ياسين الحديدي
أتاحت لي ولغيري من ابناء كركوك مجلتكم الغراء آفاق ثقافية في اول اطلالة لها وبكادر تحريري لهم باع طويل في ميدان الادب والثقافة والتاريخ ونخبة سجلت للمدينة حضورا من الابداع لهذا كان لا بد لي من ان اشارك معهم في الكتابة عن شيء من تاريخ مدينتنا العزيزة كركوك ذات العينين الجميلتين كما وصفها ابنها البار المبدع الكبير الاديب فاضل العزاوي ...
فمن خلال المخزون الكبير والحافل بالذكريات الحلوة والجميلة والحياة البسيطة والبهية التي كان يعيشها خليطها المتنوع من حيث الاعراق والاديان والمذاهب والمتجانس انسانيا في كل شيء لكي نستلهم العزم منها ونعمل على تجسيدها بروح واحدة كما كان يفعل من سبقونا في اعمالهم ... واحببت ان تكون احدى هذه الذكريات التي عاشها جيلنا ولم يحض بها هذا الجيل في القرن الحادي والعشرين ألا وهي (( مصلحة نقل الركاب )) ذلك المشروع الحيوي البسيط الذي كان ثمرة يانعة آتت اكولها بعد ان حققت سهولة التنقل بين احياء المدينة وبموجب توقيتات منتظمة متوافقة مع ساعة القشلة وساعات مضلات المرور الموزعة في دورات المدينة والحافلة بالحدائق الغناء التي تزهوا بالوان الورود والتي اهتمت بها البلدية وخصصت لكل منها فلاحا ولم يكن هناك من تمتد اياديه اليها ليعبث بها ولم تكن هناك اغنام ولا ابقار تسرح فيها حيث كان المواطن متحضرا فعلا وذا سلوك راقي وحارسا امينا على ما تقوم به الدولة من مشاريع خدمية او ترفيهية في زمن كان فيه مستوى التعليم محدودا ووسائل الاتصال الحديثة مفقودة ولا تتوفر غير وسيلتين للتربية هي البيت والمدرسة ... لقد باشرت هذه المصلحة آنذاك عملها في 5/12/1960 بعمال ومستخدمين وموظفين من مختلف القوميات والديانات حيث وفرت فرص عمل لاكثر من 300 عائلة وكانت حافلات المصلحة المميزة من خلال لونها الاحمر والشعار الذي يرمز الى ما تشتهر به كركوك (برج النفط) تخترق المدينة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وكانت ادارتها تابعة الى الادارة المحلية في المحافظة والتي حصلت على قرض من البنك المركزي بمقدار (ربع ملون دينار) وقد رست مناقصة شراء الحافلات على شركة (موكارت) الهنغارية وتم التعاقد معها على (30) حافلة سعة "35" راكب كمرحلة اولى ولنجاح التجربة واتساع المدينة تم شراء "10 " حافلات اخرى من شركة "مرسيدس" الالمانية بتاريخ (30/10/1962) و"10" حافلات اخرى عام 1965 كما حصلت المصلحة على قرض اخر بمبلغ قدره "50 الف دينار" لدعم الشراء ... وبادرت المصلحة عبر مجلس ادارتها بانجاز الاعمال الاتية لغرض تكامل المشروع :
1-انشاء مأرب "كراج" ومعمل على ارض اميرية في منطقة رحيم آوى مساحتها "10الاف متر" وشراء المعدات والمكائن لاغراض الصيانة التشغيلية للحافلات بمبلغ "21,579 ألف دينار" ومن ضمنها معدات الغسل والتشحيم وما زال هذا الكراج موجودا وقد تحول الى محلات مختلفة .
2- فتح مطعم تعاوني لتقديم الطعام الى المنتسبين وباسعار بسيطة .
3- تاسيس فريق لكرة القدم ساهم في تطوير الحركة الرياضية في كركوك .
4- تشكيل اول نقابة مهنية لمنتسبي المصلحة "نقابة النقل" المشهورة في كركوك من خلال دورها في الاحتفال بعيد العمال العالمي وترأس النقابة المبدع المرحوم ملك عباس "ابو احسان" .
5- اقامة نادي ترفيهي للمنتسبين وعوائلهم مقابل نادي الموظفين الحالي الذي تحول الى كورنيش ومشاتل .
6- نصب مظلات معدنية لانتظار المواطن مال زال بعضها قائما في اماكن وقوف الحافلات وبداية انطلاقها ونهاية خطوطها وباوقات محددة تمر عليها مع مراقبة من قبل المفتش كما هو في عربات القطارات .
وقد توزعت الخطوط على النحو الآتي ... علما ان لكل حافلة رقما مدونا عليها مع اسم الشارع والحي الذي تقصده لاغراض الدلالة والتوضيح ولا يمكن قطعا تغيير مسارها الا بامر الخاص , والخطوط كالاتي :
1-من الماس الى محطة القطار
2- من شارع الثورة الى طريق الموصل
3- من تسعين الى محللة جاي
4- من الشورجة الى تعليم تبة
5- من مقر شرطة جسر الشهداء الى عرفة
6- من مقر القيادة المعسكر الى الاسكان
7- من ساحة الطيران الى الدبس
8- من كركوك الى قره هنجير
9- من كركوك الى الرياض / الحويجة
10- من كركوك الى تازة / داقوق
11- من كركوك الى التون كوبري
وقد كانت ميزانية المصلحة لبعض السنين كالاتي :
1963 – 1964 (150,456 ألف دينار ) والمصروف منها (139,847 ألف دينار)
1964 – 1965 (155,8835 ألف دينار)
وقد خمنت ميزانية المصلحة لسنة 1965 – 1966 بحوالي (170,835 ألف دينار ) .
2676 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع