قد يعتقد البعض أن هناك كلاما سياسيا في زاوية كروية طالما أن الحديث عن الروس والعرب، ولكني سأتحدث رياضيا عن مالك فريق تشيلسي الإنجليزي وهو الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش الذي أصابته عدوى العرب الكروية بـ«تفنيش» المدربين لدى أول زلة أو غلطة ووضع كل شيء على رؤوسهم حتى لو كانت الخسارة بركلات الترجيح، أو أن لاعبا جماهيريا تصرف برعونة وأهدر أمام مرمى المنافسين فكل هذا لا يهم والمهم أن نلوم المدربين حتى لو حملوا كؤوس العالم مع غيرنا..
وللأسف فهناك من يحكمون على المدربين حتى من الشكل الخارجي «هناك من قال بأنه لا يُحب المدربين الصلعان بعد تجربة مريرة مع مدرب بدون شعر؟»
وهناك من قال إن الهولندي رايكارد مدرب منتخب بلاده وحامل دوري أبطال أوروبا مع برشلونة هو «مقلب وشربناه» حتى قبل أن نعرف خيره من شره وحتى يؤكد هؤلاء وجهة نظرهم المتسرعة، ظلوا يتصيدون أية غلطة أو خسارة للرجل حتى «ينتفوا ريشه» وحتى عندما حقق المنتخب الفوز على الغابون وبعدها تعادل مع الأرجنتين بوجود ميسي وآغويرو وماسكيرانو، رفضوا منح الرجل أية فضل في الأداء والنتيجة بل وزعوا الشكر على اللاعبين «الشبان» الذين تميزوا بالروح القتالية حسب تعبيرهم، ونسوا أن رايكارد هو من اختار هؤلاء اللاعبين وغامر بهم لأنه يعرف ما الذي يفعله والبعض الآخر وضع الفضل للحظ أو لعدم جدية الأرجنتين، فالمهم أن لا يشكر رايكارد مهما حدث.. ونفس الكلام ينطبق على الفرنسي كومبواريه، الذي طالب البعض برأسه حتى قبل أن يتسلم وعندما تسلم، تصيدوا له كل هفوة وعندما لم تستجب لهم إدارة الهلال كما استجابت سابقا وأقالت الألماني توماس دول رغم نتائجه الجيدة.. رفض هؤلاء أن يعطوه الفضل كاملا بعد الأداء والنتيجة أمام الهلال، ووضعوا كل الفضل في شخصية الزعيم ولو كان الأمر كذلك فلماذا نأتي بالمدربين إذا كنا سنلعب «بالشخصية فقط؟»
ولأن البعض يصر على قناعاته حتى لو على مبدأ «عنزة ولو طارت» لهذا يصر الروسي أبراموفيتش على التشبه بالعرب ويصر على وضع كل البيض في سلة المدربين، فمنذ اشترى النادي عام 2003 «فنش» تسعة مدربين كل واحد أثقل من الثاني بدأهم بالإيطالي رانييري الذي تسلم قبل مجيء الرجل ولم يعمر مع عصبيته طويلا ثم جاء العصبي البرتغالي مورينهو، الذي حمل المجد والبطولات لتشيلسي بعد خمسين سنة من الانتظار ولكن ذلك لم يشفع له فجاء بعده المغمور إفرام غرانت، ثم حامل كأس العالم البرازيلي سكولاري الذي «تفنش» أسرع من غيره ثم الإيطالي أنشيلوتي وبعده البرتغالي بواش الذي كان صاحب أغلى «تفنيشة» وتولى مكانه مساعده الإيطالي دي ماتيو، فحقق المستحيل والحلم وهو دوري أبطال أوروبا، ولكن بضعة مباريات دون فوز جعلته يلقى مصير سابقيه الذين نجا واحد فقط من خيبتهم هو الهولندي غوس هيدينك الذي جاء وخرج بمزاجه لارتباطه مع منتخب روسيا.
الحمد لله أن لدينا عدوى تصيب الآخرين وهو شيء نفتخر ونعتز به حتى لا نشعر أننا متفردون ومختلفون عن بقية العالم.
1186 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع