الاستاذ فؤاد يوسف قزانجي
ا الدكتور هاشم اغاجاري اللذي عاش بين (1957-2007 )،استاذ التاريخ في جامعة (تربيت مدرس) في طهران، المعروف بين اقرانه بفكره المتنور .
كان قد القى محاضرة في عام 2002 في مدينة همدان في ذكرى وفاة المفكر الديني الحر الدكتور علي شريعتي ،الذي توفي في لندن ،هاربا من النظام الايراني . واهم ماذكره المفكر هاشم :”ان شريعتي فضل الاسلام التاريخي على النص،وعرى بعض رجال الدين من محترفي الدين، لانه ادرك ان اسلام اليوم يختلف عن اسلام الماضي، وان من حقنا اليوم ان نعيد تفسيره . وقد سعى المصلح شريعتي ان يجعل الفكر الايراني الجديد محفزا وعاملا للفكر الشيعي واخراجه من سكونيته “ (1)
القي القبض على اغاجاري فورا،ثم اودع التوقيف ريثما ينظر في امره من قبل مدبري مصلحة النظام، اذ ان الحكم في ايران ثيوقراطي وليس مدني مشابها للسعودية . ثم احيل الى المحكمة بتهمة الردة، فحكمت عليه المحكمة بالاعدام شنقا حتى الموت . كان ردة فعل الوسط الاكاديمي كبيرا ،بالاضافة الى الصحافة الاوربية وخاصة البريطانية . وفي السجن صرح : ان المقاومة السلبية باتت السبيل الوحيد لمواجهة التعسف . وحيث انه كان معروفا كمشاركا في الحرب الايرانية العراقية بين 1980-1988 ،كما كان قد اصيب في ساقه مما ادى الى بترها . فقد تقرر اعادة محاكمته مع توصية بان لايحكم بالاعدام ! . فحوكم بتهمة الاساءة الى العقيدة ، وصدر الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات . ونظرا لتردي حالته الصحية اثناء وجوده في السجن، فقد خفظ الحكم الى ثلاثة سنوات ! ،قضى منها حوالي سنة ونصف ،ثم اشترط اطلاق سراحه من قبل السلطات العليا،مقابل السنة ونصف المتبقية عليه في السجن، كان يتوجب عليه ان يدفع للمحكمة غرامة قدرها 970 مليون ريال اي ما يعادل 113 الف دولار، وهو لايملك مثل هذا المبلغ بالطبع ،لكن بعد فترة تبرع له جميع من يعرفه وخاصة الاساتذة والطلبة في جامعته . .www. Ahewar.org . ويذكر ان جميع لجان حقوق الانسان قد ادانت الاحكام الصادرة عن المحاكم الايرانية . وكتبت عن قضيته معظم الصحف الكبرى في امريكا واوربا. كما قدمت له مؤسسة جان كارسكي العالمية والمدافعة عن حقوق الانسان جائزة الشجاعة الادبية والفكرية لعام 2003 .
و كان قد صرح اغاجاري بعد اعادة محاكمته :”ليس شرطا ان يكون هناك وسطاء بيننا وبين الله،الم يسمح الانبياء قبلنا مخاطبة الله مباشرة ؟ اذا لسنا بحاجة للذهاب الى رجال الدين من اجل ذلك ”.
كتب يوسف مكي عن المعارض اغاجاري، في جريدة الوسط البحرانية قائلا : ان انقاذ رأس اغا جاري على اهميته ليس نهاية المطاف،بل هو فصل من سلسلة فصول سابقة يظهر فيها التباين بين التيارين الاصلاحي والمحافظ .” (2)
بعد خروجه من السجن ، اراد السفر الى امريكا من اجل العلاج لان صحته في تردي ،فرفض طلبه . توفي الاكاديمي المضطهد الدكتور هاشم اغاجاري بعد مرور اقل من خمسة سنوات اي في عام 2007 .
اهم المصادر
1- مجلة العالم في 16 شباط 2004
2- www.alwasat news . com
923 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع