د.هيثم الشيباني
المدخل :
تختلف طبيعة المشاكل في الحياة العملية اختلافا واسعاً وقلما تتشابه مشكلتان من حيث الظروف والحجم والوقت والمكان. ولذلك فأن الإلمام الواسع بالأهداف المطلوبة أمر ضروري ، وقد يكون الهدف المطلوب زيادة الإنتاج في مصنع ما، أو بناء الدفاعات الذاتيه تجاه خطر خارجي أو تقليل التكاليف في الانتاج أو تعظيم الأرباح .
ان لكل مشكلة محددات كالأموال والمعدات والمواد الأولية والوقت والقوة العاملة وغيرها, وعليه فأن الحل المقبول يجب أن يتعامل مع المحددات أو القيود المفروضه.
فكره تأريخيه :
تعتبر بحوث العمليات من العلوم التطبيقية الحديثة التي تم اعتمادها بنجاح واسع في المجالات المدنية والعسكرية على السواء.
لقد تشكل أول عنصر تنظيمي لبحوث العمليات خلال الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت العديد من المعضلات التعبوية والسوقية لقوات الحلفاء وكان يصعب الحصول على حلول لتلك المعضلات من قبل جهة معينة ذات اختصاص واحد ولذلك تقرر تشكيل مجموعة من العلماء الاختصاصيين لتقديم المشورة الى قيادة القوات المسلحة. ولقد سميت هذه المجموعة (فريق بحوث العمليات ).
تعريف بحوث العمليات :
وتعرف بحوث العمليات بأنها علم القرار وهي أحد فروع الرياضيات التطبيقية , و يسمى البرمجة الرياضية ويسعى إلى حل أمثل للمشاكل , وله تطبيقات في الحرب والهندسة والعلوم الاقتصادية والإدارية والتسويقية , حيث تستخدم طرق النمذجة الرياضية والتحليل الإحصائي . و الهدف هو تحقيق الحل الأمثل المنشود و انفاق أقل كلفة وتحقيق أكبر ربح ممكن. و تتطلب بحوث العمليات عدة مهارات رياضية من أهمها الحساب بالمصفوفات وعلم الاحتمال ونظرية المخططات .
تطبيقات بحوث العمليات :
ان لبحوث العمليات تطبيقات عديده يتعذر حصرها ومنها ما يلي :
تنظيم حركة الطيران .
اختيار أفضل مكان لتشييد منشأة معينة أو معمل .
محاكاة صفوف الانتظار في المطارات من أجل تقليل فترة الانتظار.
تصميم خط إنتاج/تجميع فعال للعملية الصناعيه لتقليل الكلفه واختصار الوقت اللازم لتصدير المنتوج .
دراسة واعداد أفضل السبل لجدولة وتخطيط انسيابية عمل غرف الجراحة في المستشفيات.
تحديد الطريق الأمثل أو الأسرع لتوصيل البضائع من المصنع إلى الزبون توفيراً للوقت والجهد.
دراسة الإشارات المرورية في تقاطعات الطرق والعمل على تطويرها لتأمين السرعة واختصار الاختناقات المروريه.
التأكد من وجود المنتجات للبيع لخدمة الزبائن بشكل أفضل وذلك بتزويد الكمية المثلى الى الموزع .
ما هي أهمية بحوث العمليات:
تكمن أهمية دراسة بحوث العمليات في ما يلي:
المساهمة في تقريب المشكلة مهما كانت إلى الواقع.
صياغة نماذج رياضية معينة تعكس مكونات المشكلة.
عرض النموذج في مجموعة من العلاقات الرياضية وإعطاء فرص مختلفة (للبدائل) لعملية اتخاذ القرارات وبما يساهم في تحليل عناصر المشكلة والعوامل المؤثرة فيها.
تطبيق هذة النماذج في المستقبل عندما تواجهنا مشكلة مماثلة.
وبكل الأحوال فان بحوث العمليات تسعى الى ايجاد حل للنموذج ووضع رقابه على الحل وتطبيق بدائل للحل ان تطلب ذلك.
أهم مواضيع بحوث العمليات :
المحاكاة .
جدولة المشاريع .
تحديد أفضل النتائج لأفضل المسارات.
وتكون برامج بحوث العمليلت على أنواع مختلفه:
البرمجة الخطية (السمبلكس).
البرمجة غير الخطية.
البرمجة الديناميكية (غير الثابتة).
برمجة الأعداد الصحيحة.
برمجة الأهداف.
البرمجة الاحتمالية .
نظم ضبط ومراقبة المخزون
وتسمى أيضا نظم ضبط المخزون والإنتاج هو أحد فروع بحوث العمليات الرئيسية التي تعنى في تصميم نظم الإنتاج والمخزون وذلك لتقليل التكاليف.
نظرية صفوف الانتظار
وتسمى أيضا نظرية الطوابير (Queueing theory)وتعمل على التقليل من فترة الانتظار في الطابور
نماذج الشبكات
ومن تطبيقات الشبكات هي إيجاد أكبر تدفق للماء من الخزان الرئيسي عبر الشبكة إلى جميع المحطات الفرعيه، أو إيجاد الطريق الأقصر بين نقطتين عبر شبكة من الطرق .
نموذج النقل
وهو أحد النماذج المعروفة في بحوث العمليات التي تعنى (على سبيل المثال) بإيجاد عدد المنتجات المنقولة من مجموعة من الموزعين إلى مجموعة من المستودعات عبر شبكة الطرق بحيث يتم تحقيق طلب المستودعات بأقل كلفة ممكنة .
نماذج التخصيص
وتعنى بتخصيص وربط عناصر مجموعتين بأقل كلفة ممكنة , فمثلا يتم تحديد من من العمال سيتحكم في أي من المعدات بأقل تكلفة ممكنة.
من أبرز العلوم التي ترتبط مع بحوث العمليات هي الاداره الماليه وإدارة الموارد البشرية وإدارة العمليات والإدارة الإستراتيجية وإدارة المستشفيات والادارة اللوجستية وإدارة الوقت.
تجربة العراق :
يمتلك العراق أساسا لا يستهان به في موضوع بحوث العمليات. فوجدنا بعد انهاء الضابط المتميز نعمه فارس دورة كلية كامبرلي البريطانيه في عام 1972 وشغل منصب معلم في كلية الآركان , كان موضوع بحوث العمليات من احدى المحاولات لادخاله في المناهج الدراسية للكليه , وبعد أن أصبح عميدا لكلية الآركان في عام 1979 فقد تم تدريسه في الكلية بأجنحتها الثلاثه ( البري والجوي والبحري) , كما أدحل في مناهج بقية كليات جامعة البكر ( كلية الحرب والدفاع الوطني اضافة الى كلية الآركان).
آما الكلية الهندسية العسكريه فانها دأبت على تخريج مهندسين في اختصاص بحوث العمليات , وحرصت الكلية على اختيارهم من أذكى الضباط خصوصا في الرياضيات والحاسوب والبرامجيات والاحصاء .وتتطلب الشهادة دراسة خمسة سنوات للحصول على شهادة بكلوريوس هندسة بحوث عمليات مما يفتح الطريق للمتفوقين منهم للتقديم على دراسة الماجستير ثم الدكتوراه في هذا الاختصاص النادر. ان مهمة هؤلاء المهندسين تشكيل الفرشة الاستشارية لكافة القيادات في القوات المسلحه والنكامل مع ثقافة بحوث العمليات التي تلقاها ضباط الركن في مختلف مراحل تأهيلهم الأكاديمي.
كما وأن هناك كلية أهلية واحدة على الأقل (حسب علم الكاتب) تخرج مختصين في هذا العلم.
استنناجات وتوصيات هامه:
× ان بحوث العمليات من العلوم الراقيه وقد قطعت الدول المتقدمه شوطا كبيرا في تطبيقاته.
× يقتضي الاهتمام بتدريس هذا الاختصاص في المؤسسات الأكاديمية مع ضروة اختيار الطلبة المتفوقين دراسيا خصوصا في علم الرياضيات , وضمان تطبيق معلوماتهم النظرية في المجالات العملية .
× يتطلب زج بحوث العمليات في كافة الخطط الاستراتيجية في اعادة البناء , وتشيد المنشآت الجديدة لضمان الجوده وتقليل الكلفه وسرعة الانجاز.
915 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع