سلام توفيق
صدفة وانا ابحث في موقع youtube وقع نظري على هذا الفلم القصير الذي مدته اقل من دقيقتين هذه الثواني اعادت عندي شريط ذكريات 5 سنوات عشتها في هذا المكان ابان الحرب العراقية الايرانية او قادسية صدام او حرب الخليج الاولى - سمها مايحلو لك- وقبل 30 عاما بالتمام والكمال
https://www.youtube.com/watch?v=AB-gFOu0LLQ
هنا في هذا المكان الذي تم تصويره من قبل بضعة شباب من جنوب العراق كان يوما مكانا لاحد مواضعنا التي حفرناها بدقة وبحرفنة بحيث اصبحت جوانبها الثلاثة ارائك مرتفعة لنومنا
وفي الوسط حفرناها وبارتفاع تدريجي نحو الامام الى باب الملجاء الذي كانت واجهته باتجاه الشرق او نحو مدينة العزير وظهره باتجاه العدو
هنا في هذا المكان وهو حسب مايبدو لي انها سدة ام 500 هكذا نسميها لان الجهد الهندسي انذاك كان قد اقام سدتان على امتداد هور الحويزة الاولى هذه التي كانت تبعد 500 م عن الحافة الامامية للهوروالثانية سدة ام 1000 وكانت تبعد 1000 م عن حافة الهور و500 م عن السدة التي يقف عليها اليوم هؤلاء الشباب
هنا في هذا المكان لم يكن هناك ماء لان الهور تم تجفيفه وحرق القصب فيه لذلك كانت الارض رخوة جدا وكانت تتسبب بتغريز سرف الدبابات اثناء حركتنا فيها
وكانت هناك رمبات عالية اقيمت على امتداد هذه السدود الدفاعية كنا نصعد دباباتنا عليها بعد الضياء الاخير وننزلها قبل الضياء الاول
هنا في هذا المكان كان يشغله لواء المشاة 428 البطل وامره كان العقيد الركن عبدالوهاب عبدالله زيدان الذي شغل بعد ذلك منصب قائد الفرقة لنفس القاطع قيادة قوات حذيفة البطلة فق مش 25
هنا كنا نلعب كرة قدم احيانا وكان يتم استهدافنا بالهاونات والمدفعية من على يميننا حيث كان العدو يحتل لسان عجيردة بعد تاج المعارك اذار 1985
على بعد امتار قليلة من هذه السدة نجوت من الموت باعجوبة حين سقطت قذيفة هاون على بعد امتار قليلة جدا ولم يكن امامي الا الارتماء على احد جانبي موضع دبابة متروك ومن شدة الاطيان والاتربة التي تطايرت من موقع سقوطها
ثم نزلت على كامل جسدي الذي كان ملقا على الارض وهرع افراد طائفة دبابتي المخابر حاتم متعب مهدي الدليمي من اهالي العامرية والرامي عامر عبدالوهاب خميس العامري من المطيحة في البصرة اعتقادا منهما بانني -تملخت-
وبعد ان ازالا التراب من جسدي لم يجدا اثرا لجرح او حتى شظية والحمدلله
هنا كنا ننتظر سيارة الارزاق لتاتي لنا بالقصعة صباحا بوجبة شوربة العدس وظهرا بالرز والمرق وللعشاء وجبة لحم مطبوخ كنا نتفنن باعادة طبخه وتحسينه خصوصا عندما كان التعيين مرق لحم الروست الذي لم يكن مرغوبا لكثير من الجنود
وفي الليل صيفا كنا نعاني الامرين من البعوض الذي كانت احجامه غير طبيعية ورائحته نتنة وحتى الصوت الصادر من طيرانه كان ماساة بحد ذاتها ولم تكن الكلل التي ننصبها تنفع كثيرا فيلجاء البعض من الجنود لطلاء اجسادهم بمادة الديزل -وقود الدبابة- لابعاد البعوض
اما انا فكنت ارتمي اعلى برج الدبابة وفي مكان ضيق ورغم خطورته الا انه كان يقي من البعوض كثيرا بسبب ارتفاعه عن الارض
هنا قضينا اياما واوقاتا عصيبة واجهنا الموت كثيرا ولكننا كنا سعداء لاننا لم يكن هناك مايفرقنا ولم يكن هناك شيئا اسمه طائفية وكنا نقاتل بصدق وعن قناعة لاننا كنا ندافع عن حدودنا ونمنع العدو من ان يحتل ارضنا بعيدا عن السياسة
كنا ولازلنا الى اليوم اصدقاء ولازلت الى اليوم اتصل ببعضهم ونتحدث عن وقائع لنضحك وكانها حدثت بالامس رغم انها بالحقيقة حدثت قبل 30 سنة !!!
865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع