تقسيم العراق بين الواقع واحلام المستفدين

                                                      

                                 عامر السلطاني

اليوم للأسف نتناول موضوع في غايه الخطوره فرضه واقع مؤلم على العراق ، واقع يتمناه وخطط له كل من اراد ان تعلوا مصلحته على مصلحه الوطن.

المزيج الرائع في هذا البلد عبر تاريخه كالعائله الواحده التي لايمكن ان تعيش من دون الأب والام فأذا فُقد احدهم وقع وتد او عامود من اعمده هذا البيت والعراق هو الخيمه الكبيره التي جمعتنا عبر التاريخ الطويل ، الجميع عرب واكراد وكل القوميات والاديان والطوائف والمذاهب اعمده هذه الخيمه وهنالك مقومات اساسيه تربينا عليها منذ طفولتنا وفي مقدمتها اشتراكنا جميعاً بهذا الوطن وانتماءنا وحبنا الغريزي له واي عمليه لشق وتفريق نسيج هذا المجتمع الذي تعايش عبر تاريخ طويل وحضاره مشتركه ستكون مصيرها الفشل فمن الصعوبه ان تجعل ابن الجنوب او الشمال يقتنع او يقبل قطع جزء من بلده الذي فتح عينه وهو يرتوي بالصيف من لبن اربيل ويسد جوعه من تمر البصره او يتذوق من ( كمأ ) الانبار هكذا تربينا وعشنا وسنبقى .
 والموده والمحبه وصله القرابه والتزواج فيما بيننا صعب فصل الجسد وصعب ان نفرق بينهم  فهذه التركيبه هي اساس  النسيج الاجتماعي الذي جمع كل اطياف هذا البلد فقد ولدنا هكذا ولم تكن الديانه او المذهب او حتى الاسم من اختيارنا ولكنه جزء من واقع كتبه الله سبحانه وتعالي لنا كما كتبه لكافه البشر من ارجاء المعموره وهكذا كانت الحياه ولكن الحفاظ على ماوهبنا الله هو خيار بيد الشعب وارادته وحريته في التعبير عن رأيه وقرار التفريق والتقسيم لهذا الطيف الرائع والجميل لايملك  خياره سوى الشعب وحده وعليه ان يثبت للعالم انه اقوى من كل المخططات التى  تحاك في السر والعلن من أجل اضعاف وتدمير حضاره وتاريخ عمره اكثر من ٧ الاف سنه أستمد القوه من خلال هذه الاواصر والعلاقات الاجتماعيه والتركيبه السكانيه ووحده الارض الذي عاشت على ترابه اجيال من بعد اخرى ، وأن هذه المرحله التي نعيشها اليوم مهما طالت فلابد لها من نهايه وان الظلام مهما طال لابد ان تشرق الشمس

في مرحله الدراسه الابتدائيه تعلمنا ان العصا الواحده تُكسر بسهوله ولكن حزمه من العصي صعوبه كسرها ،  درس تعلمناه
وبعد كل التجارب وقساوه الايام على العراق وكأنه زلزل هدم النفوس  قبل المباني وبركان احرق الاخضر واليابس عرفنا من هو العراق ولماذا ارادت الصهيونيه العالميه ان تمزق هذا النسيج الوطني العراقي وتزرع التفرقه بين صفوفه لتبث سموم الطائفيه المذهبيه والعرقيه والقوميه لتتمكن ان تُفرظ سيطرتها وتنفذ مخططاتها وتقسم البلد جغرافياً حسب المكونات حتي تسهل عمليه السيطره عليه واخراجه عسكرياً وسياسياً من حسابات القوى الرئيسيه في المنطقه وكان لاذنابهم من عملاء وجواسيس وعلى كافه المستويات الدور في تنفيذ ماهو مطلوب منهم ومايجب أن يفعلوه ،والشعب مغلوب على امره فتاره يُسلم امره لمن يدعي انه الراعي الاول لمصالح هذه الفئه او تلك ، ولأن هكذا كان مكتوب له  وقد انهكته الحروب والمؤمرات التي احيكت ضده فأصبح كالرجل المريض لايقوى على فعل شئ ، اما الطبقات المستفيده فهي التي تخطط وتسعى لهذا التقسيم لتحقيق احلامها مستغله واقع فُرض نتيجه لظروف غير طبيعيه يمر بها الوطن والمواطن .
الاستفتاءات التي اجرتها العديد من مراكز البحوث المتخصصه بينت بما لايقبل الشك ان العراقيين وبأغلبيه ساحقه يرفضون فكره التقسيم او انشاء اقاليم مستقله من شأنها ان تمزق وحده العراق
وأن مايطبل او يصرح به السياسيين هنا وهناك والتلويح بفكره التقسيم لايعبر عن الوجدان الحقيقي للعراقيين ، وكما أثبتت التجارب وبالدليل القاطع ان السياسيين في وادي والمواطن البسيط في وادي اخر ولم يتحقق من الشعارات والوعود واتضح  للفقراء والمساكين والبسطاء حجم الزيف والكذب الذي يتمتع به السياسين ، واللذين اعتقدوا واهمين ان امالهم واحلامهم قد اوشكت ان تتحقق خاب هذا الامل بعد تجربه قاسيه ومريره أظهرت لنا طبقات سياسيه أغتنت وتعالت بأموال هذا الشعب وبقى المواطن في نفس الدائره يلتف حول نفسه دون ان يجد من يأخذ بيده ليحقق له أبسط مقومات العيش الامن  .
ورغم كل الصعوبات التي مر بها العراقي الا أنه ظل متمسكاً بوحده البلد رافضاً وبشده اي فكره او مشروع يروج له غايته التقسيم .
من المؤكد ان الطائفيه السياسيه خلقت اجواء توتر في كافه المحافظات وبثت سمومها عبر السنوات المنصرمه لتجعلنا نتقبل فكره التقسيم من أجل الخلاص ومحاولين أيهام المواطن ان التقسيم هو الحل للخروج من الازمه والعيش بسلام .
هنا يبرز دور الشعب والوطنيه الحقيقيه  ،هل يتم تمرير هذا المخطط ام ينتفض العراقيين الشرفاء من زاخو لحد الفاو ليقولوا كلمتهم ويوصلوا صوتهم لكل العالم بأن العراق جسد واحد لايمكن تقسيمه وسيسجل التاريخ هذه الوقفه الشجاعه لشعب العراق .
هل سنقف مكتوفي الايدي عاجزين عن الدفاع عن بلدنا ، ونسمح  لأحلام المنتفعين ان تتحقق ، تحول خطير في حياتنا نحن من نكتب حروفه بارادتنا او عجزنا فأما عراق موحد او بلد ممزق .

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1082 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع