لحسن وريغ
بيت الصحافة بطنجة يحتفي بالشاعر عبد الرفيع جواهري
الدار البيضاء/ لحسن وريغ:احتضن بيت الصحافة بطنجة (شمال المغرب) يوم السبت الماضي، حفل تكريم المحامي والشاعر عبد الرفيع جواهري بمناسبة الاحتفالية العامة بمرور سنة على افتتاح بيت الصحافة
وتزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، و ذلك عرفانا«لقيمة هذا الرجل الذي انتصر في كل محطاته الحياتية لقيم الحرية والعدالة والديموقراطية، وأيضا لبقاء ديوانه الشعري أيقونة رفيعة في ريبرتوار الأغنية المغربية الأصيلة». وقال الإعلامي سعيد كوبريت إن هذه المناسبة لا تقتصر فقط على تقديم التقارير الخاصة بوضعية الصحافة المغربية والبحث عن أفاق لمهنة المتاعب،« ولكن في ذات الآن نسعى إلى رسم معالم الفرح ولذلك ارتأينا الاحتفاء بواحدة من الهامات والعلامات البارزة في مشهدنا الإعلامي والحقوقي والفني المغربي» ويتعلق الأمر بالحقوقي والمبدع عبد الرفيع جواهري. وعرف هذا الاحتفال ، تقديم مجموعة من الشهادات في حق جواهري والتي حاولت أن ترسم بكلماتها وعباراتها صورة الحب والوفاء لمبدع قدم الشيء الكثير للإعلام والإبداع المغربيين منذ الستينيات من القرن الماضي مما جعل تكريمه مبادرة مستحقة. وقال جواهري في تصريح خاص للقناة التلفزية"ميدي 1 تي في" عن هذا التكريم الذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافةإنه «تكريم يأتي من زملاء إعلاميين وأدباء ومثقفين وأنا أعتز بهذا التكريم لجهة كوني إعلاميا». وككل تكريم حظي به جواهري، كان للموسيقى والغناء النصيب الأوفر، حيث ثمة إعادة إحياء مجموعة من الأغاني التي حملت توقيع عبد الرفيع جواهري ومازالت خالدة في الذاكرة الغنائية المغربية والعربية مثل: أغنية "القمر الأحمر"، و"راحلة"، و"ميعاد"… إلخ. وفي بحر هذه السنة وبمناسبة معرض الكتاب بالدار البيضاء(دورة 2015) ، أصدرت جمعية "نغم" كتابا تحت عنوان "القمر الأحمر. غنائيات عبد الرفيع جواهري" يتضمن بين دفتيه مجموعة كبيرة من الأشعار التي كتبها جواهري على مدى فترات متفرقة. وكتب عزيز دادان الرئيس السابق لجمعية "نغم" في مقدمة الكتاب:«كتب شاعرنا الكبير منذ مطلع الستينات صفحات مشرقة في تاريخ الطرب المغربي خاصة منه أغنية القصيد التي تطفح عذوبة ورومانسية، كما يصبطغ شعره برسالة طالما دعا إليها وهي «الثورة الجمالية»: الجمال كقيمة إنسانية أساسية في الحياة وأيضا كمرادف لقيم سامية مثل الحرية والسلام والعدل والحب والتسامح، وهي قيم لم يفتأ بها صديقي العزيز، شاعر الحب والجمال عبد الرفيع جواهري». ونظرا لأهمية قصيدة "القمر الأحمر" الجميلة، نقدم للقارئ مقطعا حتى يكون على بينة مما نكتب وندعي:
«خجولا أطل وراء الجبال .. وجفن الدجى حوله يسهر ورقراق ذاك العظيم .. على شاطئيه ارتمى اللحن والمزهر وفي موجه يستحم الخلودُ.. وفي غوره ترسب الأعصر خشوعا أطل كطيف نبي.. وفي السفح أغنية تزهر توقعها رعشات الغصون.. يصلى لها ليلنا الأسمر على الربوات استهام العبير.. تعرى الجمال شدا الوتر»
تجدر الإشارة إلى أن عبد الرفيع جواهري من مواليد العاصمة العلمية مدينة فاس سنة1944؛ تابع تعليمه بالمدارس الحرة التي أنشأها رجالات الحركة الوطنية المغربية لتدريس اللغة العربية. وكانت له إسهامات قوية في مجال الإعلام المسموع من خلال التحاقه بالإذاعة الوطنية سنة 1960 حيث ترك بصمات قوية على مدى السنوات التي قضاها بدار البريهي. كما أن عبد الرفيع جواهري، سيختار مجال الدفاع عن حقوق المواطنين عندما امتهن المحاماة، حيث أن مرافعاته كانت بمثابة لحظة يمتزج فيه الحقوقي بالإبداعي بالإنساني. وهذا ما جعل الجسم القضائي والحقوقي بالمغرب يكن له احتراما وتقديرا كبيرين. و ارتبط اسم عبد الرفيع جواهري الأغنية المغربية التي قدم لها ما لا يعد ويحصى من الأغاني على امتداد خمسة عقود متواصلة. ثم لا ننسى زاويته الأسبوعية التي كان يكتبها لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" و"الأحداث المغربية" تحت عنوان "نافذة"،التي حققت انتشارا ونجاحا واسعين بين قراء الصحافة المكتوبة بالمغرب.
893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع