فلاح ميرزا محمود
العودة الى التاريخ يضعنا امام الحقيقة واصدق الحقائق هى القصص التى جاءت بها الكتب المقدسة واقربها الينا فهما وتوضيحا هوماجاء به اخرالكتب السماوية واكثرها قبولا هى قصص الانبياء التى رواها القران الكريم على لسان الرسول محمد (ص) التى ابتدات بخلق ادم ابو البشرية ومن خلاله تكونت الاقوام البشرية
ومن ثم المجتمعات ومنها اختير الانبياء ليكونوا نواة لارساء العلاقات مابين الامم والشعوب وفق مبادئ العدل والمساواة والرحمة ومرورا بما جرى فى تلك القصص يتضح لنا بان لكل واحدة منها عبر ومعانىى يكون الخلق بحاجة لها لتنظيم علاقتهم فيما بينهم ومع الخالق سبحانه وتعالى وما فعله نبي الله نوح مع القوم قرون من الزمن وصبره حتى يقنعهم بعبادة الخالق وما كان له غير الدعاء الى الله لهديهم وطلب العون عسى ان يصلحوا ويتوبوا , لانه اراد منهم السير فى طريق الحق ومثله كان للانبياه الاخرين ولاشك فان عجلة الزمن وان كانت تتقدم بالامم باتجاه تحقيق مااراد الانبياء ان يسود فى مجتمعاتهم فى المساواة وتحقيق العدل بين البشر على اختلاف عقائدهم ولكنها فى حقيقة الامركانت تسيربالضد من ذلك بسبب ميل الانسان الى النزعة الفردية والتسلط لاستعباد الناس وسلب حقوقهم وتهجيرهم من اماكنهم وقتلهم بلا ذنب ارتكبوه او مخالفة تستحق ذلك وقد يكون ممن اخذو بما جاءت به بعض التفسيرات الدينية تشجيعا لمثل هذه الاعمال وكما نراه اليوم فاصحاب الكفر بدؤا يجاهروا بالكفر وعلى مرائ من الجميع وكما قال عمرابن الخطاب رضى (ولما لمعت بارقة الحق وقف امامه اهل الظلال,) فالظلال استشرى فى الامم بواسطة هؤلاء كما كان فى زمن الانبياء الاوائل فالتاريخ الاسلامى وان جاء بعد خمسمائة سنه من ميلاد المسيح عليه السلام فقد شهدت الامم التى امنت برسالة المسيح مذابح على يد رجال الدين لذلك فان المقارنة لاتكون متشابه بين الاثنين او بقياس واحد لاسباب اهمها ان التقدم الصناعى والفكرى الذى اصاب العالم الاوروبى قد ساهم فى تعميق الفجوة بينهما وازدادت عندما انتقلت الى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الاولى والثانية وبتنوع عقول المهاجرين واتساع مساحة العمل هناك برزت افكار نتجت عنها مؤسسات ساهمت فى وضع سياسات عدائية لاتدعو الى تقارب بين الاديان بل تبنت نظريات استبدادية فكان لها ماارادت وخصوصا بعد تاسيس منظمة الامم المتحدة ووجدت فيها بابا لاحكام السيطرة تدريجيا على الشعوب ومن خلال جمعيات تفرعت عنها بتسميات انسانية , وحقوقية , واجتماعية واخرى التى لها علاقة بالنقد والتجارة والامن والدفاع وكانت كلها تلتقى على هدف واحد هوفرض القوة على الاخرين بمنطق(القوى يأكل الضعيف) كلمة حق اريد بها باطل , ولا غرابة فى ان نجد بعض من رجال الدين يقفون اما مؤيد لذلك او يلوذ بالصمت وهنا يذكرنى بقول المسيح عيسى عليه السلام فى وصفه لهؤلاء اسمعوا اقوالهم ولا تفعلوا افعالهم وكما جاء على لسان النبى محمد (ص) تركت فيكم الثقلين كتاب الله وسنتى ما ان تمسكتم بهما لن تضيعوا بعدى ابدا , لذلك لانستغرب عندما نرى غيرنا من هم ليسوا على ديننا ان يتناولوا سلبيا ماجاء به ديننا الحنيف من تشريعات وقوانين لاتخص المسلمين فقط وانما للبشرية كلها لو تم العمل بها لانتصرنا بها على الجميع بالحكمة والموعظة الحسنة وكما قال ابن خلدون ان الامم لايصلحها الا رسالتها الايمانية فمنذ مايزيد عن الف سنة ونحن نتصارع مع نفسنا ومع الاخرين لامور فقهية وكلامية ابعدتنا شيئا فشئ عن حضارتنا التى كان الاخرين بحاجة لها وتشهد بذلك مكتبات العالم لانها تحتفظ بمؤلفات كبار العلماء من المسلمين فى علوم الكيمياء الفيزياء والرياضيات والطب والفلك والرى وعلم الاجتماع ولعل تاريخنا فى الاندلس يشير الى ذلك بوضوح وللاسف فان الذى ساد بعد ذلك ثقافة الاقصاء واستعباد الشعوب ومحاكم التفتيش وقسوتها وظلمها يعرفها القاصى والداني بسبب قراءات احادية الجانب واخطاء ارتكبها من ليس لهم راى بما جاءت به الكتب السماوية ولا الشرائع الدينية ولا منطق الحضارة الذى يدعون به دفاعا عن الحريات وعملت ما بوسعها لابعاد اى تقارب وحوار بين الاديان بل ساهمت فى تعميق فجوة الخلاف بواسطة توسيع الخطاب الاعلامى العدائى لكلا الطرفين وشجعت بعض الاطراف على تغيير فى الانظمة العربية سواء كان ذلك بطريقة دستورية او بواسطة انقلابات عسكرية وشجعت جماعات متطرفه على تشكيل جماعات مسلحة تدعى الاسلام , والاسلام برئ منها, لذلك فان على الجميع ان يفتحوا اعينهم جيدا لان القادم سيكون اتعس لان مايراه هؤلاء ممن لا دين لهم بل بما قد اشبعت به عقولهم النبؤات التوراتية التى تسعى الى تاجيج العداء بين المسيحية والاسلام وصولا الى الحرب فيما بينهم مع الترويج الى ان القرن الحالى هو امريكى بامتياز واستبعدت اية تقارب وحوار بين الاديان او الحضارات وبالمقابل وكرد على ذلك فان المسلمين مطالبين بفضح هذا التوجة وبالوسائل السلمية من خلال الدعوة الى لقاءات وحوارات ومؤتمرات لافشال هذا المشروع الصهيونى الذى ليس له من هدف غير ضرب الاسلام بالاسلام , و تقوية علاقتهم مع الدول التى ليس لها شان بما يفعله هؤلاء وعلى راسهم الصين وروسيا كما فعلت سوريا ولانها اقرب الينا دينا وتاريخا ولانهم ارادوا تشبيهنا بالكلاب بقولهم جوع الكلب حتى يتبعك ويحاولوا اعادة كتابة التاريخ وفق هذه المعادلة وحتى لانكون مختبرا لتجاربهم ولخرافاتهم التوراتية المزيفة فان رجال الفكر والدين فى المنطقة مطالبين ان يقوموا بما يوازى ولو جزء بسيط من ذلك لان الفرصة مازالت موأتية وان لا نكون كالذى قال عنه احد ابرز مخططى السياسة الامريكية فى وصفه للشعوب بانها تنقسم الى ثلاثة انواع الاول الذئاب الثانى الخراف والنوع الثالث كلاب رعى الاغنام وهو هنرى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة السابق واحد مخططى السياسة الامريكية فى كتابه (النظام العالمى الجديد) وخلاصة ما قاله بان النظام العالمى يتم بناءه بصورة مشتركة فيما بين الدول مع الاخذ بعين الاعتبار القراءات التاريخية المتباية والصراعات العنيفة المندلعة فى مناطق العالم وانتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل بايجابياتها وسلبياتها وكذلك التطرف الايدلوجى وانعكاساته على المجتمعات الانسانية , وانه لم يكن هناك فى يوم من الايام نظام عالمى واضح ينظم دول العالم وانه على امتداد خط التاريخ قامت الحضارات الانسانية المتعاقبة بتقديم نموذجها الخاص لهذا النظام كل على حدة كل واحدة منها كانت ترى فى نفسها مركز العالم تتدرج فى التسلسل الهرمى فالصين مثلا ترى ان التسلسل يبدء من رأس هرم الامبراطورية اما اوروبا وفى قلبها البشرى روما فان شعوب اوروبا باشرت بعد سقوط روما بتقديم نموذج الدول المستقلة وذات السيادة وارادت تصدير هذا النموذج الى كل احاء العالم فى حين ان الولايات المتحدة لم تجد فى هذه المعادلة ميلا لانها ولدت على قناعات لاتتفق مع هذا الرائ واتخذت من مفهوم الديمقراطية الاسلوب الذى يناسبها لتنتشر فى العالم ويضيف كسنجر فى كتابه انه لابد من بناء نظام عالمى جديد جديدلايعتمد على قطب واحد ويعتقد ان امريكا مع الصين بدون روسيا سيكون افضل و حلا مقبولا . ان النتائج التى تريد بها الولايات المتحدة ان تتوصل اليه بعد تعميمها لنظرية الفوضى الخلاقة على منطقة الشرق الاوسط الغنية بالموارد النفطية والمتعطشة للتجارة الخارجية ان تمنع الصين واليابان احتلال مواقع مهمة فى دول المنطقة ولان فجوة الاستقرار بين ماهو كائن وماينبغى ان يكون كما يقول صموئيل هنتغتون( صراع الحضارات) سوف تعكس فى ضيقها او اتساعها على الاستقرار بشكل او اخر فاتساعها يولد احباط ونقمة بينهما وفرانسيس فوكوياما صاحب نظرية نهاية التاريخ الذى يقسم العالم الى عالم تاريخي وعالم مابعد التاريخ الذى تكون فيه الديمقراطية هدف كبيرا كما يقول ويكون الدين والقومية والبيئة الاجتماعية اهم معوقاتها ورغم التناقض بين النظرتين الا انها تتفقان على ضرورة بناء نظام عالمى جديد تقوده الولايات المتحدة يقوم على معادات الحضارة الاسلامية باعتبارها نقيض ثقافيا وقيميا للحضارة الغربية لذلك استهدف العراق لانه كان يشكل تهديدا لها حسب اعتقادها وبدون لم يعد هناك من يهددها ويقول الباحث الامريكى مايكل ليدين (امريكان انتربرايز) انه لم يعد بوسع الولايات المتحدة الحفاظ على الوضع الراهن فقط فهى تسعى الى التغيير السريع وهذه المهمة يجب ان تكون عدوانية بطبيعتها وان العدو الذى يجب تدميره ايدلوجيا بالدرجة الاولى ويقصد هنا الشمولية الاسلامية وصناع السياسة الامريكية يعتقدون ان التغيير فى دول الثقب(الدول المستبدة) فى حد ذاته كافيا طالما ارتبط الامن القومى الامريكى بموضوع تامين حقول النفط العربية وان الفوضى الخلاقة فى الشرق الاوسط تقاس على مسطرة المصالح الامريكية وامام هذه النوايا الشيطانية لهولاء الساسة الذين يصبون جام غضبهم على المسلمين بصورة او باخرى وامام رفضهم لمبدء الحوار الذى يجنبنا ذلك ولان منطقهم القوى يأكل الضعيف فان على المسلمين ان يواجهوا ذلك بقوة ايمانهم وليس بضعفهم لان الله معهم منذ ان اوجدهم الله على الارض وحملهم الرسالة وان النهاية لهم كما جاء فى كتبه السماوية وهو سلاحهم القوى الذى سوف يزلزل الارض تحتهم كما جاء فى سورة الزلزلة بسم الله الرحمن الرحيم اذا زلزت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث عن اخبارها بان ربك اوحى لها ) صدق الله العظيم
1024 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع