د .علوان العبوسي
المتابع للمشهد العراقي منذ الاحتلال حتى اليوم لايجد سوى الخراب والدمار والمفخخات والقتل والتهجير وتعميق جذور الطائفية والفساد وسرقة المال العام والتهكم والاستهزاء بآراء الاخرين وشل وتدمير كل مايمس مقومات بناء الدولة العصرية سببه المباشر شلة من سياسي الصدفة ممن لايفقهون الف باء السياسة في ابسط مهام ومتطلبات دفاعنا الوطني ،
ولا يفهمون سوى المهاترات والاستخفاف بالقيم والاخلاق ، جل همهم جمع المال والظهور بوسائل الاعلام يبررون اعمالهم بالاكاذيب بتقمصهم الشخصية السياسية يكيلون التهم لهذا وذاك ويعتبرون هذا من صلب عملهم السياسي اما الناتج الاخلاقي والمبدئي الوطني والقومي فلا يهمهم محصنين محميين بقانون الغاب الذي تنتهجه الحكومة يستمد شرعيته من دستورغايته فك اللحمة الوطنية وتكريس الاسس الطائفية والعرقية ينهج نهجاً بعيدا كل البعد عن عالمنا العربي الذي يعتبر العراق احد مرتكزاته الاساسية فلا مسائلة قانونية لافعالهم الشريرة مهما عظمت ، معظمهم من الهاربين والمطلوبين سابقاً لجرائم تمس الامن الوطني ارتكبوها يؤازرهم بعض رجال الدين بفتاوى ومخططات خبيثة همهم سَوق خيرات البلد الى ايران عدوة العراق التاريخية ، لايعنيهم العراق باي شيئ ،وقد فاحت رائحة ريحهم الصفراء بعد ما نُفذ مخطط احتلال الموصل وتدبير هروب الجيش العراقي الجديد المفبرك وسيطرة قوى اطلقت على نفسها - الدولة الاسلامية للعراق والشام ( داعش) عاثت في الارض فسادا تمثل بالقتل البشع المنافي لاحكام الشريعة الاسلامية وتدمير الاضرحة وجوامع الأنبياء التاريخية وازالة الحضارة العراقية القديمة وتهجيرالمسيحيين الذين يمثلون الاصول العراقية القديمة والايزيديين آزرها الاعلام الحكومي المفبرك والمضلل للحقائق بعد ان فاضلت بين مكونات الشعب العراقي يرافقها سكوت مطبق للحكومة المتنصلة من مسؤوليتها ايضاً بكيل شتى التهم الباطلة والقذرة لاهالي الموصل الشرفاء الصابرون المرابطون الملتزمون بعروبتهم اولا وبتعاليم الدين الاسلامي الحنيف والاديان الاخرى ثانياً .
هذا غيض من فيض فلم يجد شعبنا المجاهد منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا سوى الصبر وتحمل اخطاء هؤلاء السياسيين الفاشلين بأضعف الايمان ، نعم حاولت جماهير شعبنا لمرات عديدة الخروج بمظاهرات سلمية تطالب بابسط حقوقها الانسانية من كهرباء وماء وخدمات بلدية وادارية الا ان حكومة نوري المالكي وقفت بالضد منها وقمعتها بابشع الاساليب من قتل وزج في السجون ، وقد كتبنا العديد من المقالات وطالبنا شعبنا بالثورة ضد ماتقوم به حكومة نوري ألمالكي احقاقاً لحقوقه المغتصبة ولكن لم يتم ذلك بسبب ارهاب الدولة الذي يمارسه رئيس الحكومة وزبانيته ضدهم .
بعد تسنم السيد حيدر العبادي رئاسة الحكومة في ايلول (سبتمبر) 2014 لمسنا بصيص من الامل من خلال منهاجه الذي طرحه على البرلمان والوعود التي قطعها على نفسه لكنه كان يصطدم بجدار صلب من مؤيدي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والمليشيات المنضوية تحت ادارته وكلهم من الفاسدين والطائفيين ينهجون نهجه التخريبي للبلد حتى بات شعبنا في مفترق طرق بين نارين نار الخوف والجبن والعار والسمعة السيئة امام شعوب العالم لشعب قَاتل وحافظ على كيانه منذ استقلاله وحتى الاحتلال الامريكي في 2003 ، ونار الثورة الشعبية المطالبة باصرار بتغيير الواقع وتحمل الشعب مسؤوليته القانونية في التغيير وهذا واقع يبيحه الدستور للشعب .
اخيرا انتفض شعبنا معلناً وحدته الوطنية المغيبة من ازلام السلطة بلحمة وطنية واحدة بعد انتظار طويل استغلت طيبته وعفويته وصبره غير المبرر حقيقةً ، فانطلقت الشرارة مع ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي في معظم مدن العراق مطالباً باقالة وزير الكهرباء ومحاسبته عن فساد وزارته مستذكراُ كل الهوان والازدراء والكذب الذي فرض عليه عنوةً منذ الاحتلال وحتى وقتنا الحاضر .
ولكي تنجح الثورة المباركة على شعبنا ان يواصل صبره الناجز انشاء الله ويعي ويستذكر بالم ما اصابه من فرقة وتشريد واحتلال داعشي وطائفي مقيت ويستمر دون توقف حتى تتحق اهداف ثورته ويتم جلب ومحاسبة المقصرين كائنا من كان وليتذكر شعبنا انه مصدر السلطات ويستذكر ماجرى في مصربثورتي 25 كانون الثاني ( يناير) 2011 و30 حزيران (يونيو) 2013 وكيف استطاع الشعب المصري تحقيق اهدافه في الحرية والانعتاق من الظلم والاسلام المتطرف الاسود .
شئ عجيب والله 1000 مليار دولار تتبدد دون انتاج اين ذهبت هذه المبالغ الهائلة التي بأستطاعتها بناء بلد جديد بكل مقوماته الحضارية وليتذكر شعبنا ايام الحصار الشامل بعد ان وافق العراق على قرار مجلس الامن عام 1996 المتضمن النفط مقابل الغذاء والدواء كانت تصرف له مليار و 600 الف مليون دولار كل ستة اشهر استطاع العراق ان يتدبر اموره بها بكل متطلبات الحياة فاين نحن الان ومليارات تهدر وافراد يقتلون ويرمون في الشوارع وعلى المزابل والسلطة غائبة عن كل ذلك دون رادع قانوني او أخلاقي يحمي المواطن .
في هذه العجالة اقترح على المتظاهرين المطالبة بمايلي
•العمل بمبدأ الثورة في التغيير بدءاً بالغاء او تعديل الدستور وتصنيف القوانين المرعية وفق الاصول القانونية التي عمل بها العراق طوال تاريخه بعد التأسيس على ان يُستدل من التعديل ، نبذ الطائفية بكل اشكالها والمصالحة الوطنية الحقيقية مع الجميع ومنع رجال الدين من التدخل في السياسة .
•بناء جيش وطني يضم كافة فئات الشعب العراقي واعادة العمل بمبدأ التجنيد الألزامي لأعادة اللحمة الوطنية مرة اخرى .
•الغاء مجلس النواب لحين اجراء انتخابات برلمانية جديدة .
•تشكيل حكومة تكنوقراط حقيقية بعيداً عن مبدأ المحاصصة وليس كما معمول به حاليا بشهادات مزورة وكفاءات متدنية .
•اظهار وجه العراق الحقيقي في التعامل الدبلوماسي مع كافة دول العالم .
•اقالة رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود وتعين شخص نزيه وطني شجاع مستقل بعيداً عن الاحزاب والطائفية .
•تعديل سلم الرواتب بشكل معقول ومقبول وفقا للجهد الذي يقوم به الموظف بدءاً من رئيس الجمهورية وحتى اقل منصب في الدولة . مع ضرورة وجود توصيف وظيفي لكل منصب ولكافة الموظفين
•تشكيل محكمة خاصة مستقلة من قضاة نزيهين مشهود لهم بألكفاءة لاتقل أعمارهم عن الستين عاماً وخبرتهم القضائية عن 25 عاماً، للبت بملفات الفساد والتحقيق بثروات المسؤولين وفق مبدأ (من أين لك هذا ).
•مشكلة الكهرباء يتولاها رئيس الوزراء حيدرالعبادي بصورة مباشرة ويتعاقد مع شركات عالمية حقيقة لتوفير الكهرباء على مدارالساعة لكل محافظات العراق وبفترة قياسية لا تتعدى السنة.
•اقرار قانون تجريم الطائفية وسب المذاهب والشخوص الدينية والتاريخية العربية والاسلامية والخاصة بالديانات الاخرى .
•الغاء الوقفين السني والشيعي وجعلهما وقفا واحدا او وزارة للاوقاف كما في السابق .
•الغاءالرواتب التقاعدية لجميع النواب والوزراء والدرجات الوظيفية الخاصة التي تقع خارج السلم الوظيفي الموحد . مع ملاحظة احتسابه لمن كان موظفا على اساس الخدمة وحسب ما يتقضاه اقرانه ويمنح من لم يكن موظفا مكافئة نقدية معقولة
•المباشرة فوراً بتشغيل جميع مصانع العراق المتروكة والنهوض بالثروة الحيوانية والزراعية وكل مقومات تنمية الاقتصاد العراقي .
•الامور تحتاج الى السرعة بوضع خطط زمنية مضغوطة مدروسة لتعويض ما خلفه المالكي وعصابته من دمار وفوضى لا حصر لها.
•هناك امور اخرى عديدة ترتكز عليها الثورات بتفاصيلها الدقيقة ممكن استشارة عراقيين شرفاء مخلصين للأخذ بها منهم .
في الختام يجب ان تستمر الثورة ويجب مشاركة كل فئات شعبنا العراقي من اجل اظهار الثقل الحقيقي لمطالبه ومن الله التوفيق .
ملاحظة
كتبت هذا المقال في 10 /8 /2014 .اجريت تعديله بما يتطلبه الواقع العراقي الحالي مع تقديري .
3159 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع