بنيحيى علي عزاوي
عجيب أمرة البشر المحمل بالصراع،فمنذ خلقه في هذه الحياة الدنيا الدانية الخلابة التي تراها القلوب المحظوظة بمنظار وردي وفي حالات أخرى تنظر إليها المشاعر الفقيرة دميمة ومستهجنة،
وأما الحكيم فيستبصر الدنيا في لولبها المرقوم بخط حلزوني في السير قدما إلى حين تتوقف الساعة البيولوجية للكون المقررة من لدن الخالق الصمد، صراع داخل صراع وتناقض ثم تضاد ثم نقيض مخالف حليف،..و ند نظير الشبيه البد يد،...هذه الحياة الدنيا خيراتها دانية بكثرة لكل البشرية جمعاء وهي معطاء راضية، لكن حروف العلة لها أنانية شوفينة عالية ،فمنذ الخلق احتد الصراع بقانون الغاب، وللأقوى الصلاحية، والمستضعفين من خلائق الرحمن يقولون ربنا أخرجنا من هذه الدنيا الدميمة المستهجنة البالية،، الإنسان الحكيم في حياته مع هذه الدنيا في حيرة ارتباك ودهشة غموض لأنه أكتشف أن الإنسان خلق مشحونا بالصراع الداخلي والخارجي المتوج بالأنا الزئبقية المنفلتة من بين أصابع إرادة الإنسان في جل الأحوال بقياس زمني وفي تعامله مع أخيه الإنسان، يوظف /الأنا / بحبه لنفسه فقط إلا من اصطفاهم الوهاب بنوره بوازع العلم اللَدُنيُ لفرملة متموجات /الأنا/ وهذا الإنسان حتى أثناء نومه يعيش صراعا مختلف اللغو وتشويشا وعتمة غموض وتعقيد، يحب ويكره بسرعة إلا توائم الأرواح لها توازناتها مع ملذات الحياة ..وأغلب البشر لا يشبع نهمه العلمي ولا من روعة لذة الجمال البديع الخلق في رفعة الدلال، خلق الإنسان هلوعا جزوعا في كل وقت وحين وحتى في لحظة المستحيل من المحال يتصارع في شهيته لحب البقاء ولو كان في فقر أسفل سافلين...هيام جمال الأرواح الطيبة لها إنعام وامتنان وعطر فواح ونائلة عطاء حبو إلهية مع توأم الروح أثناء اللقاء بصدفة الصدف النورانية بإذن من النجم الثاقب وذلك بأمر القدر المعلوم الإلهي المسجل في كتاب محفوظ في علياء ملكوت السماء مختوم بلقاء توائم الأرواح في يوم بقياس زمني عند الله معلوم، فيكون أحسن وأجمل وأمتع وأجًلُ وألذ لقاء بصدفة من حيث لا يعلمون توائم الأرواح ولا يحتسبون المتيمون بولوع صبابة الهيام الروحي الأغر الجليل الرفيع....ما أعظم هذا اللقاء عندما يكتمل بكثارسيس احتفال احتفالي روحاني مفعم باحتفالية عرس فرحة الأعراس ...موسيقاه سانفونسة مشاعر صبوة غرام عذري ممتع رائع، ثم هادئ بقلوب مغرمة بعذرية ناعمة الإيقاع كأريج نسيم عليل ربيعي في فجر بلجة الصباح..ما أحلى الحرث المحروث في الأرض الخصبة مع حور عين الملاح ...عندما يشاء القدر ويتم ترابطهما (توائم الأرواح)..فيقول الله ((كن))..ومع كلمة "كن" يتم حرثهما الرائع في المتعة واللذة وأشكال الحركات الجميلة المتنوعة الإيقاع والألوان... في "الحرث المحروث" يا عشاق توائم الأرواح فيه روعة ولذة ومسك من آيات المسك والريحان ولذة في سمو الجمال وخاصة عندما تطول جولة الحرث المحروث ..يا سلام!!!.ما أجمل وأحلى "الحرث المحروث" مع توأم الروح في أمن وأمان وسلم وسلام في كل مكان. ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتكم:قرآن كريم)) لكن هل في عالمنا هذا يتواجد الحب العذري وهيام توائم الأرواح..؟ ممكن وأكيد، ،وأقول بصولة الحكيم: لا يوجد في الدنيا شئ اسمه المستحيل.
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحي العزاوي
1140 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع