ماتشهده المنطقة عموما والعراق بصورة خاصة ليس كما يراه الاخرون

                                            

                                فلاح ميرزا

,وقائع الاشياء لا يقرؤها الناس كما يريد بها الاخرون ان تكون فهى احيانا تذهب الى رؤى منامية(اثناء النوم) تتدداخل فيها المواقف مابين الخيال والحقيقة ولكنها فى اغلب حالتها لاتعدى وقتها الغير محسوب فى عالم اليقظة وغالبا القصص التى تصنعها عقول الغرب تسير وتعمم وفق هذا التركيب المختبري ,

الذى شوه صناعة الخالق وحولها الى انسجة وخلايا اشبه ما تكون بافات مدمرة للكرة الارضية وما عليها ولو عدنا الى كتاب الله لوجدنا قصص بهذا المعنى ذكرت ولكنها لم تجد لها اذان صاغية , فقصص موسى وياجوج وماجوج لاتعنى باقوام بقدر ماتعنى علوم ومخترعات تتلاعب  بتكوين الخلق  فالثقافة الامريكية الحالية هى احدى نماذج هذه النتاجات المختبرية فهى ليست كما كانت عليه فى مراحلها السابقة لان اخلاقها السياسية التقلدية شهدت تنظيرا وتطبيقا على النحو الذى يرى بها تبريرا لسياسة التمدد فوق السياسات القومية والوطنية بمعنى السيطرة والتفوذ بوصفها امر لا طائل منه مادام جيل مابعد الحرب الباردة يشعر بالحرج عند القول بمبدأ المصالح القومية فأنه سيحقق شللا تراكميا وليس ارتقاء اخلاقى ومرة اخرى سيقول احد منظريهم فرانسيس فوكوياما منظر نهاية التاريخ كلاما دالا على هذه النقطة ان اللبلد الذى يجعل من حقوق الانسان عنصرا اساسيا فى سياسة الخارجية يميل الى الوعظ الاخلاقى عديم الجدوى قى احسن الاحوال والى استخدام العنف االمفرط بحثا عن اهداف أخلاقية فى أسوء الاحوال, وحين سئل الرئيس الامريكى فى الاربعينيات تيودور روزفلت عما اذا كانت الاستراتجية الامريكية العليا عازمة على تشيد فضائها الامبراطورى انكر مايرمى اليه سائله وقال ان البلد الذى قام على فضيلة  الحرية يصعب عليه ان يقع فى خطيئة الامبراطورية فى حين انتشرت الخرافات التلمودية عند ماتلاه من رؤوساء ومنهم نكسون الذى استمر بالترديد ان الله مع اميركا والله يريدها ان تقود العالم فى ذلك الوقت كانت حرب فيتنام تتجه الى جحيمها المحتوم وكان عليه ان يشحذ الهمم  لكى يستعيد ثقافة المؤسسين الاوائل ليبين ان لاهوت القوة ليس الا منحة الهية لدفع الشرفى عالم  سوده الفوضى وفى ظل الرئيس بوش اخذت الصورة الامبراطورية ذا الطابع الراسمالى تتبلورعند الفريق الحالكم وبات كل شئ من شؤون العالم يخصها ويتصل اتصالا عضويا بأمنها ومصالحهاالجيو- استراتجية وبذلك عزمت على ايجاد نظام عالمى يقاد بواسطتها وتكون هى المدبر وليس الممثل وبهاية الاتحاد السوفيتى لم تعد وحدة اوروبا تدرعليهم بأية منفعة بل بالعكس ان ينظر لها بعين الرحمة والذى سيمنحها فلسفة للسيطرة على العالم لايكون فيها للقوانين واالقيم فعالية تذكر بل ستتحول اساليب مجدية للسيطرة بذريعة احلال السلام وحقوق الانسان وتعميم الديمقراطية  ولاشك فان كتاب مثل فرديمان سياسيون امثال كسنجر وبريجنسكى وصموئيل بكت وفوكياما واخرين ارادوا ان ينشئوا فى امريكا دولة ثيوقراطية تعيد لليهود سيرتهم  التاريخية وليس من شك فان الخطباء والوعاظ فى بعض محاولاتهم اضاءة مايمكن وصفه بالنوازع الميتافيقية للثقافة المؤسساتية (الاختيار الالهى )وابعادها الدينية والاجتماعية والسياسية كي تتلائم مع المصالح الاستراتجية العليا للولايات المتحدة وتحقيق امنها القومى والدولى وبالتاكيد فان تلك الحجة وضعتهم امام الاستراتجية من خلال احتلال العراق واسقاط نظامه والسيطرة على نفطه ونفوط المنطقة وحماية امن اسرائيل وكل ما يجرى له وعليه فهو لايخرج عن هذا الرأئ فمن يدعى انها لم تدرك خطورة ذلك والتحذير بوقوع الكارثة سيكون مضطرا لاعطاء تفسيرات جدلية منها المقاومة والنزاع الطائفى والتقسيم وجر ايران الى المستنقع العراقى واحتلال داعش للموصل والانبار ومناطق اخرى وهذا يعنى ان بقاء العراق دولة موحدة وقوية لايصح الحديث عنه حاليا بما معناه بان واشطن قد شنت الحرب على العراق لان القراءة التارييخة ترسخت فى اذهان الساسة الامريكان بان النبؤات التى جاء بها التلمود اليهودى والعهد القديم بان العراق يبقى يشكل ازعاجا لاسرائيل واخرين اشاروا الى احتلال العراق واسقاط نظامه وتدمير مؤسسات الدولة والعبث فى وثائقها او احراقها وحل الجيش ومؤسسات الامن الوطنى والتاسيس لنظام حكم طائفى واشاعة الفوضى وحرمانها من الامن والاستقرار لفترة طويلة وسرقة ثرواته عبر مشاريع وهمية او غير منتجة وخلق الاجواء لانتشار الفساد الادارى والترويج  لتجارة القتل القتل والحرق والسلب والتخريب والخدرات الى غيرها من الاعمال ومحاولة قتل الروح الوطنية لدى ابناءه واعادة بناءها على اسس مغايرة لما تربى عليها من  اجل خلق جيل جديد يؤمن بالمبادئ والقيم الغربية المؤسسة على الفكر الصهيونى والماسونى الذى يقبل بالتعايش مع اسرائيل كأمر واقع . ان هذا السيناريو  الذى لوحت به للاخرين من حلفائها كان مجرد سراب ووهم مع كل ماحصل فى العراق فالمفاجئة الاستراتجية غيرالسارة بالنسبة للاحتلال بان غزو العراق تحول الى كابوس دفع كثير من مؤيدى الحرب الى التراجع واولهم فوكوياما والسؤال الذى يطرح نفسه هو لماذا حصل كل هذا ومن المسؤول عن ذلك؟ (هاوارد زين)اشهر مؤرخ امريكي ان الحرب مع العراق تبدء مع التاريخ الامريكى باختصار فان هذا يمثل ما يمكن أن نسميه بالأيديولوجية الفكرية والإعلامية للخطاب السياسي الأمريكي ، وهي الأيديولوجية التي أخذت تظهر إلى العلن في إطار ما سمي بتيار صراع الحضارات ، الذي رسمه وخطط له عدد من فلاسفة السياسة والتنظير الأمريكيين وأهل الاختصاص والرأي في دوائر التخطيط ألاستراتيجيي من أمثال ( صموئيل هنتنغتون )، ونفذها صناع القرار السياسي والمستثمرون في العقل البشري العالمي من خلال وسائل الأعلام ذات السيطرة والهيمنة على كثير من مصادر المعلومات والتحليل في عصـــر الرقمية والفضائيات … وعلينا أن نواجه بعض الحقائق التي تزعج فكرة ( الأمة الطاهرة ) بشكل فريد ، يجب أن نواجه تاريخنا الطويل في التطهير ألاثني ، الذي هجّرت فيه حكومة الولايات المتحدة ملايين الهنود من أرضهم بواسطة المذابح وعمليات الإخلاء ، يجب أن نواجه تاريخنا الطويل وهو ما زال حاضرا ، من العبودية والتفرقة والتمييز العنصري ، ويجب أن نواجه الذاكرة الطويلة الأمد لهيروشيما وناغازاكي ، وهو تاريخ لا يمكن أن نفتخر به (وريشارد بيرل ) احد ابرز المتطرفين ودعاة الحرب في إدارة المحافظين الجدد : ( إن إدارة بوش ناقشت الحملة العسكرية وتبعاتها السياسية ، وقد أصابت فيما يتعلق بالحرب وأخطأت في تبعاتها ) وفي ضوء الأحداث والتطورات المأساوية في العراق لم يعد بأمكان الولايات المتحدة أن تخفي أن ديمقراطيتها الموعودة للعراقيين تحولت إلى موت يومي ، فالكاتب الأمريكي ( فولر ) الذي يعرف ماذا فعلت حكومته في أماكن أخرى من العالم ، يسوق الدليل التالي على مدى تورطها في مسلسل الموت اليومي الذي يعصف بالشعب العراقي من قتل واغتـيالات وزرع لبــذور حرب أهلية ، فيقول عمليات الاغتيال :    فان الموت اليومي هو فعل أمريكي على كل حال ، سواء أتم ذلك بأيد أمريكية أم بأيد عراقية تعمل تحت الإمرة الأمريكية ) ..ويقول كاتب عراقى المختار من المهم جدا  الانتباه الى واحدا من اهم تكتيكات المخابرات الامريكية وهو افتراض ان الانسان وهو يواجه الموت يوميا ، يراه ويعانقه ويفترق عنه منتظرا اياه مرة اخرى وفي اي لحطة ، سوف تدفع طبيعته الاصيلة الى الخلف فيطمر وعيه وتتعطل ذاكرته وينسى اكثر الاشياء منطقية وواقعية واخلاقية وعقائدية ويبدأ بتقبل كل فكرة حتى ولو كانت مستحيلة  ، فتلك هي طبيعة البشر والتي جعلت خبراء امريكا يصيغون  خطة وضع الانسان عند حافة الموت كي يمكن اختراقه وتدمير ملكة الوعي السليم لديه .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع