اخي ابا احمد
قبل سفرك الى الاردن بايام قليله كنا قد التقينا في مجلس عزاء في امارة الشارقه وكنت بابهى اناقتك وهيبتك ورشاقة حديثك وكعادتك الجميله اسهبت بالاسئله الرائعه طالبا مني جوابا واحدا لكل اسئلتك العميقه حيث كنت متفائلا بالمستقبل ولاتنسى الماضي وذكريات رفاق الدرب والعمل ودائم السؤال عن عوائلهم وامورهم ومعيشتهم لانك تعلم مدى صعوبة العيش للمهجرين امثالنا
ان علاقتي بك تمتد لسنين طويله خلت فيها الكثير من الذكريات والمواقف ، منها زيارتي لك في سامراء وانت تشرف على الجهد الهندسي لانقاذ بغداد من الفيضان وكنت تقف شامخا بطلا وانت تعطي مهام العمل لرفاق غرفة الازمه وكانك قائد عسكري كبير في معركة حاسمه ، وقد نجحت في معركتك التي كلفت بها بشكل مباشر من المرحوم الرئيس صدام حسين شخصيا
ولي موقف آخر حين التقيتك والفريق الركن صلاح عبود في مصنع اور للالمنيوم في مدينة الناصريه وكنت في زياره تفقديه ولفت انتباهي انك تعرف كل صغيره وكبيره في المصنع ، حتى العمر الافتراضي لكل ماكنه فيه وتبين لي لاحقا انك على درايه بكل تفاصيل مصانع ومعامل العراق ، ويومها طلبنا منك تعيين عدد من من اهالي الناصريه وكان رد فعلك آنيا بتعيين 500 شخص معلقا بان اهل الناصريه وطنيين وعراقيين اصلاء دافعو بالغالي والنفيس عن شرف العراق وكرامته
للموت جلال أيها الراحلون كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد، نحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيكم، ونذرف الدمع في وداعكم، ونشيعكم لمثواكم الأخير، ونحن لا نكاد نصدق أننا لن نراكم بعد اليوم لانك لم تكن تشكو من مرض او انك كنت تشكو ولاتريد ان تزيدنا هماً
إننا في الحقيقة لا نبكيهم لأنهم رحلوا، بل نبكي أنفسنا لأنهم تركونا وحدنا. إن كل الآمنا ودموعنا وفراقنا وقلقنا لأننا لن نراهم بعد اليوم في دنيانا، وقد كانوا بعض بقية من رفاقنا
لقد أثارت فاجعة رحيلك ومفاجأتها غصة في الحلق، وانحسارا لمدد الرفقة الجميلة، وانطفاء لومضة نبل إنساني
وأشهد الله أن الصديق عدنان العاني ترك الدنيا أحسن مما وجدها، فلم يكن تهجيره الا دافعا جميلا لكرامة النفس ونبل المقصد
وداعا ابا احمد ورحمك الله واحسن مثواك ونحتسبك عنده
ناظم الجبوري
982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع