د.غازي ابراهيم رحو
الجزء الثاني
كنا في الجزء الاول قد تحدثنا عن دور وتاريخ واسباب دعوة الكنيسة الكلدانية الى اشهار الرابطة الكلدانية واليوم في مقالتنا هذه سوف نسلط الضو عن دورها في تغيير واقع يحتاجه شعبنا ووطننا العراق بسبب ما مر بالعراق اولا وما حدث لشعبنا ثانيا وكذلك احتياجنا الى المشاركة الفاعلة في بناء عراق يكون لنا فيه لمسات ظاهرة بالاضافة الى دور الرابطة الكلدانية لتجميع شعبنا الذي اصبح اليوم موزع في اصقاع الدنيا لكي يكون له صوت واحد .. مع ان القيم المعيارية الدينية التي انطلقت منها الكنيسة هي في جوهرها كما اعتقد انسانية تتطابق مع الغاية التي تم من خلالها اعلان الحاجة الى رابطة كلدانية ولتطابقها مع الواقع العراقي الحالي وكذلك التناغم الحاصل ايضا مع الواقع النافي للاغتراب في اصقاع الدنيا ولبعث قيم جديدة روحية وعقلية وفطرية للدلالة على ترسيخ الوحدة النوعية للكلدان في العراق والعالم حيث لا وجود لقيمة دينية لا تمتلك ترجيحا عقليا والعكس صحيح لهذا نحن اليوم بامس الحاجة الى معيار قيمي يعبر عن حاجات موضوعية في التغيير المجتمعي لكنيسة فقدت الكثير عبر سنوات خلت بسبب ارهاصات لا مجال لذكرها لان ألان المطلوب في الوقت الحالي هو النهوض بهذه الشريحة الاجتماعية بعد معرفة وتحديد الارهاصات التي حدثت في الماضي وتركت جروحا غائرة في الجسم الكلداني.....وهذا النهوض يتحقق من خلال خلق نواة مجتمعية بفرد او مجموعة كحل لمعالجة الخلل فجائت فكرة الرابطة الكلدانية لكي يتم الوصول بهذه الرابطة الى طرح قضية مفهوم يعمل على صهر الافراد وتنسيق الجهود وضبط كل القوى المنقسمة فيما بينها لكي تنتظم في رابطة تتكامل فيها الجهود وتتجانس الافكار للوصول الى انشطة فكرية وادارية ومؤسساتية متنوعة ولتكون هذه الانشطة الاجتماعية مدنية وتعمل سوية على التوصل الى رابطة الوحدة العضوية لنظام يطور ثقافة الفكر والعقيدة القومية و الاجتماعية والارتقاء الفكري العصري في النسيج الكلداني الشعبي والديني لخلق تمازج قيمي بين الاطراف ... ان هذه الفلسفة التي نحتاجها اليوم هي تعبير في النشوء التاريخي لهذه الرابطة حتى وان لم تكن قد تاسست في السابق كون محاولات البعض في خلق صوت كلداني يعمل او عمل من خلال البنية الشعبية السابقة جائت اليوم فكرة الرابطة كونها سيكون عملها تاريخي متجدد للفكر القومي والاجتماعي في التفسير المعياري لعملية التغيير التي حصلت في الكنيسة الكلدانية منذ تسنم البطريارك ساكو دفة السفينة الكلدانية والتي حصل بعدها حركة في الفكر التنويري الحداثي والراهني لخلق خطوط عريضة لتشكيل رابطة تدير الظاهرة الجديدة وتتوافق مع التغييرات الحاصلة في راس الكنيسة الكلدانية و لكي تطبق طموحاتها وفقا للاسس التي سيخطها مجلس ادارة الرابطة والمؤسسين لها والتي ستدعوا لها الكنيسة الكلدانية في الشهر القادم كما قيل سابقا ...والتي نتمنى ان تكون الشخصيات المدعوة لهذا التاسيس شخصيات تعي ما مطلوب منها وعلى مستوى من الثقافة والتوجه للتجميع وليس للتفريق’’’ للتوحيد وليس للتهميش.,,,ومن خلال ايجاد وسائل عملية لتحقيق توجهات المؤسسة الدينية التي تحتاج اليوم الى اداة فاعلة تكون لها حركة ديناميكية في المجتمع ولكن دون تدخل الكنيسة بعد التاسيس لكي تتحمل الرابطة مسؤليتها الانسانية والمجتمعية والقانونية امام الراي العام اولا وامام الكلدان في العراق والعالم ثانيا ...وان تكون الرابطة لها القدرة على الاهتمام باعمالها الاساسية لحمل مبادي الحياة الجديدة وحفظ مطالب ابنائها والدفاع عنها واعتبار الرابطة هي مؤسسة مؤهلة لحفظ ووحدة الاتجاه ,, ووحدة العمل,,, لان ذلك هو الضامن الوحيد لاستمرار هذه الرابطة في الدفاع عن فلسفة فهم حركية التغيير لواقعنا الذي نعيشه و من خلال عملية التملك الادراكي المعرفي لانسانية شعبنا المسيحي اولا والكلداني ثانيا لخدمة المجتمع الصغير وصولا لخدمة المجتمع الكبير على ان يكون الوعي المعرفي التاريخي للكلدان مرتبط جدليا بحركة الصراع الذي نعيشه مجبرين...والعمل من خلال الرابطة على الابتعاد كليا عن العشائرية والمناطقية وحتى التاثيرات الدينية وتاثيرات اصحاب الاموال اللذين تعبت واتعبوا الكنيسة نتيجة ما يقومون به من العمل على خلق تاثير لتطلعات الكنيسة والتاثير على الكلمة والتصرف وتغيير النهج والفكر..وهذا يتطلب وعي لدى المؤسسين في عدم تقبل تاثيرات اصحاب الاموال لكي تتمكن الرابطة من الانتقال الى المجتمع وهو صاحب الحق النهائي لهذه الرابطة لكي تقف الرابطة وتدافع عن الفكر الكلداني وتامين حياة اجتماعية جديدة تعمل على تعطيل التحجر في حياة البعض من اللذين وقفوا بالضد من التطور والارتقاء ...
اما ما يتعلق بصراع الثقافات فهذا يتطلب من الرابطة احترام الخصوصيات الثقافية للمجتمع بشكل عام والابتعاد عن ثقافة الاقصاء والتفي والغاء الاخر سواء داخل الرابطة او خارج الرابطة مع التاكيد على احترام وتوافق مع الثقافات القائمة ان كان ذلك على اسس دينية او طائفية او عرقية او مناطقية بسبب النسيج الاجتماعي الذي يشكله مسيجي العراق وايضا ابناء العراق ..وهذا يقودنا الى فهم فلسفة الصراع الثقافي الذي يكمن في الجهل بفلسفة التنوع القائم على الاختلاف الذاتي بين ما هو فكري او عرقي او حتى ذوقي باعتبار ان الاختلاف هو الذي ينتج الحركة الانسانية على تنوعها ..وان لا يكون هنالك تفرد بوهم لثقافة قومية وايديولوجية او حضارية معينة على حساب ثقافات اخرى والذي سيخلق الصراع بالضرورة ..وايضا ان الفشل في قبول هذا الاختلاف عمليا بما يحفظ للاخر كينونته وخصوصيته سيقضي بالضرورة على ذلك النسيج ..كما ان الفشل في ايجاد لغة مشتركة تتيح التفهم والتفاهم المتبادل سيؤدي الى انغلاق ثم الجهل بالاخر ...كما ان الفشل في قبول الاختلاف عمليا سيؤدي الى انحياز واظطراب واصطدام مع الذات لان اكثر الناس عداء للتعايش الثقافي بين الثقافات المختلفة والمتنوعة هم دعاة الاستلاب او رواد الهيمنة وكلاهما يعمل على التخريب وليس البناء ...فعلى المؤسسين لهذه الرابطة واعضائها جميعا الابتعاد عن عقلية الاقصاء والنفي والالغاء للاخر سواء داخل العراق او خارجه عندما تتاسس الروابط الفرعية في الخارج ...لهذا فان التكامل الثقافي الحقيقي للرابطة الكلدانية يجب ان تؤسس على احترام الخصوصيات الثقافية كاساس وقاعدة تستندها الرابطة في شبكتها وفروعها بين الداخل والخارج بما يرتقي بذاتها بالتنوع الثقافي وعلاقتها داخليا ومع علاقتها بالروابط الاخرى بما يثمر افضل صيغ التعاون والبناء الهادف وان تعي الرابطة اننا جميعا مقبلين على نهضة كبيرة وتغيير للواقع لان ما نراه اليوم وما نلمسه ان منظومات الفكر الديني الذي جاء به البطريارك ساكو لا تعترف بشيء اسمه الانغلاق على الاخر بل العكس الانفتاح على الاخرين لخلق تعاون وحوار وانتشار بين الاخرين للوصول الى ما يصبوا اليه شعبنا وخاصة نحن نعيش صراع للوجود ... كم كانت امنيات لي شخصيا ان تنطلق هذه الرابطة من عاصمة العراق بغداد مع حبي لاربيل ولكردستان العراق ولكن انطلاقها في من عاصمة العراق تعطي زخما وقوة على الوجود الاكبر وذي تاثير اشمل لاول صوت من اصوات الحق الرابطة التي تمنيناها منذ بعيد من الزمن وجائت اليوم لتعبر عن الاصالة في وحدتنا جميعا بحيث لا تكون منغلقة على الاخرين بل تحتضن الاخرين وتدعمهم امنيات نتمنى ان تكون في هذه الرابطة .
870 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع