الدكتور الاستاذ مازن عبد الحميد كاظم كما عرفته‏

                                                         

                                 سيف الدين الألوسي

فارقنا بالامس شخصية علمية وأدبية وإدارية ،علم من إعلام العراق الا وهو الاستاذ الدكتور مازن عبد الحميد كاظم السامرايي ،

المرحوم هو قريبي من جهة الام فجده من الام هو السيد حسين الالوسي وأخواله هم المرحوم احمد الالوسي والد الشهيدة زينب والسيد محمد الالوسي ، والمفارقة ان السيد احمد يساري رحمه الله والسيد محمد إسلامي وعالم ، ووالدته هي المربية الفاضلة المرحومة اسماء الالوسي ، والده رحمه الله في غنى عن التعريف ، فهو المربي والتربوي والعالم الاستاذ الدكتور عبد الحميد كاظم وزير التربية في العهد الملكي ، وهنالك مفارقة ان المرحوم الدكتور عبد الحميد كاظم عندما كان وزيرا واولاده المرحوم مازن والأستاذ ماجد في مراحل الدراسة المتوسطة والإعدادية، رفض دخولهم في كلية بغداد وأصر على ان يكونوا في إعدادية الاعظمية حتى يثبت للناس بان المدارس الحكومية في ذلك الوقت لا تقل علمية وتفوق عن المدارس الأهلية ، ورغم انه كان معجبا بكلية بغداد ، ومن ثم تخرج من كلية بغداد ابنه الأصغر الدكتور المهندس المعماري محمد باسم عبد الحميد كاظم ،،،،،
الدكتور مازن رحمه الله ، انسان بكل معنى الكلمة قبل ان يكون عالما قديرا يشار له بالبنان ، فهو محب لاهله متواصل مع كل أقاربه وطلابه وبلده ، وطني فريد من نوعه ، يحب العراق بشغف قل نظيره ، كان شاعرا وأديبا وله من اجمل القصايد التي تتغزل بالوطن وله رد بقصيدة على الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ، ترك العراق في سنة ٢٠٠٦ او ٢٠٠٥ وسكن الاْردن وكان أستاذا في الجامعة الاردنية للهندسة الكهربائية ، كانت داره في بغداد عامرة بالمجالس ورواد الثقافة والأدب والعلوم ،ومن ثم سكنه في الاْردن ايضا ، ساهم في بناء قسم الهندسة الكهربائية في كلية الهندسة التكنولوجية عند عودته الى العراق بعد نيله شهادة الدكتوراه سنة ١٩٧١ ، وكان رئيساً للقسم ، ومن ثم رئيساً لقسم الهندسة الكهربائية في الجامعة التكنولوجية ، في الثمانينات وفي منتصفها اصبح في الدايرة العلمية لوزارة الدفاع ومستشارا لوزارة الدفاع للشؤون العلمية ، بالاضافة الى منصبه كرئيس لقسم الهندسة الكهربائية ، في سنة ١٩٨٦ كان هنالك تدريب للطلبة والأساتذة للجامعة التكنولوجية في مركز تدريب الناصرية ، قرب قاعدة علي الجوية ، كان مشاركا رحمه الله في التدريب بكل تواضع ، في احد المرات كلّف من قبل العريف بجلب القصعة وإلا سيعاقب ، وكان العريف لا يعرف بانه مستشار وزارة الدفاع ، ذهب المرحوم لجلب القصعة بكل ممنونية وسط ذهول الطلاب والأساتذة ، وعندما سمع العريف بعد فترة بان المرحوم مركزه يعادل قايد فيلق ، اعتذر منه ، ولكنه رحمه الله أخذ الامر ببساطة وبالعكس قال له زين سويت !!!!
شوية رياضة !!!
ساهم الفقيد في بناء كلية الهندسة وكلية الهندسة المعلوماتية في جامعة النهرين ( صدام سابقا ) وكان عميدا للكليتين وعضو المجلس العلمي العراقي ، وساهم بمناقشة العديد من رسايل الدكتوراه والماجستير ،
كريم النفس مثقف جدا ، محب لسماع الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الرصينة ، اداري بكل معنى الكلمة وذو شخصية قيادية رزنة تبهر الكثير ،
، كانت خشيته على مكتبته في بغداد التي نقلها الى عمان بشق الانفس ،
ليس لكونه قريبي واخي الكبير فقط ، ولكنه كان منبعا للعلوم والخلق والرزانة والتواضع والوطنية الحقة ، لهذا كنت دايم اللقاء معه في بغداد وعمان ، وكانت من اسعد الاوقات لان كل كلماته عبر وفائدة ،،
اخر مرة التقيت به في بداية ايلول هذه السنة وتكلمنا عن بعض الكتب الصادرة اخيراً ، وعن العائلة والاصحاب وعن الادارة الأميركية الحالية التي لا اطيقها انا ولا شقيقه الدكتور محمد ، لكنه كان يناقش الامر معي بتروي وذكاء وحكمة !
لم يكن سياسيا ولا منتميا لأي حزب ولكنه كان عراقيا ممتد الجذور محبا لكل ذرة تراب من العراق ومرحبًا لكل اهله ، لا يعرف غير العراق واهله جميعا ،
لقد خسرك العراق اولا يا دكتور مازن وخسرتك عائلتك وخسرتك الهندسة العراقية وكل طلابك وزملائك وكل من عرفك وأحبك
أرقد بسلام في مقبرة سحاب بعد ان اشتريت سابقا مقبرة في الكرخ وكما كنت تتمنى ان ترقد فيها مع أحبتك المدفونين فيها واهلك وتربة وطنك ، ولكن الرياح تجري ليس كما يريد كل من أحب العراق وتربته ، الفاتحة .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

799 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع