المهندس / أحمد فخري
ارشادات حول الهواتف الذكية (الجزء الاول)
في الآونة الاخيرة ظهرت الهواتف الذكية التي امتازت بشاشاتها الكبيرة نسبياً مقارنةً بالهواتف النقالة السابقة واستعمالها من خلال اللمس بدلاً من الازرار، لذا فان الكثير منا فضل ان يستمر في استعمال الهواتف القديمة حتى بات من الضروري ان يتخذ قراراً بالتحول. وبعمله هذا عرض نفسه لكثير من التسائلات التي صار لزاماً علينا توظيحها كي تعم الاستفادة على الجميع.
بادئ ذي بدء فان الهواتف الذكية تجمع بين آلتين / الهواتف التلفونية والاجهزة الكومبيوترية الشخصية. لذا فان مستخدمها يجب ان يكون لديه الحد الادنى من الالمام في استعمال كلا الجهازين.
فالهواتف القديمة (الخلوية) كانت تقدم خدمتين رئيسيتين للمستخدم الا وهي الاتصالات الهاتفية والرسائل القصيرة (اس ام اس) بالاضافة الى المهام الثانوية كالتقاط الصور ذات الوضوح المتدني وساعة توقيت والتقويم وعزف الموسيقى والتسجيلات وتوفير ساعة الكترونية ...الخ
اما الهواتف الذكية الجديدة فقد دفعت هذه المزايا الى بعد جديد جعلت من الهاتف الذكي اداة مهمة وفعالة تقوم باغلب مهام الحواسيب النقالة في المكاتب (على نطاق اقل بعض الشئ). الهواتف الذكية تمتاز بانها تحتوي على اجزاء كثيرة تتقاسمها مع الحواسيب كالعقل المركزي (المعالج المركزي) والذي يكون بمثابة المدير الذي يتحكم بعمل الجهاز والتحكم بسير بالمعلومات بداخله ونقلها الى الخارج عند الحاجة. وبذاكرة كبيرة تحفظ بها ارقام الهواتف وعناوين ومعلومات وبيانات وصور وافلام والقائمة تطول. ولكن اكثر ما يميزها عن سلفها الخلوي هو نظام التشغيل. فالهواتف الذكية اليوم تعمل بنظام تشغيل متطور يمكن المستخدم من التعامل مع معلوماته بسلاسة تامة. واكثر انظمة التشغيل شهرة هي نظامين رئيسيين وهما (اندرويد) و (اي او اس) اما النظام الثالث والاقل شهرة هو الوندوز والذي طبق على اجهزة نوكيا سابقاً والان يسمى مايكروسوفت لوميا.
اما النظام الاول (اندرويد) فقد اعتمدته غالبية الشركات المصنعة لاجهزة الهواتف الذكية مثل سامسنغ وال جي وسوني وهواوي واتش تي سي وغيرها. وهو نظام سلس الاستخدام وبه مزايا جيدة تمكن المستخدم من التعامل مع هاتفه بصورة سريعة وجيدة. ولديه سلبيات وايجابيات بلا شك.
اما نظام (اي او اس) فقد اعتمدته شركة واحدة فقط وهي شركة ابل المشهورة بعلامة التفاحة وهذا النظام كان رائداً في انتاج الهواتف الذكية الا ان استخدامه يقتصر على اجهزة ال (آي فون) فقط. ولديه سلبيات وايجابيات كذلك.
ولكن الميزة التي تتقاسمها جميع الهواتف الذكية هي عملية (الباك اب). اي الدعم دعني افسر هذه الميزة ذات الاهمية القصوى.
الدعم ان الهواتف الذكية الجديدة جائت بذاكرة كبيرة جداً بالمقارنة بالهواتف التي سبقتها مما فتح المجال لتخزين ارقام هواتف وصور وافلام والحان واغاني بشكل كبير جداً. فاذا ما اراد المستخدم ان يستغني عن الهاتف القديم مقابل هاتف جديد فان عليه نقل كل هذه المعلومات الواحدة تلو الاخرى. وهذه العملية قد تتطلب اسابيع والكثير من الاحيان يفقد المستخدم بعض البيانات اثناء عملية الانتقال. وهنا تكمن اهمية الدعم. فالدعم يعني انك تقوم بتخزين كل ما لديك من معلومات وبيانات بداخل هاتفك الى جهاز حاسوبك. حتى اذا ما احتجت اليها بحالة العطل المفاجئ او بحالة شراء جهاز جديد فانك تستطيع نقل جميع تلك البيانات خلال ثوان معدودة. جميع الاجهزة باختلاف انواعها ومصنعيها توفر لك خدمة الدعم لانهم يعرفون مدى اهمية الدعم للمستخدم وهم يستخدمون برامج سلسة الاستعمال كي تسهل عملية نقل المعلومات من والى الهواتف. البعض من المصنعين صار يوفر ما يعرف بـ (كلاود) اي الغيمة وهي عملية تخزين معلومات هاتفك لدى مواقع بالانترنيت وامكانية استعادتها عند الحاجة.
اما الدعم ومع شديد الاسف فهو لا يسمح لك ان تدعم هاتف ما ثم تنزل معلوماته بهاتف من مصنع مختلف. مما يفرض عليك ان تقتني هاتف جديداً لنفس المصنع كي تتمكن من دعمه على هاتفك الجديد.
ولنوضح هذه الفكرة نأخذ المثال التالي:
اشترى احد الاشخاص جهاز (آي فون) ووضع عليه الكثير من البيانات والصور وارقام الهواتف، ثم دعم معلومات هاتفه. وبعد سنتين اراد شراء جهاز سامسنغ جديد. هنا فان الجهاز الجديد سوف لن يقبل انزال البيانات اليه بشكل تلقائي من جهازه القديم، بل يجب عليك كتابة ارقام الهواتف المخزنة الواحد تلو الاخر وهذا سيتطلب وقتاً طويلاً جداً. اما اذا كان هاتفك القديم هو من صنع سامسنغ وهاتفك الجديد هو من صنع سامسنغ فان عملية استرجاع المعلومات بالهاتف الجديد ستكون سلسة جداً ولا تتطلب سوى ثوان معدودة.
ارجو ان تكون هذه المعلومات قد افادتك بعض الشيء والى اللقاء في حلقة جديدة.
1641 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع