه  ويائسه ،  ولعله  شخص تواجد  مساعده ألظابط  ، في ألعربه ألمقابله ، لذا أمر بإيقاف مركبته، ثم سأل ألظابط  ألمرافق لكورنوليوس:
-  ماذا يحصل؟
-  إنه ياصاحب ألسمو، ألسجين  في  قلعه  لوفشتاين ،ألذي أمرتني بإحضاره أمامك.
-  وماذا  يريد ؟
- إنه   يطلب باستمرار أن  نتوقف هنا.
وعندئذ  صرخ كورنوليوس وهو  يتوسل :
-   لأرى ألتوليب ألسوداء ، ياصاحب ألسمو، دعوني أراها ،   وساكون سعيدا أن أموت بعد ذلك ، وأنت   يامولاي ، ألوسيط  بشفقتك مابين ربنا وبيني.
وكان  منظرا غريبا حقا بين  رجلين  يتخاطبا من نافذتي  ألعربتين , أحدهما  له قوه ألسلطه  ،والآخر  بائس يظن أنه  سيعدم  قريبا.
وكان ألأمير ينظر  ببرود إلى ألسجين ثم وجه  أمره إلى  ألظابط:
- هل هذا  هو  ألسجين  ألمتمرد ألذي أراد  قتل  سجانه  في لوفشتاين؟
وأطرق  كورنوليوس برأسه , وقد شحب  وجهه وفكر أن هذا  ألحاكم ألقادر على مصيره ، يعلم كل شيىء  عنه ،  وسيقرر  بالتأكيد موته ، و لن  يقبل إسترحامه برؤيه  ألورده. ، لذلك إستسلم ألمسكين إلى قدره  ، مما أثار شعورا  بالشفقه والرحمه  في قلب ذلك ألحاكم ألصلب.
وخاطب ألأمير ألظابط:
 - دعه يترجل من ألعربه ويذهب لرؤيه ألورده  ،ولولمره واحده في حياته. وحاول ألسجين ألنزول من ألعربه  والركوع شاكرا ألأمير، ولكن ألأمير إستمر في مسيرته  نحو المنصه وسط هتاف ألجماهير ، وإطلاق  طلقات مدفع ، كان بعيدا  عن الساحه ،  تحيه لوصول ألأمير.
وتقدم  ألسجين نحو ألورده  يحرسه أربعه جنود ‘ فتأمل الورده بسعاده وفرح  ،وقد أحاطتها فتيات ألمدينه قرب ألمنصه ألتي جلس عليها ألآمير.
وبعد  قليل وقف ألأمير  وأخذ ينظر إلى إتجاهات  ثلاثه  ، أولها  إلى  حيث وقف ألمدعي بوكستل(جاكوب سابقا) و هو في قمه  ألسعاده  و الأمل ، وهويتأمل ألصندوق ألذي وضعت  به نقود  ألجائزه  ،والذي تأمل أن سيكون من نصيبه ، أما ألإتجاه ألثاني، ألذي نظر إليه ألأمير، فكان نحو السجين ، ألذي كان بقرب ألورده ، وهو ينظر إليها بحب وسعاده ، وقد نسي ما كان يحيطه من  واقع ، أما ألنظره  ألثالثه فكانت نحو فتاه وقفت بين عذارى  ألمدينه يصحبها ضابط  بأمر ألأمير ، وهي في ملابس مقاطعه فريزون ، بثوبها ألأحمر ،  ألمغطى بقماش من ألدانتيل  مزين بخيوط فظيه، وعلى رأسها ألقبعه ألذهبيه ، ولم تكن تلك ألفتاه إلا  روزا.
ونهض الأمير ، وبصوت  جهوري  ،  توجه  يخاطب جموع  ألحاضرين ، ألذين كان عددهم  يقارب ألخمسون  ألف فرد:
- إنكم  تعلمون لماذا إجتمعنا هنا أليوم ،إن هنك  جائزه وقدرها مائه  ألف فلوران ، كانت  قد خصصت  لمن  يكتشف ورده ألتوليب  ألسوداء،  إن  تلك ألورده  ألمعجزه هاهي معروضه  أمامكم  ألآن. ،  وقد  تطابقت  أوصافها  على ما حددته  جمعيه  مزارعوا  هارلم.
إن  تأريخ  ولادتها  ، وإسم مكتشفها  ،سيسجلان في سجل  ألشرف  لمدينه  هارلم.، فليتقدم  ألان أمامي  مكتشف  ألورده.
ورأى ألأميربوكستل و وهو يتقدم  نحوه ، والضابط ألمكلف بمرافقه روزا  يرافقها نحوه ، كذلك راى ألمسكين كورنوليوس وهو يحاول وبصوره غير إراديه أن يتحرك.
وسأل ألأمير روزا:
 -هل هذه  ألورده  تخصك ؟
-  نعم  يا سمو ألأمير.
وتمتم  كورنوليوس يخاطب نفسه:
-  إنها  تدعي إنها  صاحبه  ألورده ، إذا إنها هي التي سرقت ألورده  ، وجائت  لاستلام ألجائزه ، إذا هي خائنه ، وخدعتني  بادعائها ألحب ، هي ألتي كنت أظنها  أعز أصدقائي.
وتمتم من ألجهه ألأخرى  بوكستل:
- آه  إنني قد  أنتهيت.
وأعلن ألأمير حكمه ،وهو أن ألورده ستسجل  بإسم أصحابها ألحقيقيون  ،  وهما  روزا و كورنوليوس ، واستدعى كورنوليوس ليتقدم نحوه ، ثم وضع يد السجين بيد روزا ،  وأعلن أنه يعلن زواجهما حالا .
أما بوكستل ،ألذي صعقه ألخبر، وفقد  كل أحلامه ، فقد سقط مغشيا عليه ، واندفع من حوله لإسعافه ، فوجدوه قد فارق ألحياه.
وصعق كورنوليوس عندما إكتشف أن المحتال جاكوب  ،لم يكن إلا بوكستل  ،جاره  ألقديم في دوردرخت.
 ولم يؤثر ذلك ألحادث على فرحه  ألجماهير واحتفالهم ، فسارت ألأمور كما رسم لها ، وسار موكب ألأمير  محاطا بفرقه ألمسيقى وهي تعزف بأبواقها  أجمل  ألحانها  ، يتبعه كورنوليوس وروزا وقد  تشابكت  يديهما , وأشرقت إبتسامات سعيده على وجهيهما ، وتوجه ألموكب إلى دار بلديه هارلم . وتوجه ألآمير بإصبعه  نحو صندوق  نقود  ألجائزه قائلا:
- لا أدري من منكما يستحق هذه ألجائزه ، هل أنت  يا كورنوليوس  ألذي  إكتشفتها أم  روزا  ألتي إعتنت بها وزرعتها ، لذا فقراري أن تكون ألنقود لها  .  هديه منك  كمهر  زواجكم ،  ولما أظهرت  لك  من حب وإخلاص. ، أما  بالنسبه لعقوبتك فقد سلمت لي  روزا  برهان برائتك ،  وهو ألورقه  ألأولى للكتاب ألمقدس  ،  ألذي  كتب عليه  قريبك كورنيل رساله تدل على برائتك ،  وإنك لم تكن  تعلم بما احتوت  عليه ألأمانه ألتي سلمها لك. وإنني قد تأكد لي أيضا  أن أقربائك كورنيل وألبير فان  ويت ، لم تتم لهما محاكمه عادله ، وأعلن برائتهما  كما هي برائتك ،  وأن يعاد لك وورثه أقاربك أملاككم .
ومد ألأمير يداه ليقبلاها ألعروسان .
وتوجه  ألعروسان نحو قلعه لوفشتاين   ،وقد عزمت روزامصالحه  زوجها  بأبيها ، وكما نعهد ألسجان من عناد ، رفض أولا ألمصالحه ، بعد أن ذكر أنه سبق  واستلم أربعون  ظربه عصا من زوج إبنته ،  والتي آثارها  لا زالت ظاهره على جسمه ، ولكنه أخيرا قرر أن لا يكون أقل  كرما من ألأمير  وليم أورانج  ، واحتظن  وقبل  زوج إبنته، وقد قبل عرض روزا   وزوجها أن يسكن معهما في  دوردرخت ، وأن يكون حارسا لحديقه الدار،ألتي زرعت جميعها  بأوراد  ألتوليب ، فكان حارسا  قاسيا مع من حاول أن يتعدى على أوراده ،وبالأخص ألفراشات ألتي كانت تحاول إمتصاص رحيق تلك الورود.
أما روزا فقد  إستمرت لمده سنتين  تتعلم ألقرائه والكتابه ،والتي أجادت ذلك فيما بعد ، وانصرفت   في ألإعتناء بولد وإبنه عاشا  وترعرعا بين زهور ألتوليب ألمختلفه الألوان.

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

http://www.algardenia.com/maqalat/21251-2016-01-13-13-05-48.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

936 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع