بين حذاء خروتشوف وحذاء منتظر الزيدي

                                                                            

                     بقلم / طلال معروف نجم

عقد الستينات من القرن المنصرم , شهد تعاظم القوتين العظميين , الاتحاد السوفيتي العظيم والولايات المتحدة الامريكية الغاشمة . وحدث أن عقدت الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1960 , أول تجمع دولي لها , ضم أكثر رؤوساء وملوك العالم انذاك .

بينهما الرئيس الامريكي جون كندي , والزعيم السوفيتي نيكيتا سيرجتيف خروتشوف السكرتير الاول للحزب الشيوعي السوفيتي . وعندما جاء دور خروتشوف للتحدث للعالم , ووقف خلف منصة المتحدثين أنبرى وقتذاك رئيس وزراء بريطانيا ومن معه للتشويش على خروتشوف . فما كان من الزعيم السوفيتي الا أن خلع فردة حذاءه وضربها بعنف على
المنصة أكثر من مرة . قائلا : الهدوء . صمت قادة العالم صمتا رهيبا . فمن أقدم على هذه الفعلة , هو زعيم القطب الدولي الاخر , المنافس للقطب الامريكي . ففعلته لاغضاضة عليها . فلو قدر لزعيم دولة صغيرة من العالم أن يفعلها . لما كانت فعلته تمر بسلام .
ويلعب الحذاء دوره في تأديب الامريكيين . فعندما سقط نظام فيتنام الجنوبية العميل لواشنطون . اندفعت جيوش القائد هوشي منه زعيم فيتنام الشمالية , تحرر كل شبر من الوطن السليب , طاردت فلول جيش الامبريالية الامريكية المهزوم . فدخلت سايغون عاصمة الجنوب . وأصبحت قريبة من مقر السفارة الامريكية . فما كان من جنرالات العدو الامريكي وطاقم السفارة الا الهروب الى طائراتهم . و بسبب خوف وهلع السفير الامريكي , خرج من السفارة بفردة حذاء واحدة . منعه خوفه من ان يستكمل لبس الفردة الثانية .
وللحذاء قصة عند الزعيم نهرو , كان مسرعا للحاق بقطاره . فعندما تسلقه بعد جهد , سقطت فردة من حذائه بينما كان القطار قد تحرك . فما كان من نهرو الا وقذف بالفردة الثانية لتلحق بأختها . فأستغرب أحد مرافقيه من تصرفه قائلا : ولم رميت بالفردة الثانية ؟ , فأجاب نهرو : ليستفيد من يعثر عليها بزوج حذاء كامل .
حتى هذا التأريخ لم ينس العالم حذاء خروتشوف . ولكنه سينساها حتما اليوم , لتحل محلها قصة حذاء البطل العراقي الشاب منتظر الزيدي . لتلاحق بوش أبدا .. لا بل تلاحق آل بوش جميعا . كأقذر عائلة حكمت البيت الابيض . وبسبب الكره الذي زرعه بوش الابن في قلوب الامريكيين . قرروا أن يكون رئيسهم القادم نوع مختلف عن قذارة الابيض الامريكي , فأختاروا رئيسا أسود ومن جذور اسلامية أفريقية . حتى أن امرأة أمريكية من انصار اوباما , قرأت لها تعليقا على الانترنت تقول بثقة "انا مستعدة للزواج من هذا الصحفي العراقي بالرغم من معرفتي بأنه عربي ومسلم لانه يكفي أنه عرف كيف يؤدب بوش " .
كتبت هذه المقالة عام 2008

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع