"سطورعن قيمة تكريم الطلبة العراقين المتفوقيين داخل الوطن وما لمسناه عربياَ"

                                                                            

                         سرور ميرزا محمود

وأنا في رحلة الانغماس أمام الحاسوب من خلال التواصل بين الأخبار والأطلاع على الرسائل، وبعد الأرتخاء من صحبة القلم الذي بدأ لايفارقني في غربتي، أجدني أتوقف أو أعود إلى التوقف عند خبر استقبال الملك الاردني عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله، في مسكنه في قصر الحسينية،

أوائل الثانوية العامة من مختلف الفروع وعلى مستوى المملكة وذويهم من بينهم الطالبة العراقية مريم عبد الكريم البياتي الحاصلة على المركز الأول على مستوى المملكة، حيث انها حصلت على المركز الاول في امتحان الثانوية العامة على المملكة الأردنية الهاشمية بمعدل 99%، كم هو جميل ان نرى احدى بنات العراق في الغربة بهذا الموقف الجميل موقف التخرج والأبتسامة لا تفارق من وجوه الحاضرين وبظمنهم ملك الاردن وزوجته، جاء ذلك من خلال مشاهدتي لليوتيوب وانا متسمر على جهاز الحاسوب، لقد جنوا الثمار، لا يمكنني الأ وأن أشعر بالفخر والسعادة التي انتابتني وامتزجت الأحاسيس بين الفرح ورقرقة الدموع، انها دموع الفرح.

تذكرت وبتلك اللحظات السعيدة فأن هناك  بادرة من قبل مجموعة من منتسبي الطاقة الذرية القدامى ضمن مايسمى بمجموعة التواصل في الشبكة  المنتشرين في بقاع العالم من نيوزلندا حتى كندا فيهم العربي والكردي والمسلم والمسيحي(فسيفساء العراق الجميل) بضمنهم منهم داخل العراق، وهم اللذين حملوا مشعل العلم والخبرة طيلة سنوات عملهم، قد خصصوا وبامكانياتهم المشاركة بتكريم الطلبة الأوائل من خلال أهداء حاسوب لوحي"آيباد" وأرادوا لهذه البذرة الصغيرة أن تنمو وتكبر حتى تثمر المعرفة والثقافة التي تروي عطش هذا الوطن الغالي بالعلم والخير والتقدم، وقد شملت تلك التكريمات على كل من حصل على معدل100%، ومنهم نازحة من الموصل حصلت على معدل99%، وظهر ان كل من شملهم التكريم في العراق هم من الاناث، وشمل التكريم ايضا الطالبة مريم عبد الكريم البياتي في الاردن، وطالب واحد في الفجيرة، كما ان المجموعة وبخبرتها وباختصاصاتها باشرت منذ فترة بتقديم الارشاد العلمي لطلبة الجامعات في الصفوف المنتهية وطلبة الدراسات العليا في العراق وخارج العراق، وهكذا يكون الاخلاص في العطاء، نعم الأحق في العطاء هو الوطن بكامل أطيافه وهذا نابع بمحبة تراب الوطن الذي أعطى من خيراته حتى غادرته كوادره، و جاء من حصد من لا يستحق الثمار، إن هذه اللحظات بعد مشاهدتي للتكريم وربطها بما قدمته مجموعة الطاقة، بدأت العودة للقلم ليسطر هذه الملحمة الجميلة لجيل العلم والمعرفة لطلبة العراق، هذه لن تنسى في عالم الذكريات، وأتمنى أن تبقى هذه الذكريات لتدفعهم إلى غدٍ مشرق ومضيء بنورٍ يسطع في سماء العلم والمعرفة، ومن السخرية بمكان أن نرى ان الطالبة الأولى على العراق نور الهدى علي التميمي وهي من محافظة بابل جرى تكريمها بمزهرية!، هذه كانت هدية المسؤولين للمتفوقين، أهكذا هدية هو تشجيع  ومحفز وتعزيز لمكانة الطلبة المتفوقين الخريجين للمرحلة الأعدادية؟، وهم الطيور المحلقة في سماء ارتقت فيها معاني العلو والرقي مع اشراقة شمس المعرفة!، لقد اخبرني أحد الاساتذة بأن حاكم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي المعروف بحبه ورعايته للعلم والعلماء يتبنى دراسة الطالبة مريم في الشارقة، كما أشير بأن وزير التعليم العالي الأردني صرح عبر أذاع حياة بأن اجتماعاً سيعقد  لبحث قضية الطالبة الأولى على المملكة في الثانوية العامة وهي العراقية مريم البياتي كون عدم امتلاكها لرقم وطني يعرقل امكانية دراستها ضمن نظام القبول الموحد، وأشار إلى أن الاجتماع سيدرس مخرجا قانونياً لحالة مريم،
ويأتي الأجتماع بعد أن أعلن رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط تقديم منحة كاملة للدراسة في جامعة الشرق الأوسط للطالبة مريم عبد الكريم البياتي، كل هذا الأهتمام نابع من الحرص والتقدير لمنارة التربية والتعليم.  
أتذكر قبل الأحتلال كانت هدايا التكريم تبدأ من رئيس الدولة ثم الوزارت ومنظمة الطاقة الذرية والتصنيع العسكري.
    
هذا العراق الذي إرسل الآلاف من الطلاب إلى الخارج للتخصص في الطب وفي الهندسية والأدرة والقانون والاقتصاد والفن... الخ، بحيث أصبح يمتلك خبرات وكفاءات من العلماء والمهنين، ضيعهم واجهز عليهم المحتل ومن جلبهم، وكانت المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في كافة انحاء العراق مدنه وقصباته وقراه وقد وصل التعليم الى ابعد نقطة يتوقعها اي انسان حتى كانت هناك مدارس متحركة موضوعة على زوارق، وكان نظام التعليم فيه من افضل النظم في المنطقة ووصل ارتفاع معدلات الالتحاق بمدارسه الأجمالية أكثر من 100%  والمساواة بين الجنسين في معدلات الالتحاق الكامل تقريبا، وانخفضت نسبة الأمية الى أقل من 10%.
وبالرغم مما أحدثه الأحتلال وما بعده للنظام التربيوي من خلال تشريد المعلمين والطلاب والتهديدات الأمنية والفساد والامية على نطاق واسع واخفاض نسبة المساواة بين الجنسين، كذلك استهدف العاملين في مجال التعليم من خطف وقتل واغتيالات. كذلك ارتفع معدل التغيب من قبل المدرسين والطلاب، خاصه الفتيات، كما لا توجد حاليا إمدادات كافية من المدارس، ومعظم المدارس تعاني من ظروف سيئة. إضافة لرداءة نوعية المدخلات وتشمل: مختبرات العلوم والمكتبات والمعدات، والمناهج التي عفا عليها الزمن، وعدم تدريب المعلمين، وتغيب الموظفين، وظاهرة انتشار واسعة من الدروس الخصوصية التي تأخذ بعيدا عن النظام العام الإدارة المركزية، ومع ذلك نهضت العنقاء واثبتت عبقرية جذور العراقيين بالعلم والمعرفة.
ليحذوا العراقيين في غربتهم وكل حسب أختصاصه  وحسب امكانياته  بتقديم المبادرات التي من شأنها أن تنهض من شأن جيل الشباب ورعايتهم لان من له السلطة غارق بملذات السرقة والمتاجرة باسم الدين والدين منهم براء ولا يصح الا الصحيح.
لحظاتٌ لا يقوى القلم على كتابتها واللسان على نطقها، إنها تلك اللحظات التي تعزفها قيثارة النجاح وتتغنى بها سيمفونية مبجلة، كأنها السراج الذي يبدد ظلمة الجهل ويفتح باباً من أبواب المعرفة والعلم، عندما ترفع تلك الراية وتتهامس الذكريات بكل اطرها عن مجد حضارتنا وما ابتكره السومريين للكتابة والمدارس التي انتشرت في عدة بلدان شرق اوسطية، فيبقى التعليم مزمار التقدم والرقي ودونه فالجهل كفيل بمبتغاه ومن الله التوفيق
سرور ميرزا محمود
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع