الاستاذ فؤاد يوسف قزانجي
نزار توفيق قباني، شاعر رومانتيكي من سوريا، ولد في عام 1923 ، ويعد من ابرز الشعراء العرب في القرن العشرين، بمستوى بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وغيرهما ،و شعره لم يخل من نقد اجتماعي عن نظرة العربي الى المرأة ، او سياسي خاصة بعد النكسة في عام 1967 التي خذلت الامة العربية .
صارت بعض الصحف العربية تهاجمه لانتقاده الاوضاع السياسية في البلاد العربية ، مما جعله يلجأ للسفر الى بريطانيا بعد عام 1967 ،وزاد الامر مرارة لديه، بعد زيارته لبغداد اثناء الحرب العراقية -الايرانية ، حينما شنت عليه الصحف الموالية للنظام السوري هجوما لاذعا ، مما جعله يفقد ثقته بقادة العرب نهائيا كما هو واضح في شعره السياسي بعد عام 1967 وحتى وفاته في لندن عام 1995 .
حصل نزار قباني على بكلوريوس في الحقوق ،ثم تعين في السلك الدبلوماسي السوري، حتى تقاعد في عام 1967 . وقد مرت في حياة نزار الشاعر ، احداثا جساما ، بالاضافة الى النكسة العربية و اضطهاده من قبل النظام السوري منذ زيارته للعراق : كان نزار قد اصيب بصدمة في شبابه حينما انتحرت اخته بعد تزويجها من قبل والديه لشخص لا ترغب به . ثم اغتيلت زوجته العراقية التي كانت تعمل في السفارة العراقية في بيروت في عام 1982، بوضع متفجرات في بناية السفارة ،مما ادى الى مقتلها مع عدد من موظفي السفارة ، و له منها ولد وبنت .
عرف نزار قباني بشعره الرائع الذي يسبح في افاق الحب وجمال المرأة وانوثتها بالاضافة الى قدراتها كند للرجل في الحياة و وفي الحب، كما وصف حياة فتياتنا القلقة ،اذ غالبا ما تتزوج بتاثير والديها دون معرفة سابقة . فالمرأة عند نزار هي كل شيئ، فهي الحبيبة والعاشقة والحانية والانسانة النبيلة واحيانا هي المسحوقة اجتماعيا ، أ و المتكبرة .
اشتهر في شبابه بديوانه الاول، طفولة نهد . وتعلم الشباب العربي الحب على وقع ومعاني وآفاق شعره ، وخاصة قصائده مثل:1- سألتني حبيبتي 2-حب وحشيش وقمر 3-رسالةمن امرأة 4- رسالة من تحت البحر . لكن بعد النكسة اشتهر بقصائده ودواوينه النقدية السياسية : 1-قصيدة بلقيس 1982 2- الاوراق السرية لشاعر قرمطي 1988 3- الكبريت في يدي، ودويلاتكم من ورق 1989 4- هوامش على دفتر النكسة 1991 .(2)
قضى نزار 15 سنة من حياته الاخيرة في لندن ،حيث مات فيها . اما قصيدته الاخيرة التي سماها (القصيدة الممنوعة ) فهي قصيدة تتضمن صورة الاحباط التي اصاب جيل الثورة العربي بين السبعينيات من القرن الماضي وحتى القرن الواحد والعشرين ، الذي واجه الموت وقام بالثورات ،لكنه انتهى بالفشل الذريع على يدي احزابه وحكامه وبعض قادته الذين تنازلوا عن حقوق شعوبهم وتطلعاتهم . وهي قصيدة طويلة مذلة ، نقتطع منها مقطعين ،لكي لانبكي على مافات، فالقادم اسوء واكثر مرارة كما يبدو في الافق :
لم ننتصر يوما على ذبابة ،
لكنها تجارة الاوهام ،
فخالد وطارق وحمزة ،
وعقبة بن نافع ،
والزبير والقعقاع والصمصام ،
مكدسون كلهم، في علب الافلام .
ثم يكمل في مقطع اخر قائلا :
كيف لنا ان نربح الحرب؟
اذا كان اللذين مثلوا ،
صوروا واخرجوا ،
تعلموا القتال في وزارة الاعلام .
في كل عشرين سنة ،
يأتي الينا حاكم بأمره ،
ليحبس السماء في قارورة ،
ويأخذ الشمس الى منصة الاعدام .
ونحن نقول مع نزار قباني خاصة في هذه الايام :
ان رضي الكاتب ان يكون مرة : دجاجة ،
تعاشر الديوك او تبيض او تنام ،
فاقرأ على الكتابة السلام .
واخيرا نقول لنزار:
كل اشكال الحب ذبلت بعد رحيلك الى السماء،
ولم يبق للحب عاشقا بيننا ، وزال عطر الياسمين .
اهم المصادر
1- Wikipedia: Nazar Qabbani
2- www.nizariat. com
1122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع